جاء الربيعُ مُعَطَّرَ النسماتِ
متتَوِّجًا بغنائمٍ وهِباتِ
في مولدِ الهادي الكريمِ نبيِنا
خيرِ الأنامِ وسيِّدِ الساداتِ
ولدتهُ آمنةٌ فيا لبشارةٍ
وافتْ بها الدنيا بما هو آتِ
السيدُ العربيُّ ذو الأصلِ الذي
من عهدِ آدمَ طاهرُ الساحاتِ
أكرِمْ به أنعِمْ بطيبِ خصالهِ
إذ جاء بالحسنى وخيرِ سماتِ
مَلَكَ القلوبَ بعطفهِ وحنانهِ
وبقلبهِ سكنوا بكلِّ ثباتِ
يا سيدي ومعلمي يا قدوتي
في السيرِ عند تخالطِ الوُجهاتِ
أنت الرحيمُ بأمةٍ قد أُثقلتْ
بتهافُتِ الأهوالِ والنكباتِ
أنتَ الأبُ الحاني الرؤوفُ بحالنا
في اليُسرِ أو في العُسرِ والكُرُباتِ
أحييتَ أمَّتَكَ الكريمةَ بالهدى
بفضائلٍ ومواهبٍ وعظاتِ
أحييتَها بالحبِّ، صرتَ حبيبَها
بالبرِّ والأذكارِ والصلواتِ
فالحبُّ مفتاحُ القلوبِ وطِبُّها
والحبُّ زادُ القلبِ والنبضاتِ
والحبُّ مِشكاةُ القلوبِ ونورُها
والحبُّ نبعُ السعدِ والبسماتِ
والحبُّ معراجُ القلوبِ لربها
والحبُّ عينُ الوصلِ في الحضراتِ
والحبُّ مصداق الوثاقِ بعالمٍ
فيه الجفافُ وفيه مُرُّ شتاتِ
فعسى يكونُ لنا بذكرى مولدٍ
فرحٌ وحُسنُ تدبرِ الشاراتِ
وعسى يكون لنا بنهج رسالةٍ
فرجٌ من الآلامِ والحَسَراتِ
والحوضُ موعدنا وموردُ شُربنا
أنت الشفيعُ لنا من الزلاتِ
صلى الإلهُ على النبيِّ المصطفى
ذي العزمِ والموصوفِ بالآياتِ
والآلِ عِترةِ بيته وصحابةٍ
نصروهُ كالأبناءِ في الغزواتِ