مسؤولو دولة أم دجاج في أقفاص؟
ببساطة وكأن المسألة أسهل من شرب جرعة ماء، منعت عمادة كلية الآداب ندوة ثقافية للباحث الفيزيائي يوسف البناي، لم يكن موضوع البحث، الذي تم منعه في دولة المسؤولين الدجاج، سيناقش مثلاً أفكار رتشارد داوكنز أو كريستوفر هتشن، وغيرهما من الذين لهم مواقف حدية من مسألة الفكر الديني، بل هو محاولة «للتفكير» في الوجود بمعناه الفيزيائي والفلسفي.
مجرد التفكير بصوت عال خارج صندوق الإملاءات السلطوية يثير الرعب عند المسؤولين الرسميين في مزرعة الدجاج، فيهرولون مسرعين لطمأنة أنفسهم بمقولة «الباب اللي يأتي منه الريح سده واستريح»، وهم بالفعل أغلقوا أبواب رياح التفكير والتجديد التي ستقتلعهم من تحجرهم وجمودهم، فانتهينا لهذا الحال التعس في العلوم والفكر الخلاق، كما تنتجه مدارس الدولة من الروضة الصغرى إلى الروضة الكبرى ممثلة بجامعة الكويت ومعها معظم بقالات الجامعات الخاصة.
الخطاب ليس موجهاً للدعاة المتزمتين وهم يمثلون الأغلبية في بلد التجهم والمحرمات، فلربما يكون لهم عذرهم في تحقيق أحلامهم بدولتهم الدينية، وإنما الكلام ينصرف إلى المسؤولين في الدولة أياً كانت مراكزهم، فنسألهم ما إذا كان لهم أي تصور أين سيصل بنا الحال معهم بعد تحالفهم الطويل مع القوى المتزمتة؟ وإلي أي هاوية من المجهول سيمضي مستقبل الدولة بعد أن وصلت الكويت من دون بقية دول الخليج إلى أسوأ أوضاعها في الفكر والتعليم والثقافة والبنية التحتية وغياب الرؤية الاقتصادية الحصيفة للمستقبل.
لا معنى اليوم لترديد عبارات عن الدولة القندهارية وخفافيش الظلام وقضاة محاكم التفتيش في القرون الوسطى، فالعقدة ليست في الدعاة وإنما في حالة اللامبالاة عند هؤلاء الكبار أصحاب القرار الغائب، وعدم تبصرهم واكتراثهم لمستقبل البلاد.
الكلام معهم ضائع، فلا هم ينصتون لصوت العقل والمنطق، ولا جدوى من الخطاب معهم، ففي آذانهم وقر. العصيان المدني اليوم بتحدي الإملاءات السلطوية هو الطريق، فقيام اتحاد الشباب الديموقراطي الكويتي بعقد ندوة الفكر الثقافية الممنوعة اليوم الأربعاء في الأندلس هو العمل الصحيح، فليتوقف شريم عن النفخ.