احتضنت مكتبة تكوين، بفرعها الرئيسي في الشويخ، ماراثون القراءة الخيري الحادي عشر، الذي تنظمه سنوياً تحت شعار «أنت تقرأ... طفل يتعلم»، والذي جمع مئات القراء بمختلف اهتماماتهم.
وأقيمت الفعالية يومَي الجمعة والسبت، من العاشرة صباحاً إلى العاشرة مساءً، بمشاركة عدة جهات، منها: صناعات الغانم، وإليفيشن بيرغر، وكوستا كوفي، ومنصة الفن المعاصر (كاب).
وبهذه المناسبة، قالت الروائية بثينة العيسى- شريك مؤسس في «تكوين»: «نحن في (تكوين) نحاول دائماً أن نشاغب الخط الفاصل بين العمل الثقافي والعمل المجتمعي، وأساساً أنا أعتقد أن العمل الثقافي في صميمه عمل مجتمعي، وجزء من مسؤولية أي كيان ثقافي، وحتى أي جهة اعتبارية، ربحية أو غير ربحية، تلعب هذا الدور. الجميل في الماراثون أنه ضرب عصفورين بحجر واحد، فالناس تقرأ من جهة، وهناك تبرعات تُجمع من جهة أخرى. أعتبر أن الماراثون من أنجح النماذج لإزالة الخط الفاصل بين العمل الثقافي والمجتمعي».
من جهته، ذكر الشريك المؤسس في «تكوين» محمد العتابي، أنه «على مدى الماراثونات العشرة التي مضت، كان هناك أكثر من 8300 قارئ، تم من خلالها جمع أكثر من 59 ألف دينار ساهمت في دفع تكاليف 525 طالباً من المعسرين، وهذا الماراثون هو الحادي عشر، وفكرته تقوم على أن كل عشر صفحات تتم قراءتها يومَي الجمعة والسبت بمكتبة تكوين يتم التبرع بدينار مقابلها لهؤلاء الطلبة المعسرين عن طريق الرعاة. وفي هذا الماراثون كان الرعاة: صناعات الغانم، وكوستا كافي، وشركة إليفيشن برغر، و(كاب)».
وأضاف العتابي: «فكرة الماراثون تقوم على دمج العمل الثقافي بالخيري، وتغيير الصورة النمطية حول الثقافة، حيث يعتقد البعض أن المثقفين ربما يعيشون في برج عاجي».
«الجريدة» التقت بعض المشاركين، وكانت البداية مع ريم الهاجري، التي قالت: «أحببت فكرة الماراثون، وأشعر أنها تؤصل للقراءة والثقافة. للماراثون دور اجتماعي أيضاً، وقادر على تغيير حياة الإنسان بشكل فعلي».
بدورها، ذكرت آية خميس أن هذه المشاركة هي الثانية لها، «أحببت فكرة أننا نساعد الأطفال المعسرين الذي يريدون أن يتعلموا، وفي نفس الوقت نحن نتثقف من خلال قراءة الكتب، كما أنها فرصة لمقابلة المهتمين بالقراءة».
من ناحيته، قال عبدالله الكندري إن مشاركته هي الثالثة في الماراثون كمصور، وأحب أن يكون متطوعاً، لافتاً إلى أنه من الممكن أن تكون قراءته قليلة في الماراثون، لكنه يقوم بالمساهمة عن طريق التصوير.
من جانبه، بيَّن أحمد خالد أنه شارك من منطلق أن الهدف خيري، مشيراً إلى أن تلك الفعاليات تعزز الشعور بالمسؤولية إزاء المجتمع، ولافتاً إلى أنه يحب قراءة كتب الأدب والتاريخ.
فيما أكد ضاري الخبيزي أن سبب مشاركته في الماراثون هو العمل الخيري، مشيراً إلى إعجابه بفكرة قراءة عشر صفحات، والتبرع بها لمصلحة الطلبة، كما أن الفعالية أقيمت في نهاية الأسبوع، وقد أحب أن يستثمر وقته بما ينفعه.
من جانبه، قال بلال العنزي إن مشاركته لدعم وتشجيع الهدف الذي أقيمت من أجله الفعالية.
أما سميرة حلال وعائشة آندوج، فقد أوضحتا أن مشاركتهما في هذه الفعالية تأتي تحفيزاً للمساهمة في تحسين ظروف الحياة للآخرين.
فيما ذكر أحمد مصطفى أن هدفه من المشاركة هو حُبه للقراءة، والمساهمة دائماً في أعمال الخير.
وعبَّرت دانة فيصل عن سعادتها بالمشاركة، للمساهمة في تعليم الأطفال من الأسر المتعففة، لافتة إلى أنها تقوم بالقراءة بشكل يومي، مبينة أنها اختارت أن تقرأ كتاب «كل الأسماء» لجوزيه ساراماغو.
بدورها، قالت بدرية أحمد إنها تحب القراءة كثيراً، وشاركت لأنها فعالية إنسانية بحد ذاتها، وتنشر روح التعاون والتماسك.
جدير بالذكر، أن ماراثون القراءة الخيري، هو فكرة أطلقتها مكتبة تكوين، لتحويل القراءة إلى رافد للعمل الخيري، حيث تُوجه الدعوة للقراءة الجماعية الصامتة، ويتم تحويل عدد الصفحات المقروءة إلى مبلغ يتم التبرع به لتعليم أبناء الأسر المتعففة داخل الكويت، من خلال مساهمة الرعاة.
وتحاول «تكوين» في ماراثون القراءة الخيري تقليص الفارق بين العمل الثقافي والمجتمعي، وتطوير مفاهيمها عن العمل الخيري، لتنتقل من التبرع عن بُعد إلى البذل الشخصي في جهد مشترك وجماعي.