صراع بين شخصيات «الصف الأول» على خلافة خامنئي
في وقت يقترب موعد انتخابات مجلس «خبراء القيادة» وتتداول معلومات داخل أروقة صنع القرار عن صحة المرشد الإيراني علي خامنئي، احتدمت الخلافات بين التيارات السياسية بشأن خليفته المحتمل، إذ انهالت الهجمات على الرئيس إبراهيم رئيسي الذي يصور نفسه على أنه الأجدر بالمنصب.
كما شملت الهجمات زوجة رئيسي، جميلة علم الهدى، المتهمة بالترويج أنها السيدة الأولى للبلاد حالياً، في حين يعتبر الأصوليون أن زوجة خامنئي منصوره باقرزاده هي الأحق باللقب.
وأدى انتشار صورة لرئيسي وهو يقوم بري شجرة بزيٍّ وحركات مشابهة للمرشد أخيراً، إلى إثارة قضية خلافة خامنئي في الأروقة السياسية.
وتزامن ذلك مع قيام مهدي نصيري المدير السابق لصحيفة «كيهان» الأصولية التابعة للمرشد بنشر تصريح مفاده أن رئيسي تحدث منذ 15 عاماً عن طموحه في خلافة خامنئي، وطلب الاطلاع على الظروف السياسية داخل مكتب الإرشاد والأسماء المرشحة للمنصب. وزعم نصيري أنه منذ ذلك الحين بدأت حملة من السلطة القضائية، التي كان يترأسها رئيسي، بفتح ملفات تحقيق قضائية بهدف إقصاء أي مرشح محتمل لخلافة خامنئي.
وفي حين يسعى رئيسي إلى إدخال أنصاره وأنصار والد زوجته علم الهدى، سادن الحرم الرضوي في مشهد، إلى «خبراء القيادة»، تعمل التيارات المعارضة له على كسب مقاعد جديدة بالمجلس الذي يعين المرشد في حال شغور المنصب.
وأكد مصدر مقرب من الرئيس السابق حسن روحاني لـ «الجريدة»، أن الأخير بدأ التنسيق مع العديد من كبار رجال الدين لخوض انتخابات «خبراء القيادة» بتنسيق ودعم مالي وإعلامي من التيار الإصلاحي للسيطرة على المجلس لتهيئة الأرضية له لخلافة خامنئي (84 عاماً) في حال وفاته.
في موازاة ذلك، دشن رئيس السلطة القضائية السابق صادق عاملي لاريجاني تحركات مشابهة لروحاني، بهدف إيصال أنصاره إلى «خبراء القيادة».
ويأتي احتدام الصراع على منصب المرشد في وقت يحظى مجتبى نجل المرشد الحالي، بتأييد الأجهزة الأمنية و«الحرس الثوري» لخلافة والده، وأدى دعم هذه الأجهزة لمجتبى إلى بروز خلافات بين أنصاره وأتباع رئيسي من عناصر التيار الأصولي.
وتجلّت الخلافات داخل أروقة الحكومة بين الفريق الاقتصادي الموالي لرئيسي والفريق الاقتصادي الموالي لـ«الحرس الثوري». كما برز صراع آخر بين أنصار الحكومة وأنصار مجتبى في البرلمان، إذ يدعم رئيس المجلس محمد قاليباف الأخير.
وبينما تدعم أغلب مكونات التيار الإصلاحي ترشح حسن الخميني حفيد المرشد مؤسس الجمهورية الإسلامية لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة ضد رئيسي، أكد أحد أعضاء «خبراء القيادة» الحاليين أن معظم أعضاء المجلس يدعمون مقترح تشكيل لجنة قيادة مكونة من 5 أعضاء يختارون المرشد من بينهم بدلاً من أن يتم تنصيب شخص واحد خلفاً للمرشد، نظراً لغياب مرشح يمكنه سد الفراغ وجمع كل الأطياف السياسية والأمنية والعسكرية.
إلى ذلك، ترددت أنباء عن تسبب عناصر «فرض الحجاب» في إدخال تلميذة كانت تحاول ركوب القطار، بمحطة مترو بلدية طهران، في غيبوبة، وتم نقلها إلى مستشفى عسكري، بعد مشادة بشأن عدم التزامها بالحجاب وهو ما أعاد إلى الأذهان قضية وفاة مهسا أميني بعدما احتجزتها شرطة الآداب العام الماضي.
وفرضت الأجهزة الأمنية طوقاً حول المستشفى، ومنعت أي شخص من دخولها. واعتقلت الشرطة صحافية بجريدة «شرق» الإصلاحية بعد تصويرها الحادث بهاتفها النقال ونشره عبر شبكات التواصل الاجتماعي، قبل أن تطلق صراحها بكفالة.
وبحسب ادّعاء الصحافية فإن عناصر البلدية الذين تم تكليفهم منذ 4 أشهر بفرض الحجاب دفعوا الفتاة التي رفضت غطاء الرأس، خارج مقطورة القطار حيث علقت بين العربة والرصيف واصطدم رأسها بالأرض ما أدى إلى فقدها الوعي.
لكن المدير العام للمترو نفى ذلك وزعم أنها كانت مريضة وتعرضت لدوخة قبل سقوطها.