في وقت ألقت أطراف عربية باللوم على حكومة دمشق، متهمة إياها بعدم تحقيق أي تقدُّم سياسي أو أمني أو الاستجابة لمطالب لجنة الاتصال التي شكلتها الجامعة العربية أخيراً، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الوضع المعيشي للسوريين سيئ حالياً، في ظل استمرار الفوضى الناجمة عن الحرب الأهلية والتدخلات الإقليمية والدولية منذ 2011.
وقال الأسد، في مقابلة مع تلفزيون الصين المركزي (CCTV) التابع للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، ليل الجمعة ـ السبت، إن «العلاقات الطبيعية للشعب السوري مع دول العالم كي يتبادل معهم من خلالها كل شيء، أصبحت في خنق متزايد من قبل القوى الغربية».
وأضاف الأسد، ردا على سؤال حول تقييمه الوضع الحالي ببلده الذي مزقته الحرب الأهلية: «الوضع الحالي بكل تأكيد غير جيد، لنكن واضحين هو وضع سيئ، والمعاناة تزداد».
ولفت إلى أن «الحرب على سورية لم تنته»، وقال: «مازلنا بقلب الحرب حالياً، والآن منطقتنا تواجه حربا فيها نوعان من الخطر، خطر الليبرالية الحديثة الغربية، التي نشأت بأميركا، وخطر التطرف».
وشدد الأسد على أن الشعب السوري قادر على إعادة بناء بلده عندما تتوقف الحرب وينتهي الحصار.
وتابع: «ما نركز عليه الآن هو أن نتمكن من الحفاظ على القيم أولا، وعلى الانتماء، لأن القيم والانتماء هي التي تساعدنا على بناء مجتمعنا أو وطننا».
عائق وشراكة
وعن رأيه بأكبر عائق أمام حل القضية السورية، أكد الأسد أنه التدخل الأجنبي «ولو أبعدنا هذا التدخل الخارجي، فالمشكلة السورية التي تبدو معقّدة هي ليست كذلك، ويمكن أن تُحل في أشهر قليلة لا في سنوات».
واتهم الأسد، مجدداً، القوات الأميركية بسرقة النفط السوري، قائلاً: «المنطقة الشمالية الشرقية من سورية التي يحتّلها الإرهابيون هي نفسها التي يشرف عليها الأميركي»، متهماً واشنطن بأنها شريك مع الإرهابيين في تقاسم الأرباح.
في المقابل، أشار الرئيس السوري إلى أن بكين تلعب دوراً مهماً جداً على مستوى العالم. وقال إن الصين عندما تتحدث عن الشراكة فهي تتحدث عن مبدأ جديد، لا عن الهيمنة.
وقال الرئيس السوري في المقابلة التي نقلتها وكالة سانا الرسمية، أمس، إن «الصين وقفت مع دمشق سياسياً من خلال دورها في مجلس الأمن، وفي عدد من المحافل الدولية».
وتابع: «من الطبيعي أن يكون هناك حوار أوسع معها في ظل الظروف التي يمرّ بها العالم، وفي ظل الحصار الاقتصادي الغربي القاسي الذي يهدف لتجويع الشعب السوري».
امتعاض عربي
يأتي ذلك في وقت تناولت مصادر إعلامية دولية حديثا عن أن لجنة الاتصال العربية تتجه إلى تعليق التواصل مع حكومة دمشق كردّ فعل على عدم الاستجابة للمطالب العربية، وعدم التقدم سياسيا وأمنيا، إذ اشتكى مسؤولون أردنيون من عدم تعاون النظام السوري، كما أكد المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش أن عودة سورية لجامعة الدول العربية كانت قرارا صائبا، «لكن لا بدّ أن نرى منها معالجات لقضايا تهمّ جيرانها».
وجاء الامتعاض العربي من حكومة دمشق، وسط انحسار دور المعارضة، وبالتزامن مع حلول الذكرى الثامنة لتدخّل القوات الروسية دعما لقوات الرئيس الأسد. إلى ذلك، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) إلقاء القبض على عنصر في تنظيم داعش، إثر عملية إنزال في الرقة شمال سورية أمس، فيما تحدثت تقارير عن أن العنصر الذي استُهدف هو زعيم التنظيم المتطرف الجديد «أبو حفص».
وكشف سكان محليون أن طائرات هليكوبتر أنزلت جنوداً في موقع مزرعة ضمن قرية ربيعة بريف الرقة شمال سورية، يعتقد أنها تستضيف «خلية قيادية» تابعة لـ «داعش». يُشار إلى أن التنظيم الإرهابي كان قد أكد في أغسطس الماضي، مقتل زعيمه أبو الحسين القريشي، معلناً مبايعة «أبو حفص الهاشمي القريشي» خلفا له.