بعد أشهر من التحفظ، أعلن البيت الأبيض التوصل إلى «إطار أساسي» لاتفاق مستقبلي بين إسرائيل والسعودية، مؤكداً تقدُّم المفاوضات الرامية إلى تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
وعقب إشارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الأيام الأخيرة إلى الاقتراب من اتفاق، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أمس الأول، إن «الطرفين وضعا هيكلية أساسية لما يمكن السير باتجاهه»، مضيفاً: «على غرار أي اتفاق معقد، يتعين على الجميع تقديم تنازلات».
ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته باتجاه تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وتشير تطورات عدة سجلت أخيراً إلى تكثُّف المفاوضات. فقبل أيام قام وزير السياحة الإسرائيلي حاييم كاتس بزيارة للرياض، هي الأولى العلنية لمسؤول إسرائيلي على هذا المستوى إلى المملكة، في وقت أرسلت الرياض وفداً رسمياً إلى الضفة الغربية المحتلة هو الأول منذ أكثر من 30 عاماً.
وعلقت صحيفة الرياض السعودية على إعلان البيت الأبيض، في افتتاحية تحت عنوان «سلام مختلف»، رأت فيها أن المملكة غير مستعجلة لإقامة علاقات مع إسرائيل، لافتة إلى أن المفاوضات ستمر بمراحل وقد تأخذ وقتاً أطول من المتوقع، مذكرةً بأنه «في التفاوض قد لا تحصل على كل ما تريد، ولكن تحصل على جُلّ ما تريده ويحقق مصالحك».
وبحسب وكالة فرانس برس، تتناول المحادثات السعودية ــ الأميركية ــ الإسرائيلية، مسألة حصول السعودية على ضمانات أمنية ومساعدتها في برنامج نووي مدني.
ونقلت وكالة رويترز عن 3 مصادر إقليمية مطلعة على المحادثات الثلاثية، أن السعودية لن تقبل بأقل من ضمانات ملزمة لواشنطن بحمايتها إذا تعرضت لهجوم، مثل ضرب مواقع آرامكو النفطية بالصواريخ في 14 سبتمبر 2019 مما هزّ الأسواق العالمية.
وقال مصدر أميركي إن الاتفاق قد يبدو مثل معاهدات أبرمتها الولايات المتحدة مع دول آسيوية، أو إذا لم يحظَ هذا بموافقة الكونغرس، فإنه قد يكون مشابهاً لاتفاق أميركي مع البحرين التي تستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأميركية. ولا يحتاج مثل هذا النوع من الاتفاقات إلى دعم من المجلس. وذكر المصدر أن واشنطن يمكنها أيضاً تحسين أيّ اتفاق من خلال تصنيف السعودية حليفاً رئيسياً من خارج حلف شمال الأطلسي، وهو الوضع الممنوح لإسرائيل وقطر والكويت ومصر.
وأشارت «رويترز» إلى أنه من شأن إبرام اتفاق يمنح الحماية الأميركية لأكبر مُصدر للنفط في العالم أن يعيد تشكيل منطقة الشرق الأوسط من خلال جمع خصمين قديمين وربط الرياض بواشنطن بعد تدخلات الصين في المنطقة. وسيكون هذا نصراً دبلوماسياً لبايدن يتباهى به قبل الانتخابات الأميركية في عام 2024.