أحيت الكويت، أمس، الذكرى الثالثة لتولي سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد مقاليد الحكم، حيث شهد 29 سبتمبر 2020 صفحة جديدة من السجل الناصع لتاريخ حكام الكويت، بتولي سمو الشيخ نواف الأحمد مقاليد الحكم قائداً لمسيرة نهضتها وازدهارها وتطورها.
وفي هذه المناسبة، عبّر سمو أمير البلاد عن أمله أن يديم المولى تعالى على الوطن الغالي نعمة الأمن والأمان والرخاء، وأن يوفق الجميع لخدمته ورفعة شأنه وصون مكانته المرموقة عبر تحقيق المزيد من الإنجازات التنموية والمنشودة على صعيد مساره الحضاري الطموح.
وبهذه المناسبة، تلقى صاحب السمو رسالة تهنئة من سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد جاء فيها:
يشرفني أن أرفع إلى مقامكم السامي أصدق عبارات التهاني والتبريكات الودية بمناسبة مرور 3 سنوات على تولّي سموكم، حفظكم الله ورعاكم، سدة الإمارة ومقاليد الحكم في البلاد، سائلاً المولى عز وجلّ أن يعيد هذه المناسبة الوطنية على سموكم أعواماً عديدة وأنتم ترفلون بأثواب الصحة والعافية، وأن يشملكم بكرمه ورعايته ويحفظكم قائداً وذخراً لوطننا الغالي ووالداً وسنداً لأهله الأوفياء.
وأودّ أن أستذكر، بكل فخر واعتزاز، في هذه المناسبة الوطنية المجيدة الغالية على قلوب شعبنا الوفي وكل محب لدولة الكويت، ما تحقق لوطننا العزيز في عهدكم الميمون من إنجازات تنموية شاملة في مختلف المجالات والميادين بفضل من الله تعالى، ثم سياستكم الرشيدة ورؤيتكم السديدة وتطلعاتكم الطموحة، لتمضي كويتنا الحبيبة بخطوات ثابتة واعدة نحو مزيد من التطور والازدهار والرخاء.
كما نجدد العهد يا صاحب السمو بأن نواصل العمل بخالص الولاء وصادق العطاء خلف قيادتكم الحكيمة من أجل رفعة وطننا الغالي وإعلاء شأنه وعزة شعبه الكريم. والله يحفظكم ويرعاكم، وكل عام وسموكم بخير وهناء.
صون مكانة الوطن
وبعث صاحب السمو برسالة شكر جوابية إلى سمو ولي العهد، ضمّنها سموه خالص شكره على ما عبّر عنه سموه من فيض المشاعر الأخوية ومن صادق الدعاء بهذه المناسبة، سائلاً سموه المولى تعالى أن يمتع سموه بموفور الصحة وتمام العافية ويديم على الوطن الغالي نعمة الأمن والأمان والرخاء، وأن يوفق الجميع لخدمته ورفعة شأنه وصون مكانته المرموقة عبر تحقيق المزيد من الإنجازات التنموية والمنشودة على صعيد مساره الحضاري الطموح.
التقدم والازدهار
كما تلقى صاحب السمو رسائل تهنئة من رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون، وسمو رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي، وسمو الشيخ ناصر المحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد، أعربوا فيها عن خالص التهنئة بمناسبة الذكرى الثالثة لتولي سموه مقاليد الحكم، سائلين المولى تعالى أن يمتّع سموه بوافر الصحة والعافية، وأن يحفظه قائداً حكيماً وراعياً لمسيرة النهضة التنموية الزاخرة بالإنجازات التي تسمو بمكانة الوطن وترتقي به تحت ظل القيادة الحكيمة لسموه.
وقد بعث سموه برسائل شكر جوابية ضمّنها سموه خالص شكره وتقديره على ما عبّروا عنه من مشاعر أخوية طيبة ومن دعاء صادق بهذه المناسبة، سائلاً سموه المولى تعالى أن يحفظ الوطن العزيز ويديم عليه نعمة الأمن والأمان والرخاء، ويسدد الخطى لكل ما فيه خير ورفعة الوطن الغالي وإعلاء مكانته المرموقة وتحقيق المزيد مما ينشده من تقدّم ورقيّ وازدهار، وأن ينعم على الجميع بوافر الصحة وتمام العافية.
وفي السياق، تلقى صاحب السمو برقية تهنئة من عاهل المغرب محمد السادس، أعرب فيها عن خالص تهانيه لسموه بالمناسبة، كما ضمّنها خالص تمنياته لسموه بموفور الصحة والعافية وبدوام التوفيق والسداد لقيادة مسيرة الخير والنماء في الكويت.
