تزامناً مع موسم الشتاء المقبل، وما يتوقع خلاله من غرقات تهدد مناطق الكويت، فجَّر مدير إدارة الأرصاد الجوية في الإدارة العامة للطيران المدني، عبدالعزيز القراوي، مفاجأة لا تقل أهمية عن تداعيات الغرقات المحتملة، مفادها أن أنظمة الأرصاد الحالية المستخدمة متهالكة وقديمة جداً، كما أن عقود الصيانة الخاصة بها انتهت، فضلاً عن فقدان قطع الغيار الخاصة بالمعدات، حيث «أُبلغنا من الشركات المصنّعة لهذه الأجهزة أنها لم تعد تصنّع مثل تلك الأجهزة وقطع الغيار الخاصة بها، نظراً لتقادمها».
وأوضح القراوي، في تصريح لـ «الجريدة»، أن هيئة الأرصاد بحاجة ماسة لتطوير جميع الأنظمة والبنية التحتية، فالأنظمة القائمة تعود إلى عام 2004 تقريباً، أي ما يقارب العشرين عاماً، و«رادار الطقس الموجود لدينا كثير من قطعه الداخلية انتهت مدة صلاحيتها، ونحن قُمنا بصيانة الرادار خلال يونيو الماضي، حيث إنه متوقف عن العمل لمدة عام، بسبب الأعطال، ولا يزال بحاجة إلى تبديل بعض القطع الداخلية، ومنذ 4 سنوات قاموا بتوفير ميزانية لتجديد وتحديث البنية التحتية لإدارة الأرصاد، وهناك 5 مشاريع تمت الموافقة على 3 منها من لجنة المناقصات، والآن المناقصات في ديوان المحاسبة منذ 6 أشهر، وهناك استفسارات كثيرة من ديوان المحاسبة، وحتى الآن لم تتم الموافقة ليتم توقيع العقود».
وأضاف: أن بعض أنظمة الأرصاد الجديدة يستغرق تركيبها ودخولها في الخدمة من عام إلى 4 أعوام، في حال تم التوقيع على شرائها.
تحضيرات واستعدادات
وعن أداء الإدارة، قال القراوي: «في مثل هذه الفترة، وبداية دخول فصل الخريف وقُرب موسم الأمطار، نحن في إدارة الأرصاد لدينا نظام نعمل عليه للتجهيز والاستعداد لهذا الموسم، بالتعاون مع العديد من جهات الدولة، ونقوم بتفقّد سريع لجميع الأنظمة التي نستخدمها للتوقعات، سواء اللحظية أو توقعات المدة القصيرة، وقد جرى إعادة صيانة جميع المحطات السطحية الأوتوماتيكية التابعة لإدارة الأرصاد، كذلك عمل صيانة رادار الطقس، كونه من أهم الأدوات التي تستخدم في تحديد مسار وغزارة الأمطار التي تؤثر على البلاد، أي أن رادار الطقس هو عين المتنبئ الجوي في السماء اللحظية».
وتابع: «تم تفعيل خطط الطوارئ ومراجعتها في إدارة الأرصاد، فيما يخص تعاوننا مع عدة جهات، منها: الدفاع المدني، والإطفاء، ووزارة الأشغال، والبلدية، والكهرباء والماء، والإسكان، وكذلك شركة نفط الكويت وغيرها، وتمت مراجعة خطط وإمكانات كل جهة، ومراجعة المناطق التي دائماً تكون فيها مشكلة تجمعات المياه والمناطق التي تحتاج إلى زيادة في التركيز من قِبل فرق الطوارئ، وتقرر تشكيل فريق طوارئ من قبل وزارة الأشغال مكون من نقاط اتصال في حالات الظروف الحرجة وقت الأمطار».أقسام التنبؤات
وأوضح القراوي أن تخصص التنبؤات الجوية ينقسم إلى تنبؤات قصيرة المدى، ومتوسطة المدى، وطويلة المدى، ويطلق عليها التوقعات الفصلية، وتكون هذه التوقعات الفصلية عبارة عن تحليل الخرائط لمدة 3 أشهر أو أكثر، متابعاً: «حين نقول إنه من المتوقع أن يكون موسم الأمطار هذا العام فوق المعدلات الطبيعية، يكون هذا القول غير دقيق، ففي علم التنبؤات كلما طالت المدة قلت الدقة، وكلما قصرت المدة زادت الدقة»، فخلال ثلاثة أشهر يمكن أن تحدث تغيرات.
وعن التوقعات المتوسطة المدى، بيَّن أنها «تمتد من 10 أيام إلى شهر، وهنا تزيد الدقة قليلاً عن التوقعات الفصلية، في حين أن توقعات المدى القصير هي الأكثر دقة، وقد تصل نسبة دقتها إلى أكثر من 95 بالمئة، ومن خلالها نقوم بتحليل الخرائط، ومتابعة الأنظمة الجوية المؤثرة على المنطقة خلال 72 ساعة، فتكون قد وضحت الرؤية تماماً بالأجواء التي ستتأثر بها البلاد، لكن أيضاً الأجواء خلال 72 ساعة معرضة للتغير، خصوصاً في الفترات الانتقالية».