«سبت أسود» على الاحتلال الإسرائيلي
• «حماس» تنقل المعركة إلى «الداخل» وتقتل أكثر من 150 إسرائيلياً وتأسر العشرات بينهم جنود
• متسللون فلسطينيون يسيطرون على ثكنات وبلدات و«حزب الله» يهدد باقتحام مستوطنات الجليل
• تعزيزات مقابل لبنان... وإيران تدعم ولا تفعّل «وحدة الساحات»
• هنية و«حزب الله»: الهجوم رسالة إلى الدول الساعية للتطبيع
• فشل في الاستخبارات والاستجابة بمواجهة «طوفان الأقصى»
• نتنياهو يعلن الحرب ويتحدث عن «رد مطول»
استيقظت إسرائيل أمس على «سبت أسود»، ووجدت نفسها أمام نكسة، بعد أن صُدّمت بواحدة من أكبر الهجمات في تاريخها، إذ شنت حركة «حماس» الفسلطينية، مدعومة بفصائل أخرى، فجر أمس، هجوماً صاعقاً ومفاجئاً، تضمن إطلاق عدد كبير من الصواريخ على المدن الإسرائيلية، وتسلُّل مقاتلين إلى داخل المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، تمكنوا من السيطرة عليها إلى جانب مواقع عسكرية، عجز الجيش الإسرائيلي عن استعادتها عدة ساعات، في مباغتة استراتيجية، أسفرت عن مقتل عشرات الإسرائيليين وأسر عشرات آخرين، بينهم عدد كبير من العسكريين من رتب مختلفة.
وفي حصيلة أولية للهجوم، الذي وصفته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه «أكتوبر 2»، في إشارة إلى حرب أكتوبر 1973، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل أكثر من 150 إسرائيلياً، وإصابة أكثر من ألف بجروح، في حين أشارت معلومات إلى أسر أكثر من 60 شخصاً بينهم قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي.
وشكّل الهجوم غير المسبوق شكلاً ومضموناً، فشلاً استخبارياً كبيراً لأجهزة الأمن الإسرائيلية، التي عجزت عن رصد التحضيرات للهجوم، والتي يبدو أنها تطلبت أشهراً طويلة من التخطيط والتدريب.
وكذلك عكس الهجوم فشلاً على مستوى الاستجابة، إذ تمكن المقاتلون الفلسطينيون من السيطرة على مواقع عسكرية أبرزها معبر إيريز وثكنة عوز ناحال، وغنموا معدات عسكرية، وبسطوا سيطرتهم على مستوطنات، وأسروا العشرات الذين عادوا بهم إلى قطاع غزة قبل أن تبدأ القوات الإسرائيلية ردوداً محدودة، ثم تخوض حرب شوارع وقتالاً ضارياً استمر أكثر من 12 ساعة في 8 مستوطنات وأكثر من 20 نقطة، في محاولة لطرد المقاتلين المتسللين الذين تمكنوا كذلك من احتجاز عشرات الرهائن داخل الأراضي الإسرائيلية.
وبحسب المعلومات، فقد توغل أكثر من ألف مقاتل فلسطيني «براً وبحراً وجوا» في محاذاة قطاع غزة، لينقلوا المعركة إلى داخل إسرائيل، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي. واستخدم المهاجمون طائرات شراعية ومسيّرات ودراجات نارية، في حين جاء آخرون على متن شاحنات رباعية الدفع، كما قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل العشرات الذين حاولوا التسلل عبر البحر.
وأصابت الصواريخ الفلسطينية عشرات المدن الإسرائيلية في الجنوب والوسط وصولاً إلى تل أبيب، ما أدى إلى تعطل الحركة الجوية، وتحت تأثير المفاجأة والصدمة التي نتجت عن مشاهد مقتل عدد كبير من الإسرائيليين وأسر جنود ومدنيين بطريقة مذلة، والسيطرة على ثكنات وآليات بينها دبابات، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل في «حالة حرب» قبل أن يُجري مشاورات مع أركان المعارضة، ويجتمع بالمجلس الوزاري السياسي ــ الأمني المصغر ثم الحكومة كاملة، لبحث سبل الردّ.
وكان قائد «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ «حماس» محمد الضيف هو من أعلن إطلاق عملية «طوفان الأقصى» في رسالة صوتية، في وقت أشار رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إلى أن المعركة رد على «العدوان الإسرائيلي الإجرامي الذي تم على المسجد الأقصى وبلغ ذروته خلال الأيام الماضية»، ولتحرير الأسرى كذلك.
