«من حق هلال علينا» - كما قالت السيدة عادلة مساعد الساير - أن تعيد «الجريدة» مقالة باسم اللوغاني بشأن «ملك اللؤلؤ» هلال فجحان المطيري، وذلك لورود بعض المعلومات غير الدقيقة فيها.
وكانت عادلة قد تحاورت مع إخوانها بدر وهلال وناصر بشأن «حق هلال عليهم» في أن يؤرّخوا ويوثقوا سيرته، وهو الذي كان شخصية محورية في الحالة الاقتصادية الكويتية، بالاستعانة برفيقة دربها السيدة فريال الفريح.
و«الجريدة» تعيد نشر مقال الزميل اللوغاني، الذي نشر أمس الأول الجمعة، بعد التصحيح:
*** لا شك في أن التراث الكبير الذي تركه التاجر والمُحسن والسياسي هلال بن فجحان المطيري، يرحمه الله (1852 - 1938)، ثريٌّ جداً، لأننا ما زلنا نعثر على وثائق جديدة أو نسمع قصصاً فريدة عن معاملاته مع الناس وتجارته الواسعة وأملاكه الممتدة في الكويت وخارجها.
لم يكن هلال رجلاً عادياً، بل كان إنساناً استثنائياً، ينظر بعين ثاقبة للمستقبل، ويزن الأمور بميزان حكيم، ويتخذ قراراته بعد تمحيص وتدقيق، ويسارع في دعم الشيوخ والناس، على حد سواء، حتى بلغ منزلة البدر في الليلة الظلماء عند الكثير من أهل الكويت وخارجها. جاء إلى الكويت فقيراً ووحيداً، وغادرها إلى السماء العليا وهو من أغنى رجالها، وأكثرهم احتراماً ومحبة وإجلالاً.
ويكفيه من فعلٍ ما تركه من أوقاف خيرية كثيرة ليس لها مثيل يُذكر في تاريخ الكويت، ويكفيه فخراً موقفه في الحروب عندما جهّز عدداً كبيراً من المحاربين على نفقته الخاصة، ثم ألزم نفسه بالإنفاق على الشهداء من قبيلته الكريمة بعد المعركة. وعندما هبّ الكويتيون عام 1920، للدفاع عن بلدهم، كان في الطليعة، ولم يتردد في المساهمة بمبلغ كبير لبناء السور الثالث.
وفي مجال التعليم، كانت له اليد الطولى في التبرع بمبلغ 5 آلاف روبية لتأسيس أول مدرسة نظامية بالكويت عام 1911.
أما عن مساعدته للناس، القريبين منه والبعيدين، فحدّث ولا حرج، فمنها ما نعرفه وتم توثيقه، ومنها ما هو في علم الله وفي سجلّ أعماله التي سيلقى بها ربّه سبحانه تعالى.
وقد أعدت السيدة فريال الفريح كتاباً شاملاً عن هلال صدر عام 2020 تحت اسم «رجل من مهد الذهب»، بطلب من رفيقة دربها السيدة عادلة الساير، بعد التشاور مع إخوانها السادة بدر وهلال وناصر، ونشرته «الجريدة»، وجمعت فيه وثائق وروايات وشهادات تتحدث عن آثار هذا الرجل العصامي الذي أُطلق عليه لقب «ملك اللؤلؤ» في زمانه.
ونقلاً عن هذا الكتاب القيّم، وصف الإنكليز هلال المطيري بوصف دقيق وواقعي بقولهم «كان يحمي تجارته وأمواله، ويستدفئ بنار السياسة ولا يحترق».
وفي تقرير بتاريخ 2 مايو 1928، وفقاً للكتاب، قال عنه الإنكليز «من أغنى المطران في المدينة (الكويت)، بل في الخليج كله، هو هلال المطيري تاجر اللؤلؤ المليونير، وهو لا يحبّنا كقومية إنكليزية، كما أنه يستطيع بكلمات قليلة منه أن يثير الناس ضدنا، لذا يجب عدم استثارته ضد الإنكليز الآن».
والحديث يطول ويطول عن هذا الرجل الأسطورة، لكنّني أود الإشارة إلى أن ما كتبتُه في المقال هو مقدمة ضرورية لوثيقة جديدة عثرتُ عليها في أحد ملفات الأرشيف البريطاني المتوافر عبر الشبكة العنكبوتية من خلال موقع مكتبة قطر الرقمية.
