أقامت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى الكويت المعرض الفني الخيري «رسمات الأمل» في منصة الفن المعاصر «كاب»، وشارك فيه نخبة من الفنانين التشكيليين من الكويت، قدموا أعمالهم الفنية تلك التي اتسمت بالأساليب الفنية المتنوعة، والأفكار التي تسير في مجالات الطبيعة والرمز، إضافة إلى أعمال تتماهى مع اللغات التأثيرية والواقعية والسريالية والتجريدية وغيرها، بحضور جمع كبير من الفنانين التشكيليين والمهتمين.

وعلى هامش المعرض، قالت ممثلة المفوضية لدى الكويت نسرين ربيعان، لـ«الجريدة»، «نجتمع في هذه المبادرة الفنية الفريدة في منصة الفن المعاصر، مبادرة هدفها إيصال صوت اللاجئ وبالذات الأطفال اللاجئين الذين اضطرتهم الظروف وحرمتهم من التعليم، فهناك تقريبا 15 مليون طفل لاجئ في العالم، وهذه المبادرة كانت مع داعمة المفوضية الفنانة لينا حجازي، بمشاركة 23 فنانا من أكبر فناني الكويتيين، وأيضا بدعم من الشيخة عواطف الصباح، من خلال التبرع بـ100كتاب، سوف يذهب ريعها بمشاركة مع جمعية التنمية الخيرية لدعم برنامج عمل المفوضية في دعم التعليم للاجئين».

Ad

صوت الفن

وعن دور الفن في خدمة المجتمع، أضافت ربيعان: «صوت الفن هو صوت داعم بشكل أساسي للقضايا الإنسانية، وكما يقال الصورة تحكي عن ألف كلمة، والفنانون بدعمهم يوصلون رسالة مفادها أنهم من خلال فنهم يريدون دعم القضايا الإنسانية، فهناك 114 مليون لاجئ ونازح في العالم».

وتقدمت بالشكر إلى جميع الفنانين المشاركين في هذه الفعالية، ووزارة الخارجية الكويتية، على تسهيل الموافقات المطلوبة لإقامة هذا المعرض، ودعمهم المستمر لجعل أنشطة المفوضية في الكويت واقعا ملموسا، أما الفنانة حجازي فشكرت منظمي المعرض، وأيضا جهود الفنانين ومشاركتهم، وعلقت قائلة «إن شاء الله تباع كل اللوحات».

«الجريدة» التقت بعض المشاركين، وكانت البداية مع الفنان طلال حمادة حيث قال إنه تلقى دعوة من المفوضية، مضيفا أنه دائما يشارك في معارض من هذا النوع ولا يتردد في المشاركة، وأوضح أنه شارك بلوحة من مجموعته بعنوان «up grade»، رسمت بطريقة المكس ميديا على كانفس.

من جانبها، تحدثت الشيخة عواطف الصباح عن مبادرتها، وهي التبرع بـ100 كتاب، لافتة إلى أن «المفوضية أوضحت أنها تساعد الطلبة في لبنان وسورية على التعليم، لذلك حاولت أن أكون جزءا من هذا الشيء الجميل، وتبرعت بـ100 كتاب إن شاء الله يكون ريعهم لمساعدة الطلبة في البلدين».

بدورها، قالت الفنانة ثريا البقصمي: «إن مشاركتي في المعرض الخيري لمصلحة الطلبة اللاجئين هي مشاركة حتمية بالنسبة لي، لأننا نحن الفنانين علينا أن نساهم في الأعمال الإنسانية، وألا تكون أعمالنا فقط للربح المادي فقط. المبادرة كانت جميلة جدا، وأنا شخصيا تحمست لها وقدمت أعمالا جديدة، وأمنيتي في المستقبل أن أقوم بزيارة مقرات الطلاب اللاجئين، وأعطيهم دروسا في مجال خبرتي الفنية التشكيلية».

أما الفنانة فاطمة مراد فذكرت أنها شاركت بعمل يعبر عن أحد المهن الكويتية القديمة بعنوان «الكندري»، رسمتها بأسلوب معاصر تجريدي يميل إلى التكعيبة، مستخدمة ألوان أكريليك. وعبرت الفنانة فريدة البقصمي عن سعادتها بالمشاركة، مؤكدة أن الفنان بطبعه معطاء ويحب أن يعطي، وعرضت رؤيتها الفنية في فن الكولاج، من خلال لوحتين: لحن الخلود، وعاصفة، وقد استخدمت في إنجازهما «ميكس ميدا».

ثقافة العطاء

وذكر الفنان بدر ناصر أن «المبادرة التي نظمتها مفوضية اللاجئين فرصة طيبة للمشاركة في هذا المعرض الذي نحن بحاجة إلى تعزيز ثقافة العطاء ودعم اللاجئين»، لافتا إلى أنه شارك بعملين. من جانبها، قالت الفنانة شيماء أشكناني إنها شاركت بثلاث لوحات، مشيرة إلى أنها ليست المشاركة الأولى معهم.

وجاءت لوحة «كلمات» للفنانة روابي عبدال متناغمة مع الجمال، في صور حسية متنوعة، حيث إنها متفاعلة مع الرمز في أشكال عدة، أما الفنانة مها المنصور فشاركت بعمل بعنوان «جواز الطيّبين»، والذي احتوى على رؤى تشكيلية تحكي بالألوان معاني إنسانية.