وفي وقت وجه هنية حديثه إلى الدول الساعية للتطبيع، معتبراً أنه «إذا كانت إسرائيل عاجزة عن حماية نفسها فلن تكون قادرة على حمايتكم»، قال «حزب الله» إن الهجوم رسالة إلى الدول الساعية للتطبيع.
وبينما حذر المراقبون من حرب إقليمية مفتوحة، أعلن زعيم المعارضة بائير لابيد أنه مستعد لتشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة طوارئ لمواجهة التطورات مع نتنياهو.
وفي مؤشر على تخوف وحذر إسرائيليين، أشار نتنياهو في اتصال مع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن الرد سيكون عبارة عن «حملة مطولة»، وكان تحدث قبلها عن ثلاثة أهداف على إسرائيل تحقيقها، «الأول تطهير الأراضي من قوات العدو التي تسللت وإعادة الأمن والسلام إلى المستوطنات التي تعرضت للهجوم، والثاني محاسبة العدو بثمن باهظ، والثالث تحصين الساحات الأخرى حتى لا يرتكب أحد خطأ الانضمام إلى هذه الحرب».
ودفعت إسرائيل بتعزيزات عسكرية إلى الشمال في مواجهة احتمال أن يدخل «حزب الله» اللبناني الحرب إلى جانب «حماس». وقال الحزب إنه يراقب المعركة التي اعتبرها رسالة إلى الدول الساعية للتطبيع، وذلك في بيان قال مراقبون، إنه لا يوحي بنية الحزب المبادرة للمشاركة في المعركة رغم أن احتمال تفعيل ما يسمى «وحدة الساحات» يبقى خياراً قائماً كلمة السر فيه تملكها طهران التي أعلنت دعمها للهجوم، مشيدة باختراق تاريخي.
وفي وقت لاحق من مساء أمس أفادت «قناة 13» العبرية بأن مصر أبلغت إسرائيل بأن حزب الله سيقـتحم مسـتوطنات الجليل في الشمال حال قيام تل أبيب بعملية برية ضد غزة.
وعلمت «الجريدة» أن بعض جنرالات الجيش الإسرائيلي اقترحوا خلال مداولات الحكومة الأمنية المصغرة شن عملية شاملة ضد غزة تهدف إلى إعادة احتلال القطاع، أو بالحد الأدنى إعادة رسم خريطته والدفع بالآلاف من سكانه إلى الفرار باتجاه شبه جزيرة سيناء. وتركزت المداولات حول شن عملية شاملة أو محدودة. أما السؤال الأبرز فقد كان بشأن الأسرى والرهائن الإسرائيليين، وإذا كانت العملية الانتقامية الإسرائيلية ستشن دون ضمان حمايتهم.
وبينما أعربت واشنطن ودول أوروبية عن دعم إسرائيل و«حقها» في الرد، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إنها ستعمل لضمان امتلاك إسرائيل «كل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها»، في وقت حمّلت دول عربية، بينها الكويت والسعودية وقطر، إسرائيل مسؤولية التصعيد عبر الاستمرار في سياسة الانتهاكات ورفض شروط السلام، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك للحيلولة دون تصعيد كبير.
وفي تفاصيل الخبر:
رغم رفْع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب بالتزامن مع إطلاق حركة الجهاد الإسلامي مناورة عسكرية كبيرة قبل يومين، استفاق الإسرائيليون، أمس، على حرب غير مسبوقة في تاريخ مواجهاتهم مع الحركات الفلسطينية، إذ شنّت حركة حماس هجوماً مباغتاً برّاً وبحراً وجواً على إسرائيل، بعد أن تمكّن مقاتلوها من التسلل إلى معسكرات الجيش والبلدات الإسرائيلية بمحيط قطاع غزة وخاضوا حرب شوارع استمرت أكثر من 10 ساعات وقتلوا إسرائيليين وأسروا العشرات.
وتمكّن مسلحو «حماس» من التسلل إلى 10 بلدات إسرائيلية، شملت سديروت وزيكيم ونتيفوت وكيسوفيم ودير البلح وخان يونس وأشكول، بعد نجاحهم في السيطرة على معبر «إيريز» الفاصل بين القطاع وإسرائيل وموقع «نحل عوز».