في المقال المقبل، إن شاء الله، سأنشر الوثيقة الجديدة التي توثّق حجم القدرة الشرائية للتاجر هلال المطيري، وانتشار أملاكه خارج الكويت.
وكانت عادلة قد تحاورت مع إخوانها بدر وهلال وناصر بشأن «حق هلال عليهم» في أن يؤرّخوا ويوثقوا سيرته، وهو الذي كان شخصية محورية في الحالة الاقتصادية الكويتية، بالاستعانة برفيقة دربها السيدة فريال الفريح.
و«الجريدة» تعيد نشر مقال الزميل اللوغاني، الذي نشر أمس الأول الجمعة، بعد التصحيح:
*** لا شك في أن التراث الكبير الذي تركه التاجر والمُحسن والسياسي هلال بن فجحان المطيري، يرحمه الله (1852 - 1938)، ثريٌّ جداً، لأننا ما زلنا نعثر على وثائق جديدة أو نسمع قصصاً فريدة عن معاملاته مع الناس وتجارته الواسعة وأملاكه الممتدة في الكويت وخارجها.
لم يكن هلال رجلاً عادياً، بل كان إنساناً استثنائياً، ينظر بعين ثاقبة للمستقبل، ويزن الأمور بميزان حكيم، ويتخذ قراراته بعد تمحيص وتدقيق، ويسارع في دعم الشيوخ والناس، على حد سواء، حتى بلغ منزلة البدر في الليلة الظلماء عند الكثير من أهل الكويت وخارجها. جاء إلى الكويت فقيراً ووحيداً، وغادرها إلى السماء العليا وهو من أغنى رجالها، وأكثرهم احتراماً ومحبة وإجلالاً.
ويكفيه من فعلٍ ما تركه من أوقاف خيرية كثيرة ليس لها مثيل يُذكر في تاريخ الكويت، ويكفيه فخراً موقفه في الحروب عندما جهّز عدداً كبيراً من المحاربين على نفقته الخاصة، ثم ألزم نفسه بالإنفاق على الشهداء من قبيلته الكريمة بعد المعركة. وعندما هبّ الكويتيون عام 1920، للدفاع عن بلدهم، كان في الطليعة، ولم يتردد في المساهمة بمبلغ كبير لبناء السور الثالث.
وفي مجال التعليم، كانت له اليد الطولى في التبرع بمبلغ 5 آلاف روبية لتأسيس أول مدرسة نظامية بالكويت عام 1911.
أما عن مساعدته للناس، القريبين منه والبعيدين، فحدّث ولا حرج، فمنها ما نعرفه وتم توثيقه، ومنها ما هو في علم الله وفي سجلّ أعماله التي سيلقى بها ربّه سبحانه تعالى.
وقد أعدت السيدة فريال الفريح كتاباً شاملاً عن هلال صدر عام 2020 تحت اسم «رجل من مهد الذهب»، بطلب من رفيقة دربها السيدة عادلة الساير، بعد التشاور مع إخوانها السادة بدر وهلال وناصر، ونشرته «الجريدة»، وجمعت فيه وثائق وروايات وشهادات تتحدث عن آثار هذا الرجل العصامي الذي أُطلق عليه لقب «ملك اللؤلؤ» في زمانه.
ونقلاً عن هذا الكتاب القيّم، وصف الإنكليز هلال المطيري بوصف دقيق وواقعي بقولهم «كان يحمي تجارته وأمواله، ويستدفئ بنار السياسة ولا يحترق».
وفي تقرير بتاريخ 2 مايو 1928، وفقاً للكتاب، قال عنه الإنكليز «من أغنى المطران في المدينة (الكويت)، بل في الخليج كله، هو هلال المطيري تاجر اللؤلؤ المليونير، وهو لا يحبّنا كقومية إنكليزية، كما أنه يستطيع بكلمات قليلة منه أن يثير الناس ضدنا، لذا يجب عدم استثارته ضد الإنكليز الآن».
والحديث يطول ويطول عن هذا الرجل الأسطورة، لكنّني أود الإشارة إلى أن ما كتبتُه في المقال هو مقدمة ضرورية لوثيقة جديدة عثرتُ عليها في أحد ملفات الأرشيف البريطاني المتوافر عبر الشبكة العنكبوتية من خلال موقع مكتبة قطر الرقمية.
في المقال المقبل، إن شاء الله، سأنشر الوثيقة الجديدة التي توثّق حجم القدرة الشرائية للتاجر هلال المطيري، وانتشار أملاكه خارج الكويت.