عالمياً يعد المُسنّ الشخص الذي يبلغ من العمر 60 عاماً فأكثر، ولا يشترط في الشخص المسن أن يعاني من أمراض الشيخوخة، بل قد لا يعاني من مشاكل صحية أو نفسية، وبالتالي لا يمكن أن نربط بين تعريف المسن وأمراض الشيخوخة، في حين هناك أمراض ترتبط بكبار السن غالباً وقدد تحتاج إلى رعاية صحية أو تمريضية في المنزل.

انتشر في الآونة الأخيرة علاجات لأمراض الشيخوخة، ومنها مرض الزهايمر، أو التي تخفف من حدة أعراضه عند كبار السن، ومما يميز هذا المرض ضمور بعض خلايا المخ وعدم قدرة المريض العقلية على التذكُّرْ بين الحين والآخر، وفي حالات متقدمة لا يتذكر شيئاً، فيصبح في حالة من الارتباك والتشويش، وأحيانا تصل إلى عدم قدرته على التفكير المنطقي أو الفهم.

Ad

أما الشلل الرعاشي فهو نوع آخر من خلل في بعض خلايا الدماغ، له علاقة بالأطراف وحركتها والأصابع مما يجعل تلك الحركات حتى البسيطة أصعب من المعتاد، ومنها أيضاً الشق الحنجري وهو مشكلة تصيب الجهاز التنفسي بالتهابات متكررة و«الشرق» أثناء الأكل والشرب وأحيانا أثناء الكلام من الهواء فقط، وهذه قد تؤدي إلى الاختناق والالتهابات الرئوية، كما أن هشاشة العظام التي تصيب العامة، خصوصا كبار السن نتيجة نقص الكالسيوم وفيتامين (د) والمغنيسيوم اللازمين لسلامة العظام وكثافتها، أصبحت شائعة أكثر من ذي قبل، وتعد من الحالات المتقدمة الحساسة نظرا لليونة العظم وحساسية المريض من المشي أو الجلوس، وتعرضه للكسر من أقل حركة أو مجهود وبدون مراقبة، وأكثر حالات الكسور المرتبطة بهشاشة العظام تحدث بصورة شائعة في الوِرك والرسغ والعمود الفقري.

لذلك من الضروري التفرغ لرعاية كبير السن في المنزل أو تعيين ممرض منزلي لرعايته والانتباه لجرعات علاجاته ومتابعته في كل خطوة حتى لا يؤذي نفسه بالخطأ، خصوصا عند الأشخاص الفاعلين في شبابهم، لما يرونهم من عجز في البقاء في مكان معين أو دون القيام بهواياته كما كانت.

وننصح بأخذ جميع الاحتياطات اللازمة لئلا يقع مريض هشاشة العظام نظرا لمضاعقات الرقود والكسور، بالإضافة إلى وضع الأنظمة الغذائية لهم والاعتناء بمرضى الجهاز التنفسي والشهقة ومراقبتهم بحذر أثناء الأكل والشرب، وإن تم استعمال الأغذية كلها بكثافة معينة لتفادي سقوط الأكل في المجاري الهوائية، فلا يتعرض المريض إلى الاختناق، وذلك حتى يتعافى تماما وبصورة طبيعية، دون حدوث مضاعفات أو تعقيدات صحية أخرى.

كما أن استقرار الحالة النفسية لكبار السن ضروري جدا، لذا يجب على من يرعاهم أن يهتم بالنظافة العامة والمكان المريح لهم، وأن يحتوي المسن بالحب والحنان والاهتمام، وأن يقوم على تحقيق رغباته ومتطلباته، فهو أحوج من الأطفال للرعاية والاهتمام والحب، ومجالسته بالحكايا البطولية في شبابه وما بذله من مجهود في تربية أبنائه، وإظهار هذا لهم لتشجيعهم على العلاج والتشافي أسرع.

والعلاجات الفيزيائية والتمارين الرياضية البسيطة تعد من الخطوات المهمة لتحسين حركتهم وصحتهم، وذلك بالمواعيد التي يحددها المريض، وهو أدرى براحته واستقباله للرعاية، وضبط مواعيد علاجاته، هذا بالإضافة للفحوصات الطبية الدورية من وقت لآخر في حال ملاحظة أي رد فعل للمريض، كما أن الرياضة أو المشي والخروج من المنزل من أولى خطوات العلاج الوقائي لكبير السن حتى لا ينتكس نفسياً وينطوي على نسيانه وفوات عمره!