وسيطر المسلحون على 3 بلدات بشكل كامل، إضافة إلى مركز للشرطة في سديروت، بعد أن تسللوا إليها على متن سيارات نصف نقل، كما تمكّنوا من الوصول إلى مركز للشرطة في مدينة مجاورة، وخاضوا اشتباكات واحتجزوا نحو 100 رهينة بمركز تجاري، كما تمكّن المسلحون من الاستيلاء على مركبات الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي المتمركزة في المنطقة.
وفي وقت سمحت «حماس»، المسيطرة على القطاع المحاصر، لسكانه المدنيين بالدخول إلى البلدات الإسرائيلية بدرّاجاتهم النارية، وسياراتهم ذات الدفع الرباعي، وأعطتهم الإذن في حمل أسلحة نارية واصطحابها معهم، أفاد موقع والاه العبري بأن القوات الإسرائيلية تجري مفاوضات مع فلسطينيين في بلدة أوفكيم، الواقعة على بعد 24 كيلومتراً شمال غرب بئر السبع، من أجل تحرير مستوطنين محتجزين داخل بيت.
وتزامن التوغل البري غير المسبوق، مع إطلاق حركة حماس نحو 10 آلاف قذيفة صاروخية صوب إسرائيل، واستمرت عملية الإطلاق لأكثر من 170 دقيقة متواصلة، قبل أن تنخفض وتيرتها بشكل تدريجي.
وأدى إطلاق الصواريخ الهائل واعتراض بطريات الدفاع الجوي الإسرائيلية لوقف جميع الرحلات الجوية بمطار بن غوريون وسط تل أبيب، إضافة إلى مقتل امرأة في الستينيات من عمرها. وشوهدت نيران مشتعلة في سيارات وبنايات وسط حالة من الفزع بين السكان الإسرائيليين في عسقلان.
«طوفان الأقصى»
وأعلن قائد كتائب القسام (الجناح المسلح لـ «حماس»)، محمد الضيف، إطلاق عملية طوفان الأقصى، رداً على «جرائم الاحتلال بحقّ الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للحرم القدسي».
وقال الضيف: «نعلن أن الضربة الأولى التي استهدفت مواقع العدو وتحصيناته تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة». وأضاف: «بدءاً من اليوم ينتهي التنسيق الأمني، وكل من عنده بندقية فليخرجها، فقد آن أوانها»، في إشارة إلى التنسيق بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.
وخاطب الضيف أهالي القدس والضفة الغربية المحتلة بالقول: «اطردوا المحتلين واهدموا الجدران»، كما حثّ الفلسطينيين في الداخل الإسرائيلي على النزول إلى الشوارع والحواجز للتظاهر والاشتباك.
ودعا الفصائل الفلسطينية المسلحة في لبنان إلى الانضمام للهجوم، ولاحقاً، شدد رئيس المكتب السّياسي لـ «حماس»، صالح العاروري، على أن «حكومة الاحتلال تجتمع كل يوم للتخطيط للاعتداء على الأسرى الفلسطينيّين، ولن نقبل أن يستمر تدنيس المقدسات والحصار على غزة، أو أن يستمر أسرانا في السجون الإسرائيلية». وكشف أن «هناك العديد من الشهداء، والعديد من القتلى والأسرى الصهاينة، وأن لدينا عدداً كبيراً من الأسرى الإسرائيليين، بينهم ضباط كبار» في إشارة على ما يبدو إلى تقارير عن أسر حركته لنحو 53 إسرائيلياً، بينهم ضباط.
تضامن واشتباكات
وفي حين أكد ناطق باسم «سرايا القدس» (الجناح العسكري لحركة الجهاد)، في غزة، الانضمام إلى «حماس» بالمواجهة، ذكرت العديد من الفصائل المسلحة في القطاع أنها تشارك بالهجوم.
وفي وقت شهدت عدة مدن بالضفة الغربية احتفالات بالهجوم الغزاوي، قُتل 3 فلسطينيين على الأقل جراء اشتباكات مع قوات إسرائيلية، وإطلاق مستوطنين النار بشكل عشوائي على سيارات عند الطريق الرابط بين مدينتَي رام الله وأريحا.
وأعلنت السلطة الفلسطينية أن إسرائيل فرضت إغلاقاً شاملاً على الضفة وقطاع غزة حتى إشعار آخر، وأغلقت معبر «الكرامة» الذي يربط الضفة الغربية بالأردن.
