نظم «بيت الشعر» في رابطة الأدباء الكويتيين محاضرة بعنوان «وللشعر أفانين»، قدَّمها الأستاذ في كلية القانون الكويتية العالمية د. محمد الطيان، وأدارها أمين سر الرابطة ورئيس بيت الشعر الشاعر سالم الرميضي.

واستهل الرميضي كلمته، قائلاً: «في هذه الليلة سننتقل بين أفانين الشعر، وينتقي لنا د. الطيان من بديع ما التقطه في مسيرته الطويلة مع الشعر العربي».

Ad

وأشاد الرميضي بالدكتور الطيان، وذكر مقتطفات من مسيرته الحافلة، مؤكداً أن «الدكتور الطيان علم، والعلم لا يعرف، لكن نقول إنه عضو مجمع اللغة العربية، وأستاذ الأدب في كلية القانون الكويتية العالمية، درَّس في كلية التربية الأساسية، وفي الجامعة العربية المفتوحة».

من جانبه، قال د. الطيان إن المحاضرة كانت حول «أفانين الشعر»، أي المجالات الإبداعية في الشعر، وقد بدأها بكلمة لعالم جليل هو د. محمود الطناحي، يقول فيها: «الشعر متعة الأديب، وشاهد النحوي، وذوق البلاغي، وبوح العاشق».

وذكر بعض القصائد والأبيات التي يشعر القارئ فيها بالمتعة، كتلك القصيدة الرائعة التي قالها أحمد شوقي في دمشق، ومن أجوائها:

«قُم ناجِ جِلَّقَ وَاِنشُد رَسمَ مَن بانوا،

مَشَت عَلى الرَسمِ أَحداثٌ وَأَزمانُ،

بَنو أُمَيَّةَ لِلأَنباءِ ما فَتَحوا،

وَلِلأَحاديث ما سادوا وَما دانوا،

كانوا مُلوكاً سَريرُ الشَرقِ تَحتَهُمُ،

فَهَل سَأَلتَ سَريرَ الغَربِ ما كانوا»،

لافتاً إلى أن هذا الشعر أبرز متعة الأديب، واستخدامه للشاهد النحوي. كما يظهر في هذا الشعر الذوق البلاغي، مستشهداً بالمداعبة البلاغية بين الشاعرين شوقي وحافظ إبراهيم.وعلى هامش المحاضرة، سُئل د. الطيان: كيف ترى الشعر في عصر التكنولوجيا؟ فأجاب: «الشعر العربي في عصر التكنولوجيا وغير التكنولوجيا يبقى قائماً، فالتكنولوجيا والتقدم لا يعارضان الشعر، فالشعر بوح العاشق، وتغريدة من يعشق الطبيعة، فمن يتغنى مثلاً بمدح المصطفى، صلى الله عليه وسلم، ماذا يضيره أن تأتي التكنولوجيا أو غير التكنولوجيا؟ فالشعر شعر، والتكنولوجيا تكنولوجيا». وعن رأيه في عبارة «عرَّف أحدهم الشعر بأنه النص الذي لا يُترجم»، قال د. الطيان إنه لا يُترجم، لأنه من الصعب أن تنقل الأحاسيس والعواطف من جهة، والبنية الشكلية من جهة أخرى، لأن الشعر يقوم على الوزن والقافية، وبعض الشعراء لجأوا إلى ترجمة الشعر شعراً، فمنهم من أفلح، ومنهم من أخفق، ومن خيرة من أفلح في ترجمة الشعر محمد إقبال، فأنت تقرأ شعراً جميلاً، فمثلاً

«قصيدة شكوى» و«جواب شكوى»، تلك التي تغنت بها أم كلثوم «حديث الروح»، ومن أجوائها:

«حديثُ الروحْ للأرواحِ يسْرِي،

وتدركهُ القلوبُ بِلا عناءِ،

هَتفْتُ بهِ فطارَ بِلا جناح،

وشقَّ أنينهُ صدرَ الفضاءِ»،

عبارة عن ترجمة، وهذا يعود للمترجم، فإذا كان أديباً، أصيلاً، مقتدراً، فيمكن أن يبدع بأشياء كثيرة.