كشف مصدر في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، لـ «الجريدة»، عن اتفاق تم أخيراً بين إيران وروسيا، ينص على أن يسلِّم «حزب الله» اللبناني قسماً كبيراً من أسلحته القديمة للعشائر العربية في سورية مقابل تسلّمه أسلحة إيرانية من الجيل الجديد، على أن تحصل موسكو على قسم من أسلحة الحزب وذخائره لإمداد حربها المكلّفة في أوكرانيا.
وحسب المصدر، الذي رافق قائد «فيلق القدس» اللواء إسماعيل قآني في زيارته الأخيرة لسورية ولبنان، فإن روسيا وافقت على عبور كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية الجديدة إلى لبنان عبر سورية، مقابل تسليم الحزب قسماً كبيراً من أسلحته وذخائره القديمة لتسليح العشائر العربية التي تقاتل إلى جانب دمشق في شرق سورية ضد «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) المدعومة من واشنطن.
وأوضح المصدر، أن روسيا التي باتت تحتاج إلى كميات كبيرة من الأسلحة التي تمنح قواتها قدرة نارية، دون النظر إلى نوعيتها، لاستخدامها في الحرب الأوكرانية، ستحصل على كمية من هذه الذخائر والأسلحة التي كدسها «حزب الله» في مخازنه منذ حرب 2006 مع إسرائيل.
وأشار إلى أن هذا الاتفاق بين طهران وموسكو، يدعم مساعي التوصل إلى صفقة تطبيع بين تركيا وسورية، تقوم على تعهُّد دمشق بإبعاد الفصائل الكردية عن الحدود التركية إلى ما وراء حزام حدودي بعمق 45 كيلومتراً داخل الأراضي السورية.
وقال إن قوات «قسد» الكردية المدعومة أميركياً هي العائق الوحيد أمام تنفيذ هذه الترتيبات، مضيفاً أن أنقرة وطهران وموسكو تريد تجنب مواجهة مباشرة مع واشنطن، كل منها لأسبابها الخاصة، ولذلك فإن الجميع يرى أن الحل الأفضل هو تحريك العشائر العربية للقيام بمهمة إخراج «قسد» من هذا الحزام الأمني.
وذكر أن الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله كان قد أبلغ قآني خلال لقائهما في لبنان أن المواجهة مع إسرائيل دخلت مرحلة جديدة عنوانها الصراع على مصادر الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي فإن الحزب يحتاج إلى أسلحة نوعية يمكنها إيجاد توازن ردع مع إسرائيل، مضيفاً أن المسؤول الإيراني تعهّد بالتوصل إلى اتفاق مع موسكو للسماح بمرور هذه الأسلحة دون تعريضها لخطر الانكشاف على سلاح الجو الإسرائيلي.