أوكرانيا تستعد لمعركة جديدة بعد «انتصار خيرسون»
إدارة بايدن منقسمة حول الخطوة المقبلة... والجيش يدفع للمفاوضات مع اقتراب الشتاء
بعدما أُجبرت القوات الروسية على الانسحاب من خيرسون في هزيمة ثالثة ومذلة، ودخول الجيش الأوكراني هذه المدينة الرئيسية في جنوب البلاد، كشفت مصادر موالية لموسكو عن الوجهة المقبلة للقوات الأوكرانية، مؤكدة أن منطقة زابوريجيا ستكون الهدف المقبل لقوات كييف.
بعد نجاح قواتها في استعادة مدينة خيرسون الجنوبية الاستراتيجية الكبيرة من الجيش الروسي، تعهّدت كييف باستمرار الحرب، فيما كشفت تقارير أن الوجهة المقبلة للقوات الأوكرانية بعد خيرسون، أول مدينة سقطت في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي.
وأكد وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، على هامش قمة رابطة جنوب شرقي آسيا (آسيان) في كمبوديا، أمس، أن «قلة من الناس آمنوا بأن أوكرانيا ستنجو. فقط بعملنا معًا يمكننا أن ننتصر ونخرج روسيا من أوكرانيا. سيكون انتصارنا المشترك انتصارًا لكل الدول المحبة للسلام في كل أنحاء العالم».
وأشاد بلينكن بـ «الشجاعة الرائعة» للجيش والشعب الأوكرانيين، ووعد بأن الدعم الأميركي «سيستمر طالما لزم الأمر» لإنزال الهزيمة بروسيا.
وقال كوليبا في وقت سابق إن أوكرانيا «تكسب معارك لكن الحرب مستمرة». وأضاف خلال لقاء مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي «طالما أن الحرب مستمرة، ونرى روسيا تحشد المزيد من المجندين، وتجلب المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، سنواصل بالتأكيد التعويل على دعمكم المستمر».
من جانبه، رحّب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على تويتر بـ«عودة خيرسون إلى أوكرانيا، وهي خطوة مهمّة نحو الاستعادة الكاملة لحقوقها السياديّة».
وفي لندن، اعتبر وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، أن الانسحاب الروسي من خيرسون يشير إلى «خسارة استراتيجية جديدة» لموسكو، ورأى أن الخسارة ستزرع الشك في صفوف الرأي العام الروسي.
وأشارت تقديرات الاستخبارات البريطانية إلى أن استعادة القوات الأوكرانية لخيرسون، يعني «إضرارا كبيرا بسمعة روسيا».
وقبل ذلك، قال جايك ساليفان مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن «يبدو أن الأوكرانيين حققوا للتو انتصارًا استثنائيا»، مشيرا إلى أن «العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها روسيا في هذه الحرب عادت الآن تحت العلم الأوكراني، وهو أمر رائع». وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في كلمته اليومية إنه «يوم تاريخي. نحن نستعيد جنوب البلاد ونستعيد خيرسون».
وهذا هو الانسحاب الروسي الكبير الثالث منذ بداية الغزو في 24 فبراير فبراير. فقد اضطرت روسيا إلى التخلي عن الاستيلاء على كييف في الربيع في مواجهة المقاومة الشرسة من الأوكرانيين قبل طردها من كل منطقة خاركييف (شمال شرق) في سبتمبر. ومساء الجمعة في ساحة الاستقلال الرمزية في كييف احتفل سكان خيرسون الذين كانوا لاجئين منذ أشهر في العاصمة بالنبأ بابتهاج.
في المقابل، أعلنت روسيا أمس، أنه تم إعلان مدينة غينيتشيسك بوصفها العاصمة الإدارية الموقتة لخيرسون، بدلا من المدينة التي انسحبت منها قواتها.
وبعد التطورات في خيرسون، ازدادات التحذيرات التي يطلقها الانفصاليون الموالون لموسكو في منطقة زابوريجيا من تصعيد محتمل. وكان لافتاً أن عضو المجلس الرئاسي لإدارة زابوريجيا، فلاديمير روغوف، أطلق تصريحات تتوقع حدوث معركة مقبلة في المدينة.
وذكر روغوف أن «هناك أكثر من 450 فرداً من قوات العمليات الخاصة، (نخبة القوات الأوكرانية)، الذين تدربوا في بلدة فولنواندريفكا. وانضم 300 مقاتل عادوا من بريطانيا أخيراً، وهم الآن يتدربون على عبور نهر دنيبرو، والاستيلاء على محطة زابوريجيا الكهروذرية».
إدارة بايدن منقسمة
في غضون ذلك، كشفت مصادر في الإدارة الأميركية، لشبكة CNN، أن رئيس الأركان الأميركي، الجنرال مارك ميلي، قاد جهودا قوية، في الأسابيع الأخيرة، خلال المناقشات الداخلية حول الحرب في أوكرانيا، للبحث عن حل دبلوماسي مع اقتراب فصل الشتاء.
