توزع اهتمام المصريين أمس بين متابعة الحريق الهائل الذي التهم مقر مديرية أمن الإسماعيلية، مما أسفر عن عدد من الإصابات، ومتابعة مؤتمر «حكاية وطن» الذي شهد في نهايته إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في ديسمبر المقبل.
يأتي ذلك في وقت تحاول أطراف معارضة تسخين المشهد السياسي، إذ رفع المنافس المحتمل للسيسي في السباق الرئاسي أحمد طنطاوي سقف خطابه السياسي، بإصداره بياناً غير معهود انتقد فيه تصريحات الرئيس في الأيام القليلة الماضية، شاكياً من تضييق يُمارس على مناصريه، وصعوبات يواجهونها في توثيق توكيلاتهم له، وهو ما اعترض عليه كذلك 3 نواب معارضين في بيان مشترك.
وكان المجلس الرئاسي لتحالف الأحزاب المصرية، المكون من 42 حزباً سياسياً، ناشد السيسي الترشح، في وقت جدد عدد من قادة الأحزاب دعمهم للرئيس، وشهدت عدة مناطق مسيرات دعم شعبية، في خطوات عادة ما تمهد لإعلان رسمي بالترشح.
وكان السيسي أطلق أمس في ختام المؤتمر عدداً من التصريحات، دعا في أبرزها إلى خصخصة جزئية لبعض قطاعات الدولة وحث وسائل الإعلام على إبراز الإنجازات، كما زار المقر الجديد لرئاسة مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأثارت تصريحات السيسي، في المؤتمر نفسه، أمس الأول، ضجة واسعة، خصوصاً قوله إنه يمكن تدمير البلد بأكمله بالمخدرات ورشوة الناس بالأموال للتظاهر، وهو ما انتقده طنطاوي، وفند ما اعتبره «مغالطات ورؤى سياسية غريبة» وردت في تصريحات السيسي، بينها «الاهتمام بالمظاهر وبالحجر على حساب البشر».
إلى ذلك، تفقد وزير الداخلية محمود توفيق مبنى مديرية أمن الإسماعيلية الذي تحول إلى اللون الأسود، وأمر بتشكيل لجنة للوقوف على أسبابه ومراجعة سلامة المبنى الإنشائية، بحسب بيان للوزارة.
وفي تفاصيل الخبر:
تشهد الساحة المصرية عودة الحرارة إلى مكونات المشهد السياسي الراكد، بعد تحديد مواعيد الانتخابات الرئاسية في ديسمبر المقبل، وانطلاق معركة جميع التوكيلات التي ولدت حراكاً وإن كان محدوداً في الشارع المصري.
وبعد أن استعرض إنجازات ولايتين رئاسيتين على مدى 3 أيام في مؤتمر «حكاية وطن»، بدا أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جاهز لإعلان ترشحه، خصوصاً مع تعالي أصوات الأحزاب الموالية التي ناشدت الرئيس الترشح، فيما بدا أن النائب السابق أحمد طنطاوي، المرشح المحتمل لمنافسة السيسي، مصمم على رفع سقف الخطاب السياسي بإصداره بياناً غير معهود انتقد فيه تصريحات السيسي في «حكاية وطن»، شاكيا من تضييق يمارس على مناصريه، وصعوبات يواجهونها في توثيق توكيلاتهم له، وهو ما اعترض عليه كذلك 3 نواب معارضين في بيان مشترك.
وناشد المجلس الرئاسي لتحالف الأحزاب المصرية، المكون من 42 حزبا سياسيا، السيسي الترشح، وقال المتحدث الإعلامي باسم التحالف محمود نفادي إن عددا كبيرا من رؤساء أحزاب التحالف والقيادات حرروا توكيلات لدعم ترشيح الرئيس، معربا عن ثقته بأن السيسي «سيلبي رغبة الشعب المصري كما حدث يوم 30 يونيو 2013، عندما رفع الشعب شعار انزل يا سيسي، واليوم نجدد نفس الشعار اترشح يا سيسي».
وذكر النائب تيسير مطر، رئيس حزب «إرادة جيل»، ووكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ، والأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية، أن الحزب يطالب السيسي بالترشح، «لأن مصر في حاجة لقيادة تحافظ على أمنها القومي وريادتها العربية والإقليمية».
وأشار رئيس حزب «الإصلاح والنهضة» هشام عبدالعزيز إلى أن «السيسي زعيم تاريخي واستثنائي، وليس مجرد رئيس»، مضيفا أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد «أزمة عابرة، ومن قام بدراسة الاستثمار يعلم ويرى جيدا تجهيز مصر لانطلاقة كبيرة جدا، ونقل مصر للعصر الجديد».
وأعلن رئيس حزب «المستقلين الجدد» هشام عناني دعم السيسي، لأنه «استطاع في السنوات الأولى من حكمه الحفاظ علي الدولة من الاختطاف والتصدي للإرهاب، وبعد فترة استقرار الدولة انطلق في كل الميادين والمجالات والسير قدما نحو بناء جمهورية جديدة».
وخلال مشاركته في اليوم الختامي لمؤتمر حكاية وطن، قال السيسي أمس إنه يشرف بنفسه وبشكل مباشر على صندوق «تحيا مصر»، مشددا على أن «الدولة المصرية حريصة على أن يكون بها صناديق يمكن من خلالها تجميع أموال لتستثمر وتستخدم عوائدها في خدمات كثيرة». وكشف السيسي عن «عرض بعض المستشفيات الكبرى بما فيها المدينة الطبية على القطاع الخاص لإدارة جزء منها، مشددا على أن «مشاركة القطاع الخاص إلى جانب الدولة يساهم في تسريع إنجاز المشروعات ونجاحها».
