خطر السوشيال ميديا
برامج وسائل التواصل الاجتماعي التي نستخدمها في هواتفنا النقالة منها المفيد ومنها الضار، ويرجع كل ذلك إلى المستخدم وتربيته وأخلاقه ومرحلته العمرية، فإن كان من يستخدم هذه البرامج إنساناً عاقلاً متزناً يخاف الله بكل تأكيد، فسيكون في حرز من كل ما هو محرم، وسيكون كل ما يشاهده أو يشارك فيه محتوى جيداً ومفيداً للجميع.
وإن كان هناك شخص لا يخاف الله وليس لديه خطوط حمراء في كل شيء فمن المؤكد أن يكون محتواه غير صالح للمشاهدة والنشر في كل ما يتابعه أو يبثه في هذه البرامج التي يتابعها الكبير والصغير من رجال ونساء، فمن الواجب والمطلوب أن يكون الإنسان رقيباً على نفسه، وأن ينأى بها عن كل ما هو سيئ وضار للمجتمع، ولا يكون أحد المروجين لها، ومن ثم يكون مشاركاً في الخطأ مع أصحاب هذه المحتويات السيئة.
ولو شاهدنا محتوى من يطلق عليهم المشاهير والمؤثرون في السوشيال ميديا لوجدنا محتوى بعضهم يصل إلى الإسفاف والابتذال غير المبرر الذي يجعل الإنسان يشمئز منه، ويستغرب كيف يرتضي لنفسه أن يكون أداة رخيصة تُستخدم لتسويق ما هو ضار وهادم لقيم المجتمع وعاداته، والسؤال الذي سيتبادر لذهن كل عاقل: أين مخافة الله؟ وأين دور الأسرة ومن يحيط بهؤلاء المشاهير مما يعرضونه أو يبثونه في حساباتهم، والذي يسيء لهم ولمجتمعهم؟خلاصة القول هو ألا تجعل من السوشيال ميديا متنفساً لك، وتعرض فيه كل تفاصيل حياتك اليومية الخاصة طمعاً في حب الشهرة وجمع المال، فهناك فرق كبير بين حقوق التعبير والإبداع في السوشيال ميديا وبين الابتذال والوقوع في وحل الخطأ، فلكل مستخدمي هذه البرامج أقول: كن بنفسك بصيراً ولا تنجرف وراء مغريات الدنيا استناداً لكتاب الله في محكم أياته: «بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ».