مع عودة الحراك الانتخابي إلى الشارع المصري بعد سنوات من الجمود، وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، رسالة إلى شعبه بأن فرص التغيير قائمة، في وقت كثف منافسوه المحتملون جهودهم لجمع التوكيلات اللازمة لخوض الاستحقاق الرئاسي المقرر في ديسمبر المقبل.

وقال السيسي، في افتتاح مؤتمر «حكاية وطن» بالعاصمة الإدارية الجديدة: «كلمة واحدة عاوز أقولها للناس ده اللي إحنا عملناه وعندكم فرصة في الانتخابات الرئاسية اللي جاية للتغيير. حد يقول كده نعم بقول كده. الأمر كله لله. اللي ليه حاجة ياخدها». وأضاف السيسي أن «حالة عدم الاستقرار التي استمرت في مصر خلال العامين 2011 - 2013 أهدرت موارد مصر».

Ad

وتابع: «تخيلوا أنه من عام 2011 كان النمو السكاني ثابت يعني صفر، فيه دول نموها سلبي، المواليد قد الوفيات، 25 مليون زادوا في الفترة من عام 2011 حتى الآن، الـ25 مليون دول الخطين عمرهما ما قربوا من بعض خط الإيرادات والمصروفات، تصور بقى في 2011 بتخسر 450 مليار دولار كأن مش ليهم تأثير».

وأضاف: «عام 2014 شخص ما قال لي أنت أيقونة مصر إيه اللي دخلك الدولة دي؟ ولو دخلت هيقطعوك، قلتله لو ثمن بناء الدولة دي مش تقطيعي ولكن موتي، أنا هعملها».

وتابع: «أوعوا تفتكروا إني جاي أقدم نفسي ليكم، وعمر ما كان اللي بيخشلنا قد اللي بنصرفه، وكان قبل عام 2014 الناس بتاكل بس».

وقال: في حد لازم يضحي، وإذا كنت أنت مش عايز تساعد نفسك، إزاي عايز تساعد الناس، وهقولكو قد إيه جهل الآخرين، هو في حد عايز يحكم بلد يهدها؟

وأضاف: «حالة عدم الاستقرار اللي استمرت من 2011 لحد 2013 جابت البلد على الأرض، ومفيش بلاد بتطلع لقدام غير بالاستقرار والأمن، وأي حد يقول غير كده يا جاهل، يا أحمق».

وفي مداخلة خلال عرض رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ما حققته الدولة خلال الفترة الماضية، أضاف السيسي: «على مدى عشر سنوات واجهنا كثيراً من أبواق الكذب والافتراء والشائعات والإساءة»، مؤكدا أن «الأمة تبنى فقط بالإصلاح وليس بالإساءة والهدم والتشكيك والظلم».

وإذ أكد أن مصر واجهت تحديات منذ 2011 أنهت دولا بالكامل ولم تقم مرة أخرى، اعتبر السيسي أن «حلم المصريين يجب أن يكون أكبر من لقمة عيش».

وأوضح أن «جزءاً كبيراً من عمله كان هدفه استعادة ثقة المصريين وهو أمر يحاول المخربون الآن التشكيك فيه». وأشار إلى أن «مشروع قناة السويس الجديدة استهدف جمع المصريين على قلب رجل واحد». وذكرت مصادر مطلعة أن تحضيرات تجرى حاليا لإقامة فعاليات تأييد للسيسي، وسط توقعات بإعلانه ترشحه لولاية جديدة مساء الاثنين المقبل.

وأظهرت صورة خاصة لـ «روسيا اليوم» من ميدان الجلاء إنشاء مسرح في الساحة والتحضير لفعاليات تأييد.

وأعلنت العديد من النقابات منها نقابتا المعلمين والصيادلة وغيرهما، وحزب المؤتمر دعمهم للسيسي. كما حرر رئيس حزب المصريين الأحرار ومؤسس «الحملة الحزبية الشعبية» عصام خليل توكيلا لترشيح السيسي.

إنجازات غير مسبوقة

بدوره، اعتبر مدبولي، الذي أهدى إلى السيسي كتاب «إنجازات الدولة»، أن ما تحقق في مصر في آخر 9 سنوات إنجاز غير مسبوق لم يتحقق في عقود عدة، مبيناً أنها واجهت العديد من التحديات وحاربت الإرهاب وفيروس كورونا وتداعيات حرب اوكرانيا، وكذلك كل أبعاد الفقر وأنفقت أكثر من 9.4 تريليونات جنيه لتنفيذ مشروعات، منها البنية التحتية والمرافق العامة والتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية وتنمية كل قطعة من سيناء.