وبحسب المصادر، لا يحظى موقف الجنرال ميلي بدعم واسع من فريق الأمن القومي للرئيس جو بايدن، بما في ذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي، وكلاهما يعتقد أن الوقت قد حان للقيام بدفع جاد لإجراء محادثات بشأن أوكرانيا.
وكان ميلي أشاد، في تصريحات بـ«النادي الاقتصادي» بنيويورك، بالجيش الأوكراني لمحاربته روسيا حتى وصلت إلى طريق مسدود، لكنه قال إن تحقيق نصر عسكري صريح بعيد المنال، وقال: «عندما تكون هناك فرصة للتفاوض، ويمكن تحقيق السلام اغتنم الفرصة».
ورغم أن التصريحات لم تفاجئ مسؤولي الإدارة الأميركية، نظرا لمعرفتهم برأي الجنرال، فإنها أثارت مخاوف البعض بشأن الإدارة التي تبدو منقسمة في نظر الكرملين.
وفي حين أن بعض مسؤولي إدارة بايدن أكثر انفتاحًا على استكشاف الشكل الذي قد تبدو عليه الجهود الدبلوماسية، فإن المصادر قالت لـ CNN إن معظم كبار مسؤولي الخارجية والأمن القومي قلقون من منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي نوع من النفوذ على طاولة المفاوضات، ويعتقدون أن الأوكرانيين يجب أن يقرروا متى يجب عليهم ذلك إجراء محادثات، وليس الولايات المتحدة.
وفي المناقشات الداخلية، يقول المسؤولون إن الجنرال ميلي سعى لتوضيح رؤيته بأنه لا يحضّ على استسلام أوكرانيا، بل إنه يعتقد أن الوقت الحالي هو الوقت الأمثل للانطلاق نحو إنهاء الحرب قبل أن تستمر في الربيع أو بعده، ما يؤدي إلى المزيد من الموت والدمار من دون تغيير الوضع في الخطوط الأمامية.
وقال مسؤول مطلع على رؤية رئيس الأركان الأميركي «إنه لا يتسرع في التفاوض مع روسيا أو الضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه نقاش حول وقف القتال من أجل الوصول لنهاية سياسية».
لكن هذا الرأي لا يتم تبنيه على نطاق واسع في الإدارة الأميركية، حيث أوضح أحد المسؤولين أن وزارة الخارجية على الجانب الآخر، وقد أدى هذا إلى وضع فريد حيث يدفع القادة العسكريون بشدة من أجل اعتماد الدبلوماسية أكثر من الدبلوماسيين.
ويأتي موقف الجنرال ميلي في الوقت الذي يزيد فيه الجيش الأميركي من إرسال الأسلحة لدعم الأوكرانيين ويجوب العالم حاليًا بحثًا عن مواد لدعم أوكرانيا مع اقتراب فصل الشتاء، مثل السخانات والمولدات الكهربائية، ما أثار مخاوف بشأن المدة التي تستغرقها هذه الحرب يمكن أن تستمر.
وأكد وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، على هامش قمة رابطة جنوب شرقي آسيا (آسيان) في كمبوديا، أمس، أن «قلة من الناس آمنوا بأن أوكرانيا ستنجو. فقط بعملنا معًا يمكننا أن ننتصر ونخرج روسيا من أوكرانيا. سيكون انتصارنا المشترك انتصارًا لكل الدول المحبة للسلام في كل أنحاء العالم».
وأشاد بلينكن بـ «الشجاعة الرائعة» للجيش والشعب الأوكرانيين، ووعد بأن الدعم الأميركي «سيستمر طالما لزم الأمر» لإنزال الهزيمة بروسيا.
وقال كوليبا في وقت سابق إن أوكرانيا «تكسب معارك لكن الحرب مستمرة». وأضاف خلال لقاء مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي «طالما أن الحرب مستمرة، ونرى روسيا تحشد المزيد من المجندين، وتجلب المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، سنواصل بالتأكيد التعويل على دعمكم المستمر».
من جانبه، رحّب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على تويتر بـ«عودة خيرسون إلى أوكرانيا، وهي خطوة مهمّة نحو الاستعادة الكاملة لحقوقها السياديّة».
وفي لندن، اعتبر وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، أن الانسحاب الروسي من خيرسون يشير إلى «خسارة استراتيجية جديدة» لموسكو، ورأى أن الخسارة ستزرع الشك في صفوف الرأي العام الروسي.
وأشارت تقديرات الاستخبارات البريطانية إلى أن استعادة القوات الأوكرانية لخيرسون، يعني «إضرارا كبيرا بسمعة روسيا».
وقبل ذلك، قال جايك ساليفان مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن «يبدو أن الأوكرانيين حققوا للتو انتصارًا استثنائيا»، مشيرا إلى أن «العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها روسيا في هذه الحرب عادت الآن تحت العلم الأوكراني، وهو أمر رائع». وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في كلمته اليومية إنه «يوم تاريخي. نحن نستعيد جنوب البلاد ونستعيد خيرسون».