وانتقد السيسي المحتوى الذي تقدمه بعض القنوات المصرية، التي لا تتحدث عن إنجازات الدولة في العديد من القطاعات، مضيفاً «التسويق والتغطية الإعلامية لأي نشاط أمر مهم الناس بتتفاجئ بالحاجة، احنا مش بنتكلم على شغلنا رغم إن القنوات بتتكلم على الطبيخ كل يوم، آسف إني بقول كدة، لكن كل يوم طهي، طب اطلعوا قولوا شغلكم».
وأثارت تصريحات السيسي، في المؤتمر نفسه، أمس الأول، ضجة واسعة، خصوصا قوله إنه يمكن تدمير البلد بأكمله بالمخدرات ودفع الأموال للناس للتظاهر.
وقال السيسي، في شريط فيديو تم تداوله على نطاق واسع، «تخيلوا أنا ممكن أهد مصر بـ2 مليار جنيه، أدي باكتة (نوع مخدر) و20 جنيه وشريط ترامادول لـ100 ألف إنسان ظروفه صعبة، أنزله يعمل حالة (اضطرابات)»، قائلا: «بمليار جنيه... أهد بلد فيها 100 مليون أو 105 مليون، بمليار جنيه، يعني 30 مليون دولار، فيه ناس بتصرفهم في حفلة».
وفي إحدى جلسات المؤتمر، أمس، أكد وزير الصحة والسكان المصري خالد عبدالغفار أن مصر تفوقت على أميركا في علاج فيروس سي، وإعلانها خالية من الفيروس، وذلك خلال استعراض الوزير للإنجازات التي تم تحقيقها على مدى 10 سنوات.
وقال وزير الصحة، إنه سيتم إعلان مصر خالية من فيروس «سي» رسمياً خلال أيام قليلة.
طنطاوي يرفع السقف
إلى ذلك، رفع المرشح الرئاسي المحتمل أحمد طنطاوي مستوى سقف الخطاب السياسي الراكد، وشن هجوما لاذعا على السيسي، انتقد فيه تصريحاته في مؤتمر حكاية وطن، كما تطرق إلى ما أسماه «الانتهاكات الانتخابية»، مشيرا إلى القبض على مئات من أعضاء حملته الانتخابية، وسجن 82 منهم بتهم سياسية، و«منع عشرات الآلاف من حقهم الدستوري في تحرير التوكيلات لي باستخدام طرق غير قانونية».
وانتقد طنطاوي كذلك ما اعتبره استخداما للحكومة والجهاز الإداري في الدعاية الانتخابية للرئيس، وأشار إلى «مغالطات ورؤى سياسية غريبة» وردت في تصريحات السيسي، بينها «إقصاء المواطنين من المشاركة السياسية والاهتمام بالمظاهر وبالحجر على حساب البشر».
ووصف رؤية الرئيس للتنمية بأنها «مجرد تراكم للأبنية الشاهقة والمدن والقصور المشيدة في الصحاري، ولو كان ذلك كله على حساب الإنسان وحقه في الحياة الكريمة والتعليم والعمل والعلاج»، كما انتقد «تصوير مصر كأنها دولة فاشلة وهشة يمكن لجماعة من اليائسين أو الخارجين على القانون أن يدمروها».
«بيان الثلاثة»
وأصدر ثلاثة نواب معارضين هم: أحمد فرغلي، وضياء الدين داود، وأحمد الشرقاوي، بياناً انتقدوا فيه ما أسموه «المعوقات المتعمدة في مكاتب الشهر العقاري التي أدت الى تعطل حصول بعض المرشحين المحتملين والمواطنين على حقوقهم في التوكيلات الانتخابية».
وحذر النواب الثلاثة، في بيان مشترك، من أن «سلامة العملية الإجرائية برمتها أصبحت على المحك»، ودعوا الهيئة الوطنية للانتخابات إلى «سرعة التدخل لحماية وضمان الإجراءات لانتخابات رئاسية نزيهة وحيادية».
حريق «أمن» الإسماعيلية
تأتي هذه السخونة السياسية والانتخابية فيما اتجهت أنظار المصريين أمس إلى مقر مديرية الأمن في مدينة الإسماعيلية المصرية، الذي احترق بالكامل، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات.
واندلع الحريق في مقر المديرية قبل فجر أمس، وأتى على معظم مساحته، قبل أن يتم إخماده في وقت مبكر صباحا، وأظهرت صور انتشرت على الإنترنت ألسنة لهب ضخمة تلتهم طبقات المبنى، الذي يعد من الأكبر في المدينة الواقعة على الضفة الغربية لقناة السويس، وعملت فرق الإطفاء حتى الصباح لإخماد نيران مندلعة في بعض المواقع بالمبنى قبل السيطرة عليه بالكامل.
وبحسب بيان لوزارة الصحة فقد «قدمت سيارات الإسعاف خدماتها الإسعافية لـ12 مصابا وانصرفوا من موقع الحادث، بينما تم نقل 26 حالة إلى المجمع الطبي بالإسماعيلية، منهم 24 حالة اختناق وحالتا حروق».
وتفقد وزير الداخلية محمود توفيق المبنى الذي تحول إلى اللون الأسود، وأمر بتشكيل لجنة للوقوف على أسبابه ومراجعة سلامة المبنى الإنشائية، بحسب بيان للوزارة.