من صيد الخاطر: «المثنيات»
المثنيات في اللغة العربية عبارة عن مجموعة مصطلحات تأتي على أوزان التثنية أطلقها العرب على ثنائيات الأشياء المُرتبطة ببعضها، هذه المثنيات لا توجد إلا في اللغة العربية، فهي أحد مزاياها وتفردها عن غيرها من لغات العالم.
والمثنيات في اللغة العربية اثنان، مثنيات تلقينية، ومثنيات تغليبية، فالمثنى التلقيني لا يُفرَدْ لأن معناه في التثنية يصبح بلا فائدة، فلا يصح إطلاقه على أحد المسميين، فمثلا كلمة «الثّقلان» لا تطلق على الإنس والجان كل على حدة إلا إذا اجتمعا، وهذا ينطبق على كلمة «الجديدان» وهما الليل والنهار، فهي لا تطلق إلا وهما مجتمعان. أما المُثنّى التغليبي فهو للمتغلب من الاثنين، فيقال عن الوالدين الأبوان وهما الأب والأم، فالمتغلب هنا هو الأب، كذلك غلّبوا الأخف نطقاً في العُمرين للإشارة إلى عمر بن الخطّاب وأبي بكر، كما أنهم غلّبوا الأنثى في التّثنية كقولهم المروتان قاصدين فيهما جبلي الصفا والمروة.
وهناك في اللغة العربية قائمة طويلة من المثنيات بعضها متداول حتى يومنا هذا، وبعضها أصبح من النوادر، نذكر أمثلة لها للفائدة، فقالوا:
الأبيضان وهما الملح والسكّر، الأبهران وهما الوريدان، والأجودان وهما القطر والمطر، الثاويان وهما البدو والحضر، الحسنيان وهما النصر والشهادة، الداران وهما الدنيا والآخرة، الشيخان وهما أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وأيضا أطلقا على البخاري ومسلم، الملكان وهما هاروت وماروت، الشريفان وهما المرتضي والرضي، العُمَرَان وهما عمر بن الخطاب وعمر بن عبدالعزيز، أو عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام، الذبيحان وهما إسماعيل بن إبراهيم وعبدالله بن عبدالمطلب، الحسنان والسبطان والريحانتان وهما الحسن والحسين ولدا علي بن أبي طالب، الأخشبان وهما جبلي أبي قيس وقعيقعان.
فالمثنيات في اللغة العربية لها قوائم، فهناك مثنيات للأمكنة، وأخرى في الأعلام، وغيرها في الأديان، وهناك مثنيات حتى لجسم الإنسان.