وقد بعث سموه ببرقية جوابية أعرب فيها عن بالغ شكره وتقديره على ما عبّر عنه العاهل المغربي من فيض المشاعر الطيبة، ومن صادق التمنيات، مشيداً سموه بأواصر العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، ومبتهلاً سموه إلى الباري جل وعلا أن يديم على ملك المغرب موفور الصحة والعافية، ويحقق للمملكة المغربية كل الرقي والازدهار في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة.
مسيرة حافلة لشخصية هادئة وحازمة ومتزنة
أدى سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد في 30 سبتمبر 2020 اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة أميراً للبلاد، ليكون الحاكم السادس عشر للكويت وفقاً للمواد التي نص عليها دستور البلاد وأحكام قانون توارث الإمارة.
ولدى تولي سموه مقاليد الحكم في البلاد، تعهّد بالسير على نهج الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، يرحمه الله، بالحفاظ على الوحدة الوطنية ورفعة الكويت وعزتها وحماية أمنها واستقرارها وضمان كرامة شعبها ورفاهيته.
واستهل سموه عهده الميمون بإكمال مسيرة الوساطة الكويتية التي بدأها الأمير الراحل للمّ الشمل الخليجي وتعزيز الحوار والتضامن بين دول مجلس التعاون في القمة الخليجية الـ 41، التي استضافتها مدينة العلا السعودية.
وعلى الصعيد الداخلي، حرص سموه على المحافظة على سلامة البلاد ودفع عملية التنمية فيها في ضوء التحديات التي كانت تعيشها في تلك المرحلة، لاسيما انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد وتراجع أسعار النفط.
وكان سمو أمير البلاد خير خلف لخير سلف، بعد ملازمته الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد 14 عاماً قضاها سموه ولياً للعهد بكل إخلاص وتفانٍ، بعد أن صدر الأمر الأميري في السابع من فبراير عام 2006 بذلك، ومبايعة سموه بإجماع أعضاء مجلس الأمة وأدائه اليمين الدستورية حينها ولياً للعهد في 20 فبراير من العام ذاته.
وولد سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد في 25 يونيو عام 1937، وهو الابن السادس لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الذي حكم البلاد في الفترة بين عامي 1921 و1950، وتلقى تعليمه في مدارس حمادة وشرق والنقرة، ثم في المدرسة الشرقية، فالمدرسة المباركية.
وتميّز سموه منذ شبابه بشخصية هادئة وحازمة ومتزنة محبة للعمل والإنجاز، وأسهم في تحقيق النجاح في جميع المناصب التي تولاها خلال مسيرته في مختلف الجهات التي امتدت نحو 6 عقود بذل خلالها جهوداً جبارة في تطوير العمل فيها، إضافة إلى تعزيز مكانة الكويت إقليمياً ودولياً.
وعلى مستوى العلاقات الإنسانية يحظى سموه باحترام ومحبة الجميع، إذ دائما تعايش مع المواطنين بكل بساطة وتواضع ومحبة، مشاركاً إياهم أفراحهم ومعزياً لهم في فواجعهم ومصائبهم، ومتلمساً لحاجاتهم ومتطلباتهم.
وتزخر مسيرة عطاء سمو أمير البلاد بالعديد من المناصب استهلها في 21 فبراير عام 1961 حين تولى أول منصب له محافظاً لحولي في عهد الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم، واستمر به حتى 19 مارس عام 1978.
وتبوأ بعدها منصباً أكبر حين ولاه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وزارة الداخلية التي استمر فيها حتى 26 يناير عام 1988، ونجح خلالها في التغلب على كل مظاهر الإرهاب التي عصفت بالمنطقة آنذاك، كما استقطب الشباب للانخراط في سلك الشرطة مخرّجاً دفعات من الضباط المنوط بهم حماية الأمن والأمان في البلاد.
ثم تقلد سموه منصب وزير الدفاع في 26 يناير عام 1988، إذ قام بتطوير العمل بشقيه العسكري والمدني، وعمل على تحديث وتطوير معسكرات الوزارة ومدّها بالأسلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن الكويت وحمايتها من المخاطر الخارجية.
وفي الغزو العراقي لدولة الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990 الذي استمر نحو 7 أشهر تجلّى الدور الكبير لسموه، إذ عمل على تجنيد كل الطاقات العسكرية والمدنية من أجل تحرير البلاد، وأدى دوراً بارزاً في قيادة المقاومة وتأمين وصول القيادة الكويتية الشرعية إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة إلى جانب قيادته للجيش.
وعند تشكيل أول حكومة بعد حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الآثم في 26 فبراير عام 1991 تولّى حينها سموه حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 20 أبريل 1991، واستمر فيها حتى 17 أكتوبر 1992.
