أعلنت أرمينيا، أمس، وصول أكثر من 50 ألف لاجئ من أرمن ناغورنو كاراباخ إلى أراضيها منذ الهجوم الأذربيجاني الخاطف، أي ما يمثّل نحو نصف عدد سكان الإقليم الانفصالي ذي الغالبية الأرمينية.
وفتحت أذربيجان الطريق الوحيد الذي يصل الإقليم بأرمينيا الأحد، بعد 4 أيام من موافقة الانفصاليين على إلقاء السلاح بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار أعاد المنطقة المتنازع عليها إلى سيطرة باكو، وأعاد رسم معالم منطقة جنوب القوقاز ما بعد الاتحاد السوفياتي.
الى ذلك، أكدت دائرة الحدود في أذربيجان، أمس، اعتقال روبن فاردانيان، وهو مسؤول كبير سابق في جمهورية آرتساخ الأرمينية الانفصالية المعلنة من جانب واحد، والتي كانت تدير شؤون الإقليم لنحو 30 عاماً، وذلك في أثناء محاولته المغادرة إلى أرمينيا. وشغل فاردانيان، وهو ملياردير ومصرفي استثماري، منصب رئيس حكومة كاراباغ الانفصالية بين نوفمبر 2022 وفبراير 2023.
وكانت مصادر أذربيجانية قالت، أمس الأول، إن السلطات ستبحث بين اللاجئين عن المطلوبين الأمنيين الذين حملوا السلاح خلال النزاع، وهو ما أثار مزيدا من المخاوف يبن السكان الذين يقولون إنهم يرفضون العيش تحت سيطرة أذربيجان، ويفضلون النزوج الجماعي الى أرمينيا.
وجاء الهجوم الأذربيجاني الذي استمر 24 ساعة في الإقليم، وسط حصار فُرض على الجيب في ديسمبر الماضي. ولم يتضح بالضبط ما حدث قبل موافقة قيادة الإقليم على وقف إطلاق النار. وتقول أذربيجان إن المدنيين لم يصابوا بأذى إلّا أنها أعلنت أمس مقتل 192 عسكريا وإصابة 511 خلال العمليات العسكرية في الإقليم الأسبوع الماضي.
وعرض الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، خلال اتصال مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السماح للأمم المتحدة بزيارة كاراباخ، في الوقت الذي تضغط عليه الولايات المتحدة بشأن نزوح الأرمن من المنطقة.
وبينما ترفض أذربيجان المزاعم الأرمينية بشأن «التطهير العرقي» في الإقليم، تضغط الولايات المتحدة على علييف من أجل السماح بإرسال بعثة مراقبة دولية للمساعدة في ضمان أمن مَن يعيشون هناك.
وقال متحدث باسم «الخارجية» الأميركية إن علييف سيقبل مهمة المراقبين الدوليين، وأضاف أن الولايات المتحدة تنتظر أن يلتزم علييف بهذا، وأن يلتزم بتعهُّده بعدم اتخاذ إجراءات عسكرية أخرى.
الى ذلك، أرسلت فرنسا ملحقاً عسكرياً إلى يريفان وتخطط لفتح قنصلية في محافظة سيونيك، كدليل على دعم وحدة أراضي أرمينيا، حسبما أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا. وتفصل محافظة سيونيك بين أراضي أذربيجان وإقليم نخجوان الأذربيجاني الذاتي الحكم، والذي لديه ممر حدودي ضيّق مع تركيا. وتطالب أذربيجان بممر الى نخجوان ثم حليفتها تركيا. ويحذّر مراقبون وخبراء من أن باكو وفي ظل التغيرات الجيوسياسة بجنوب القوقاز، خصوصا تراجع دور روسيا قد تقدّم على احتلال ممر داخل الأراضي الأرمينية. وكانت إيران التي تعتبر أي تغيّر في الجغرافيا السياسية على الحدود مع أرمينيا، افتتحت قنصلية العام الماضي في سيونيك.