وأشار مدبولي إلى تجارب الدول الناجحة بتهيئة البيئة المناسبة للقطاع الخاص لاستكمال التنمية، موضحاً أنه تم وضع مخطط من عدد من الخبراء للتغلب على التحديات والقيام بإصلاح حقيقي.

وقال مدبولي إن السيسي وجه بإطلاق خطة أخرى سيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة لتنمية شمال ووسط سيناء باستثمارات تتجاوز 300 مليار جنيه لربطها بالوطن.

وأوضح أن الدولة عملت على تنمية البنية التحتية، التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها مقياس لمكانة الدولة على المستوى العالمي وإمكاناتها لجذب الاستثمارات، فعملت الدولة على تطوير المرافق العامة بتكاليف 3.4 تريليونات جنيه.

وأضاف أنه فيما يخص شبكة المياه والصرف الصحي كان المستهدف الوصول لتغطية 97 في المئة، واليوم وصلت نسبة التغطية إلى 99 في المئة من مصر بها مشروعات مياه، متابعا أن التحدي الأكبر أن الصرف الصحي نسبة التغطية في 2014 كانت 50 في المئة، واليوم وصلت إلى 67 في المئة، فالريف كان 12 في المئة واليوم أصبح 43 في المئة، ومع نهاية مشروع حياة كريمة سيتم تغطية 100 في المئة من الصرف الصحي لمصر كلها، وهذا من خلال مشروعات عملاقة أنفقت فيها الدولة مئات المليارات.

وقال: «فيما يخص مبادرات الصحة تم تنفيذ 14 مبادرة صحية منها القضاء على قوائم الانتظار وصحة المرأة و100 مليون صحة وفيروس سي، فمصر كانت موصومة بأنها من أكبر الدول عالميا في نسب الإصابة به، وخلال أيام قليلة ستعلن مصر خالية منه».

وأوضح مدبولي أن الدولة اهتمت بقطاع الرعاية الاجتماعية وأنفقت أكثر من 203 مليارات جنيه، وبدأت بدعم برنامج «تكافل وكرامة» في 2014 بـ1.7 مليون أسرة، والآن تجاوزت 5.2 ملايين.

حراك التوكيلات

وفي ظل تزايد الأوضاع الاقتصادية تعقيداً مع ارتفاع الأسعار وتوقعات بخفض جديد لقيمة الجنيه، بدا أن الحاجز انكسر مع انطلاق معركة جمع التوكيلات للحاق بالانتخابات الرئاسية المقرر انطلاقها في 10 ديسمبر المقبل.

وأحيا تجول المرشح المحتمل أحمد طنطاوي، في عدد من مكاتب الشهر العقاري في الأيام الاخيرة، ماراثون تحرير توكيلات الترشح، التي بدأ العمل بها الثلاثاء الماضي وتستمر 10 أيام فقط، ويتعين على من ينوي خوض السابق الحصول على توقيع 25 ألف مواطن، موزعين على 15 محافظة على الأقل بحد أدنى ألف توكيل من كل محافظة.

ونشر طنطاوي مقاطع فيديو وهو يتجول على مقار التوثيق العقاري بمدينة دسوق في محافظة كفر الشيخ، ومدينة رشيد بمحافظة البحيرة، ومحافظة الاسكندرية، وبنها وشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، ومدينة نصر، ووسط البلد في القاهرة ومحافظة الجيزة. كما نشر طنطاوي على منصة «إكس» مقاطع تظهر تجوله بعدة أماكن ومصافحته لمؤيدين لبوا دعوته لتحرير توكيلاتهم بمكاتب الشهر العقاري، وأيضاً احتضانه عجوزا تحمل صورة للسيسي وتقبيل رأسها أمام حشود حولها تهتف للرئيس مما جعلها تنخرط في البكاء.وفي حين أظهرت المقاطع مناصري طنطاوي والسيسي، الذين هتفوا له وضده في مكان واحد، أكدت المرشحة المحتملة جميلة إسماعيل تعرضها لعراقيل أثناء جمع التوكيلات خارج المكاتب وتهديد وترويع داخلها.