وهذا هو الانسحاب الروسي الكبير الثالث منذ بداية الغزو في 24 فبراير فبراير. فقد اضطرت روسيا إلى التخلي عن الاستيلاء على كييف في الربيع في مواجهة المقاومة الشرسة من الأوكرانيين قبل طردها من كل منطقة خاركييف (شمال شرق) في سبتمبر. ومساء الجمعة في ساحة الاستقلال الرمزية في كييف احتفل سكان خيرسون الذين كانوا لاجئين منذ أشهر في العاصمة بالنبأ بابتهاج.
في المقابل، أعلنت روسيا أمس، أنه تم إعلان مدينة غينيتشيسك بوصفها العاصمة الإدارية الموقتة لخيرسون، بدلا من المدينة التي انسحبت منها قواتها.
وبعد التطورات في خيرسون، ازدادات التحذيرات التي يطلقها الانفصاليون الموالون لموسكو في منطقة زابوريجيا من تصعيد محتمل. وكان لافتاً أن عضو المجلس الرئاسي لإدارة زابوريجيا، فلاديمير روغوف، أطلق تصريحات تتوقع حدوث معركة مقبلة في المدينة.
وذكر روغوف أن «هناك أكثر من 450 فرداً من قوات العمليات الخاصة، (نخبة القوات الأوكرانية)، الذين تدربوا في بلدة فولنواندريفكا. وانضم 300 مقاتل عادوا من بريطانيا أخيراً، وهم الآن يتدربون على عبور نهر دنيبرو، والاستيلاء على محطة زابوريجيا الكهروذرية».
إدارة بايدن منقسمة
في غضون ذلك، كشفت مصادر في الإدارة الأميركية، لشبكة CNN، أن رئيس الأركان الأميركي، الجنرال مارك ميلي، قاد جهودا قوية، في الأسابيع الأخيرة، خلال المناقشات الداخلية حول الحرب في أوكرانيا، للبحث عن حل دبلوماسي مع اقتراب فصل الشتاء.
وبحسب المصادر، لا يحظى موقف الجنرال ميلي بدعم واسع من فريق الأمن القومي للرئيس جو بايدن، بما في ذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي، وكلاهما يعتقد أن الوقت قد حان للقيام بدفع جاد لإجراء محادثات بشأن أوكرانيا.
وكان ميلي أشاد، في تصريحات بـ«النادي الاقتصادي» بنيويورك، بالجيش الأوكراني لمحاربته روسيا حتى وصلت إلى طريق مسدود، لكنه قال إن تحقيق نصر عسكري صريح بعيد المنال، وقال: «عندما تكون هناك فرصة للتفاوض، ويمكن تحقيق السلام اغتنم الفرصة».
ورغم أن التصريحات لم تفاجئ مسؤولي الإدارة الأميركية، نظرا لمعرفتهم برأي الجنرال، فإنها أثارت مخاوف البعض بشأن الإدارة التي تبدو منقسمة في نظر الكرملين.
وفي حين أن بعض مسؤولي إدارة بايدن أكثر انفتاحًا على استكشاف الشكل الذي قد تبدو عليه الجهود الدبلوماسية، فإن المصادر قالت لـ CNN إن معظم كبار مسؤولي الخارجية والأمن القومي قلقون من منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي نوع من النفوذ على طاولة المفاوضات، ويعتقدون أن الأوكرانيين يجب أن يقرروا متى يجب عليهم ذلك إجراء محادثات، وليس الولايات المتحدة.
وفي المناقشات الداخلية، يقول المسؤولون إن الجنرال ميلي سعى لتوضيح رؤيته بأنه لا يحضّ على استسلام أوكرانيا، بل إنه يعتقد أن الوقت الحالي هو الوقت الأمثل للانطلاق نحو إنهاء الحرب قبل أن تستمر في الربيع أو بعده، ما يؤدي إلى المزيد من الموت والدمار من دون تغيير الوضع في الخطوط الأمامية.
وقال مسؤول مطلع على رؤية رئيس الأركان الأميركي «إنه لا يتسرع في التفاوض مع روسيا أو الضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه نقاش حول وقف القتال من أجل الوصول لنهاية سياسية».
لكن هذا الرأي لا يتم تبنيه على نطاق واسع في الإدارة الأميركية، حيث أوضح أحد المسؤولين أن وزارة الخارجية على الجانب الآخر، وقد أدى هذا إلى وضع فريد حيث يدفع القادة العسكريون بشدة من أجل اعتماد الدبلوماسية أكثر من الدبلوماسيين.
ويأتي موقف الجنرال ميلي في الوقت الذي يزيد فيه الجيش الأميركي من إرسال الأسلحة لدعم الأوكرانيين ويجوب العالم حاليًا بحثًا عن مواد لدعم أوكرانيا مع اقتراب فصل الشتاء، مثل السخانات والمولدات الكهربائية، ما أثار مخاوف بشأن المدة التي تستغرقها هذه الحرب يمكن أن تستمر.