كما أغلقت سلطات الاحتلال جميع الحواجز العسكرية المحيطة بمدينة القدس، تحسّبا لوصول مسلحين بهدف تنفيذ عملية هجومية.
حرب وجحيم
في المقابل، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما يجري بـ «حرب وليس عملية»، معلناً إعطاء الأولوية العسكرية أولاً لمواجهة المقاتلين الفلسطينيين الذين نجحوا في اقتحام المستوطنات المجاورة لغزة.
وأضاف نتنياهو: «شنّت حماس هجوماً قاتلاً مفاجئاً ضد إسرائيل ومواطنيها. لقد أمرت أولاً بتطهير المستوطنات، وبعملية واسعة النطاق وتعبئة الاحتياطي. وسيدفع العدو ثمناً لم يعرفه من قبل». ووسط مخاوف من اتّساع دائرة الصراع لتشمل «حزب الله»، أشار نتنياهو إلى أنه سيعزّز أمن الحدود لردع الآخرين من «ارتكاب خطأ الانضمام إلى هذه الحرب». وأفاد بأنه تواصل مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وأكد أن الأمر سيحتاج إلى حملة مطولة.
في موازاة ذلك، قال منسق الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتشددة، غسان عليان، إن «حماس فتحت أبواب الجحيم على غزة، وهي مَن سيتحمل المسؤولية ويدفع الثمن».
وفي وقت سابق، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية «السيوف الحديدية» ضد «حماس»، وأفاد الجيش بشنّ عشرات الطائرات المقاتلة نحو 34 غارة جوية على 17 موقعاً للحركة الإسلامية في غزة.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، حالة الطوارئ في نطاق 80 كيلومتراً من قطاع غزة، تحضيراً لقتال طويل الأمد، مؤكداً أن قواته تخوض معارك برية ضد المقاتلين الفلسطينيين في المناطق المحيطة بغزة، بعد تسلّل هؤلاء بالمظلات بحراً وبراً.
وحشدت وزارة الدفاع الإسرائيلية عشرات الآلاف من جنود الاحتياطي من جميع قطاعات الجيش، مع تعزيزات على الحدود مع لبنان، وسط تحذيرات من احتمال أن يكون الهجوم الفلسطيني «مجرّد إلهاء» قبل هجوم أكبر من الجبهة الشمالية التي ينشط بها «حزب الله» اللبناني.
وفي حين أكد الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، أن بلده يعيش ساعات عصيبة، قرر رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت الانضمام إلى قوات الاحتياطي للمشاركة في العمليات.
ورغم انتقادات عبرية فورية لفشل الاستخبارات والجيش في التنبؤ بالهجوم الذي وجّه ضربة استراتيجية كبيرة لقوة الردع، أعلنت المعارضة الإسرائيلية وقف الاحتجاجات ضد خطة الحكومة لتقليص نفوذ السلطة القضائية، وعودة نحو 300 طيار احتياطي إلى الخدمة بسلاح الجو.
خسائر هائلة
ووسط توقّع لحصيلة قاتمة جراء التصعيد الذي يعدّ الأبرز منذ مواجهة مايو الماضي، أفادت مصادر عبرية بأن عدد من سقطوا من الإسرائيليين جراء الهجوم الفلسطيني يتجاوز بكثير الأرقام الأوّلية.
وتحدثت تقارير أولية عن مقتل 150 إسرائيلياً، بينهم رئيس مستوطنة «شاعر هنيغف»، وإصابة 750 بجروح متفاوتة، العشرات منها حرجة.
وعلى الجبهة المقابلة، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية بغزة، بلغت 198، إضافة إلى جرح نحو 1619.
خامنئي وأوستن
في غضون ذلك، أكد رحيم صفوي، (مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي)، أن طهران ستقف إلی جانب «حماس» حتی تحریر فلسطین والقدس.
وقال: «ندعم عملیة طوفان الأقصی، وواثقون بأن جبهة المقاومة أیضاً تدعم ذلك».
في موازاة ذلك، أشار «حزب الله» اللبناني، المدعوم من إيران، إلى أنه «على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج، ويجري معها تقييماً متواصلاً للأحداث وسير العمليات».
