«طوفان الأقصى».. المقاومة الفلسطينية توقع مئات القتلى الإسرائيليين
رعب في تل أبيب.. وقوات الاحتلال تبحث الرد
أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أن الهجوم الذي شنته حماس انطلاقاً من قطاع غزة أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص، متهماً مسلحي الحركة باقتحام المنازل وقتل «مدنيين» في الدولة العبرية.
وقال الجيش إن «الإرهابيين اقتحموا المنازل وقاموا بقتل المدنيين»، مضيفاً عبر منصة «إكس» إن العملية العسكرية المباغتة التي شنّتها الحركة أودت بحياة «أكثر من 200 شخص» وإصابة أكثر من ألف جريح.
ويُعتبر هذا التصعيد الأعنف بين الاحتلال وقطاع غزة منذ مايو الماضي.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن قواته تخوض معارك «برية» السبت ضد الفلسطينيين في المناطق المحيطة بقطاع غزة بعد تسللهم «بالمظلات» بحراً وبراً.
وبثت «حماس» مقطع فيديو ظهر فيها أسر مقاتليها ثلاثة رجال يرتدون ملابس مدنية قالت إنهم إسرائيليون.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت إن ما لا يقل عن 220 صاروخاً أطلقت من قطاع غزة وأدت إلى احتراق مبان سكنية في مدينة عسقلان على بعد نحو عشرة كيلومترات شمال غزة.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن حركة حماس الإسلامية الفلسطينية تشنّ «حرباً» على إسرائيل.
وأضاف في بيان بالتزامن مع اجتماع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لبحث الوضع «قوات جيش الدفاع الإسرائيلي تقاتل العدو في كل مكان».
وأطلق الجيش الإسرائيلي صفارات الإنذار في مناطق جنوب ووسط البلاد، فيما حضّت الشرطة المواطنين على البقاء قرب الملاجئ.
وأفاد صحافيون في فرانس برس في القدس عن اعتراض صواريخ بعد لحظات من انطلاق صفارات الإنذار في أنحاء المدينة.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلّح لحركة حماس الفلسطينية، مسؤوليّتها عن إطلاق الصواريخ، مشيرة إلى أنّ مقاتليها أطلقوا أكثر من خمسة آلاف صاروخ.
وأضافت إنّ القيادة «قرّرت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب».
وتابعت «نعلن بدء عملية طوفان الأقصى ونعلن أن الضربة الأولى التي استهدفت مواقع العدو وتحصيناته تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة».
وقال قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام محمد الضيف إن العملية «رد على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى».
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ حماس «بدأت عملية مزدوجة شملت إطلاق قذائف صاروخية وتسلّل مخربين إلى داخل الأراضي الإسرائيلية».
وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم الجيش ريتشارد هيخت خلال إيجاز صحافي «كانت عملية برية مشتركة تمت من خلال طائرات مظلية عبر البحر والبر».
وأضاف «نحن نقاتل في الوقت الحالي، نقاتل في مواقع معينة في محيط قطاع غزة... قواتنا تقاتل الآن على الأرض».
وقتل رئيس المجلس الإقليمي للمناطق الحدودية الإسرائيلية شمال شرق قطاع غزة خلال تبادل إطلاق النار مع مسلحين قدموا من الأراضي الفلسطينية، وفق ما أعلن المجلس.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ رئيس الحكومة سيعقد اجتماعاً مع قادة الأجهزة الأمنية لبحث أعمال العنف.
فرار المئات
وكانت حركة حماس قد وزعت شريطاً مصوراً يظهر فيه فلسطينيون يحتفلون في مخيم جباليا بسحب مقاتلين تابعين للحركة آلية عسكرية «صهيونية من نوع جيب» إلى المكان حصلوا عليها في إحدى عمليات التوغل.
وشاهد صحافي في فرانس برس فلسطينيين مسلحين يتجمعون حول دبابة إسرائيلية اشتعلت فيها النيران جزئياً بعد عبورها السياج الحدودي قرب خانيونس.
ورصد صحافي آخر فلسطينيين عائدين إلى مدينة غزة يقودون مركبة إسرائيلية تم الاستيلاء عليها.
ونصبت الشرطة الإسرائيلية الحواجز بين القدس وتل أبيب وشرعت بتفتيش المركبات.
وفي تل أبيب، شوهد سكان وهم يستقلون حافلة بحثاً عن مكان آمن في أحد الفنادق.
وفي القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، هتف بعض الفلسطينيين احتفالاً وأطلقوا أبواق سياراتهم مع انطلاق صفارات الإنذار وسط توالي أصوات الانفجارات.
وخرجت في رام الله مسيرة تأييداً لحركة حماس الإسلامية رفعت خلالها رايات الحركة.
وفي بيان لها استنكرت وزارة الصحة في قطاع غزة «استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى الأندونيسي شمال قطاع غزة».
وبحسب الوزارة أدى القصف إلى «استشهاد أحد العاملين وإصابة العديد من الموظفين والمواطنين وتعطل محطة الأكسجين وتوقفها عن إنتاج الأكسجين».
وطالبت الوزارة في بيانها «حماية المؤسسات الصحية وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية خلال الطوارئ».
وأفاد صحافيون من وكالة فرانس برس في قطاع غزة أن مئات من سكان القطاع يفرون من منازلهم الواقعة على تخوم الحدود مع إسرائيل.
بين الإدانة والتأييد
ودانت دول غربية عدة العملية التي تنفذها حماس وأكدت حق إسرائيل بالدفاع عن النفس.
ودعت روسيا إلى «ضبط النفس».
ونددت واشنطن بالعملية وكذلك الاتحاد الأوروبي الذي قال على لسان مسؤول السياسة الخارجية جوزيب بوريل إنه يُدين «بشكل لا لبس فيه» هجمات حماس ويُعرب عن «تضامنه مع إسرائيل»، وبالمثل فعلت الهند.
من جانبها، عبّرت إيران عن دعمها للعملية التي باركها حزب الله.
وتفرض إسرائيل منذ العام 2007 حصاراً مشدّداً على القطاع، تاريخ تفرّد حركة حماس بالسيطرة عليه.
وخاضت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل عدّة حروب مدمّرة منذ ذلك الحين.
ويأتي إطلاق الصواريخ الأخير في أعقاب فترة من التوتر المتصاعد في سبتمبر، بعد أن أغلقت إسرائيل معبر إيريز، المنفذ الوحيد لسكان غزة إلى إسرائيل، لكن لا يسلكه إلا من يحملون تصاريح، وهم إجمالاً العمال الذين لديهم رخص عمل في إسرائيل.
وأغلق المعبر بالتزامن مع احتجاجات فلسطينية على حدود القطاع متواصلة منذ أسابيع، لجأ خلالها المتظاهرون إلى حرق الإطارات وإلقاء الحجارة والقنابل الحارقة على القوات الإسرائيلية التي ردّت بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي.
ويُعاني قطاع غزة من نسبة بطالة مرتفعة.
في شهر مايو، أدّت الغارات الجوية الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ من غزة إلى مقتل 34 فلسطينياً وإسرائيلي واحد.
وخلال العام الحالي، قُتل ما لا يقل عن 247 فلسطينياً و32 إسرائيلياً وأجنبيين في أعمال عنف بين الجانبين.