وفي 16 أكتوبر 1994 تولى سموه منصب نائب رئيس الحرس الوطني وقضى فيه 9 أعوام متتالية حتى 13 يوليو 2003 أسهم خلالها في تطوير أداء فرق الحرس الوطني من خلال تدريبها على أحدث أساليب الأمن والوقاية وتعزيز الأمن والأمان في البلاد.
ثم عاد سموه ليتولى حقيبة وزارة الداخلية حتى صدر المرسوم الأميري في 16 أكتوبر عام 2003 بتعيين سموه نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية، واستمر بهذا المنصب حتى تعيينه ولياً للعهد عام 2006.
وحصل سمو أمير البلاد رعاه الله على احترام ومحبة وثقة العالم، لكونه رجل دولة من الطراز الرفيع، ففي 23 مايو 2008 قلّدت إسبانيا سموه (وسام طوق الاستحقاق المدني)، كما قلده الرئيس الفلسطيني محمود عباس (قلادة الكنعانيين الكبرى) عام 2018، وفي 1 أغسطس 2011 قلدت الأرجنتين سموه (وسام المحرر الجنرال سان مارتين).
برقيات من قيادات الحرس الوطني و«الداخلية» و«الدفاع»
تلقى سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد سلسلة من برقيات التهنئة بمناسبة الذكرى الثالثة لتولي سموه مقاليد الحكم.
ومن أبرز التهاني، تلقى سموه برقية تهنئة من نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ فيصل النواف، عبّر فيها عن أصدق التهاني وأخلص التبريكات بهذه المناسبة، سائلاً المولى العلي القدير أن يديم على سموه موفور الصحة والعافية لمواصلة مسيرة الخير والنماء للوطن العزيز.
وأكد النواف أن منتسبي الحرس الوطني يجددون لسموه العهد والولاء والوفاء على مواصلة العمل والبذل والعطاء لخدمة الوطن المعطاء والدفاع عنه وحفظ أمنه واستقراره وبذل الغالي والنفيس من أجل الدفاع عنه.
بدوره، بعث النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد برقية تهنئة إلى سمو أمير البلاد، أعرب فيها عن أسمى آيات التهاني وأصدق المباركات بالمناسبة.
وعبر الخالد عن الفخر والاعتزاز بإنجازات سموه المشهودة وسعيه الدؤوب من أجل إعلاء مكانة كويتنا الغالية على الصعد كافة داخلياً وخارجياً وحماية أمنها واستقرارها وضمان كرامة شعبها الوفي.
وأضاف أن منتسبي الوزارة يجددون بهذه المناسبة العهد بالولاء والفداء والوعد لسموه بمواصلة العمل والبذل والعطاء لخدمة وطننا المعطاء والدفاع عنه، مشيراً إلى أنهم سيظلون بعون الله كما يعهدهم سموه سداً منيعاً لكل من يحاول العبث أو المساس بأمن واستقرار الكويت.
من جهته، بعث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ أحمد الفهد برقية تهنئة إلى سمو الأمير توجه فيها باسمه ونيابة عن منتسبي وزارة الدفاع بأسمى آيات التهاني والتبريكات سائلاً المولى أن يسدد خطاه ويمد سموه بعونه وتوفيقه لقيادة بلدنا الحبيب وشعبنا الكريم نحو المزيد من التقدم والرخاء والازدهار في مختلف المجالات.
وأضاف الفهد أن منتسبي الوزارة يجددون لسموه العهد والولاء والوفاء على مواصلة العمل والبذل والعطاء لخدمة الوطن المعطاء والدفاع عنه وحفظ أمنه واستقراره وسلامة أرضه وبحره وسمائه وبذل الغالي والنفيس في سبيله.
ورفع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي إلى مقام صاحب السمو أسمى آيات التهاني والتبريكات بالمناسبة.
وأعرب البديوي عن أمله في أن يعيد الله هذه المناسبة العزيزة على دولة الكويت أعواماً عديدة ومديدة وهي تحقق بفضل الله ثم بالقيادة الحكيمة الكثير من الإنجازات الحضارية العملاقة والمكتسبات التنموية الرائدة في المجالات كافة وعلى مختلف الصعد.
بدوره، تقدم محافظ الجهراء ناصر الحجرف بخالص التهاني والتبريكات لسمو الأمير بمناسبة الذكرى الثالثة لتوليه سدة الإمارة ومقاليد الحكم، سائلا الله العلي القدير أن يديم على سموه نعمة الصحة ودوام العافية وأن يسدد على طريق الخير خطاه وأن ينعم على بلادنا الحبيبة بدوام الأمن والأمان والتقدم والازدهار.