أقام «بيت الطفل»، بمناسبة افتتاحه، حواراً بعنوان «أدب الطفل العربي» على مسرح د. سعاد الصباح، استضاف فيه د. علي عاشور، وأدارته رئيسة البيت سارة الظفيري.

وقالت الظفيري: «إنه يوم سعيد بالنسبة لي، بمناسبة افتتاح بيت الطفل في رابطة الأدباء، وإن شاء الله يكون بيتاً عامراً مليئاً بالإنجازات، وسوف نناقش أدب الطفل في الوطن العربي»، ثم عرَّفت بالمحاضر د. عاشور، وذكرت أنه دكتور وكاتب في أدب الطفل.

بعدها وجهت مجموعة من الأسئلة للضيف، منها: كيف ينطلق الكبير للكتابة للطفل؟ فأجاب د. عاشور بأن النقطة الحقيقية التي تجعل الكاتب يكتب كتب الأطفال قُربه منهم، حتى يلاحظ ما يفعلون، وكيف يتكلمون، وشغفهم بالأشياء التي يهتمون بها، وكيف يفسرون الأشياء من حولهم، وهذا يعني أن الكاتب أو الباحث أو المعلم يتوجب أن يتميزوا بالملاحظة الدقيقة والذكاء، لتأويل هذه الأشياء، كما يجب الإنصات للطفل، ومعرفة موضوعاته، ومن ثم الكتابة عنها.
Ad


وذكر د. عاشور أن الكتابة لذوي الاحتياجات الخاصة من الموضوعات المحببة إلى قلبه. وتحدث عن قصة «رائحة الألوان» التي تجمع بين كل فئات المجتمع، حيث يتحقق من خلالها الاندماج الثقافي بين الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال العاديين، لافتاً إلى أنها تحكي قصة طفلة تتحدث عن إعاقتها البصرية، وأنها لا تتمكن من الرؤية كبقية الأطفال، لكن لديها القدرة على التعرف على الألوان من خلال رائحتها.

وأشار إلى أن هذه القصة تتميز بالجمع بين اللغة العربية ولغة الإشارة، ورموز «ماكتون» في كل صفحة من صفحاتها، فكل طفل يقرأ ما يناسبه من لغة، وآخر ورقة في القصة بلغة برايل للمكفوفين.

وتطرَّق د. عاشور إلى أهمية الرسام في الكتابة للطفل، حيث يُعد مؤلفاً ثانياً للقصة، فهو يبذل مجهوداً كبيراً حتى تخرج بصورة دقيقة.

وعن خريطة الكتابة للأطفال، قال: «أعتقد أن بدايات أدب الأطفال ذكورية، فمعظم كُتاب الطفل الأوائل كانوا من الذكور، ولعل رائد أدب الأطفال كامل الكيلاني من العلامات المعروفة، لكن هذا الأدب تغيَّر في فترة التسعينيات وما بعدها، بفضل جيل من الأديبات، حيث بدأ العنصر النسائي ينطلق ويتفوق على الرجل في الكتابة بهذا المجال، وهناك أسماء لامعة، مثل: فاطمة شرف الدين، ولطيفة بطي، وباسمة الوزان وغيرهن، وأصبحت هناك أسماء مهمة وعلامات في العالم العربي».

ولفت إلى تطور شكل الطباعة، فقد أصبحت في قمة الرقي والفخامة، والموضوعات تعددت وتنوعت، والرسومات اختلفت، ودخلت أيضاً التكنولوجيا في النص، مثل استخدام الباركود، وتمت الاستعانة برسامين من الغرب يرسمون مباشرة، و«صار لدينا حركة ترجمة مهمة، لكن ينقصنا ترجمة أهم القصص الفائزة بجوائز على مستوى العالم».

وبسؤاله: كيف ترى حال الكتابة الآن، وحال الأطفال بين وسائل التواصل والكتب؟ أجاب: «خريطة الأدب فيها نوع من الكتابة، ككم لا بأس به، لكن المشكلة في تكرار الموضوعات، والقيم».

ويرى د. عاشور أن هناك مشكلة في تلقي الأطفال، فإذا كان الاعتماد في ذلك على المدرسة، فسيكون التلقي ضعيفاً جداً، حيث إن الهدف الأساسي بالمدرسة هو الاختبار، «لدينا مشكلة في الإعلام، وتأثيره في وعي الطفل، فأطفالنا يرون فاشينستات وأبطال رياضة يأخذون الملايين، فيتساءلون: لماذا يتعبون أنفسهم؟ فهم يطمحون بشهرة كهذه، ويريدون أن يحصدوا متابعات كثيرة، وهذا الذي يراه أطفالنا، وبالتالي هذا موضوع يحتاج إلى مسؤولية مجتمعية».

وعما إذا كانت هناك أساسيات لكتابة أدب الأطفال، أكد د. عاشور أنه من الضروري أن يتمتع الكاتب بالموهبة، وأن يكون على اطلاع كبير بما حوله من قصص الأطفال على المستويين المحلي والعالمي، إضافة إلى أهمية الاستماع إلى الأطفال، والاقتراب منهم. وذكر أن الكاتب الجيد يجب أن يكون قارئاً جيداً لنصوص جيدة، بما يمنحه أساليب كتابية مختلفة، وبالتالي التعرف على نماذج كتابية متنوعة.