في المقابل، صرح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بأن «البنتاغون ستتأكد من أن إسرائيل لديها كل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها وحماية المدنيين من العنف العشوائي والإرهاب».
وقال أوستن في بيان «إن التزامنا بحقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها يبقى ثابتا»، مندداً بـ «هجمات مروعة على مدنيين».
ردود فعل
ووسط قلق من توسع المواجهة بين إسرائيل والفلسطينيين لتتحول إلى حرب إقليمية مدمرة، حمّلت دول عربية إسرائيل مسؤولية التصعيد عبر مواصلة الانتهاكات، في حين عبرت إيران وحلفاؤها مثل حزب الله اللبناني، وجماعة أنصار الله الحوثية عن دعمها لحركة «حماس»، ومباركتها للهجوم الذي أسفر عن مقتل عشرات الإسرائيليين والفلسطينيين.
وحمّلت قطر «إسرائيل وحدها مسؤولية التصعيد وانتهاكاها المستمر واقتحامها المتكرر للأقصى»، داعية إلى التحرك للحيلولة «دون اتخاذ هذه الأحداث ذريعة لإشعال نار حرب جديدة غير متكافئة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة».
ودعت السعودية إلى الوقف الفوري للتصعيد، مذكرة إسرائيل بتحذيرها «من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار استفزازات الاحتلال الممنهجة ضد المقدسات، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة».
ودعت سلطنة عُمان والإمارات الطرفين إلى ضبط النفس ووقف التصعيد.
وفيما دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى «ضبط النفس والابتعاد عن خطوات متهورة من شأنها تصعيد التوتر»، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن «عملية طوفان الأقصى فتحت صفحة جديدة في ميدان المقاومة والعمليات المسلحة ضد الاحتلال».
وقال المتحدث باسم «الخارجية» ناصر کنعاني إن «هجمات حماس تدل علی الثقة بالنفس بمواجهة المحتلین»، مبيناً أنه «في هذه العملیة استخدمت عنصر المفاجأة وأسالیب مشترکة أخری»، كما شدد المستشار العسكري للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي على دعم إيران للهجوم.
وأسوة بجماعة أنصار الله الحوثية، بارك حزب الله اللبناني في بيان «للشعب الفلسطيني المقاوم ومجاهدي الفصائل الفلسطينية بالعملية البطولية الواسعة النطاق والمكللة بالظفر والتأييد الإلهي والوعد بالنصر النهائي الشامل».
وأضاف: «قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان تواكب التطورات المهمة على الساحة الفلسطينية عن كثب، وتتابع الأوضاع الميدانية باهتمام بالغ، وهي على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج، وتجري معها تقييما متواصلا للاحداث وسير العمليات، لذا ندعو حكومة العدو الصهيوني الى قراءة العبر والدروس المهمة التي كرستها المقاومة الفلسطينية في الميدان وساحات المواجهة والقتال».
وأشار إلى أن الهجوم «رسالة الى العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأسره، خصوصا أولئك الساعين الى التطبيع مع هذا العدو أن قضية فلسطين قضية حية لا تموت حتى النصر والتحرير».
في المقابل، أدان البيت الأبيض «على نحو قاطع الهجمات الإرهابية» على إسرائيل، مؤكداً أنه «يقف بحزم بجانبها في مواجهة حركة «حماس» الإرهابية. وبحث مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، مع نظيره الإسرائيلي تساحي هنغبي التطورات، وقررا البقاء على تواصل وثيق.
وحذرت مصر من مخاطر التصعيد، ودعت الأطراف الفاعلة إلى التدخل الفوري. وقام وزير الخارجية سامح شكري باتصالات مكثفة للعمل على احتواء الأزمة، والحيلولة دون خروج الوضع عن السيطرة، وتجنيب المنطقة المزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
وخلال اتصالات منفصلة، اتفق شكري مع نظرائه الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، والأردني أيمن الصفدي، والأوروبي جوزيب بوريل، على خطورة الموقف الحالي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وشددوا على ضرورة بذل كل الجهود لمنع خروج الوضع عن السيطرة، وتعريض المدنيين للمزيد من المخاطر والتهديدات».
وبينما دعت موسكو إلى «ضبط النفس»، اعتبر الرئيس الأوكراني حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها «بشكل لا يمكن التشكيك فيه». كما أدانت الهجوم الأمم المتحدة والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والهندي ناريندرا مودي.