في وقت تبرز مؤشرات انفتاح سعودية باتجاه إبرام اتفاق سلام مع الدولة العبرية مقابل حزمة «مكاسب تاريخية» من الولايات المتحدة، التي تكثّف جهودها الدبلوماسية لإتمام الخطوة، وصف المرشد الإيراني علي خامنئي «الدول التي تسعى لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بأنها مخطئة، وتراهن على حصان خاسر».

وفي إشارة ضمنية للرياض، قال خامنئي، في تصريحات اليوم ، إن الكيان الإسرائيلي «ليس اليوم في وضع يشجع على التقارب معه، ويجب أن يعلموا ذلك لأن الضرر سيطولهم».

Ad

وأكد المرشد، أن «الكيان الصهيوني يمضي إلى الزوال»، والمقاومة الفلسطينية «اليوم أنشط وأكثر قوة من في مواجهته».

ورأى أن إسرائيل تكره الدول البعيدة والقريبة منه في المنطقة مثل مصر والعراق وسورية ولبنان وفلسطين، كما تكره إيران «لأن هذه الدول منعتها من تحقيق هدفها وإقامة كيانها من النيل إلى الفرات».

في موازاة ذلك، أكّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أنّ بلاده تهدف إلى قطع الطريق أمام تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

وشدد عبداللهيان على أنّ طهران تعتزم توسيع وتعميق العلاقات مع الرياض بهدف «إحباط الأعداء وإغلاق الطريق أمام تطبيع العلاقات مع الحفاظ على مصالح العالم الإسلامي».

وكشف وزير الخارجية الإيراني عن التوصل إلى «اتفاقيات جيدة» مع نظيره المصري سامح شكري في نيويورك خلال حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أخيراً، لاستئناف العلاقات بين طهران والقاهرة.

واعتبر عبداللهيان، أن «المنطقة دخلت مرحلة جديدة من التطورات»، قائلاً، إن «هذا الإدراك قد تعزّز اليوم في المنطقة، بأنه إذا لم نهتم بأمننا بأنفسنا فلن يساعدنا أحد في ذلك».

وجاءت التصريحات الإيرانية بالتزامن مع حضور وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي لمؤتمر دولي في الرياض، في ثاني زيارة يقوم بها وزير إسرائيلي إلى المملكة خلال أسبوع.

وتتفاوض الولايات المتحدة والسعودية على إطار صفقة تعترف الرياض بموجبها بإسرائيل، مقابل مساعدة المملكة على تطوير برنامج نووي مدني، مع تخصيب اليورانيوم على أراضيها، من ضمن تنازلات أخرى يُتوقع أن تشمل الفلسطينيين وتقديم ضمانات أمنية أميركية.

صور سليماني

من جانب آخر، أغرقت بلدية طهران شوارع وميادين العاصمة الإيرانية بصور قاسم سليماني بعد إلغاء مباراة سباهان واتحاد جدة السعودي التي كانت مقررة في أصفهان أمس ، بسبب وجود مجسّم لقائد فيلق القدس الراحل بمدخل ملعب المبارة.

وجاء إلغاء المبارة بسبب ما أثير حول احتجاج الفريق السعودي على وضع صور وتماثيل «سياسية» غير رياضية داخل الملعب. وأصدر النادي بياناً أرجع فيه مغادرة بعثته الملعب والعودة إلى المملكة بسبب تعليمات مراقب المباراة الآسيوي.

مناورات واسعة

إلى ذلك، أطلق الجيش الإيراني مناورات واسعة للطائرات المسيرة، بمشاركة ما يقرب من 200 طائرة «درون»، اليوم ، وسط انتقادات واتهامات دولية وإقليمية لتطويرها هذا السلاح ونقله إلى روسيا وحلفاء لها في المنطقة.

وذكر قائد المناورات الأدميرال حبيب الله سيّاري، في كلمة له، أن «التدريبات تجري في المنطقة الجغرافية لإيران، من المياه الدافئة للخليج وبحر عمان في الجنوب، إلى شرق وغرب وشمال ووسط البلاد».

وقال سيّاري، إن التدريبات التي تشمل نصف مساحة إيران، تختلف عن سابقاتها، من حيث التجهيزات التي تحملها والمسافة التي تقطعها.

وأضاف، أنّ «طائرات المراقبة والاستطلاع التابعة لقوات الجيش الأربع، نفّذت بنجاح عمليات مراقبة حدود البلاد وتحديد الأهداف المقصودة والتقاط صور للمنطقة العامة للمناورات».

كذلك، أوضح سيّاري أنّه تم إطلاق طائرات «شمروش» و«يسير» و«صادق» و«بليكان» و«أبابيل 3» و«أبابيل 4» و«أبابيل 5» و«كامان 12» و«يزدان» و«مهاجر 2» و«مهاجر 6» من قواعد الطائرات دون طيار التابعة للجيش الإيراني، من جميع أنحاء البلاد لرصد وتحديد الأهداف، إضافة إلى مراقبة وتمشيط المناطق المطلوبة في الحدود البرية والجوية والبحرية والمياه الدولية.

وأعلنت طهران أن المسيرة «كامان 19» دخلت أمس، الدورة التشغيلية لأول مرة خلال المناورات التي شملت التدريب على خوض الحرب الإلكترونية.

استهداف إسرائيلي

من جهة أخرى، أفادت تقارير سورية بأن طائرات إسرائيلية استهدفت مواقع تابعة لفصائل مسلحة موالية لإيران في مناطق البوكمال والميادين ودير الزور شرقي سورية، فجر أمس، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن جنديين سوريين أصيباً في الهجمات.

وقال «المرصد» المعارض في تقرير لاحق تعقيباً على تبعات القصف، إن ستة أشخاص قتلوا وأصيب 4 آخرون في الغارة المنسوبة لإسرائيل. وأضاف أن القتلى الستة ليسوا سوريين فيما المصابون هم من الجنود السوريين.

وأشار إلى أن القصف الجوي شمل منطقة كتيبة الرادار في قمة جبل هرابش بريف دير الزور، كما أسفر الاستهداف عن تم تدمير نقطة الرادار التابعة لـ«لواء التأمين الإلكتروني» التابع للميليشيات الإيرانية في حي هرابش بمدينة دير الزور.

وقبل ذلك، أفاد «المرصد»، ومقره المملكة المتحدة، بأن ثلاثة انفجارات اندلعت في مناطق معروفة بإيواء المجموعات العسكرية الموالية لإيران. وقال إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الغارة الجوية التي نفذتها طائرات حربية ومسيرات شنتها إسرائيل أم قوة أخرى.