«حزب الله» يحتفظ بمفاتيح «الجبهة الشمالية»
• تبادل القصف مع إسرائيل... واحتمال دخوله الحرب قائم
على طريقته، اختار حزب الله الدخول على خطّ المعركة الدائرة بين حركة حماس وإسرائيل، حيث تبادل القصف الصاروخي مع إسرائيل أكثر من مرة يوم اليوم، مبقياً احتمال دخول الحرب من بوابة «الجبهة الشمالية» مفتوحاً في حال أقدمت تل أبيب على اجتياح بري للقطاع، أو قامت بعملية نوعية تهدف إلى إبادة «حماس».
رسائل حزب الله من خلال القذائف الصاروخية التي أطلقها على مواقع عسكرية إسرائيلية كانت مدروسة، فهو استهدف مواقع في منطقة «مفتوحة»، وفق معايير الحزب، أي في مزارع شبعا المحتلة، التي يطالب بها لبنان.
وتعني هذه العملية أن الحزب لا يزال ملتزماً بقواعد الاشتباك، ومعادلة ضربة مقابل ضربة في «المناطق المفتوحة»، وهو ما التزمت به إسرائيل. لكن ذلك لا يلغي احتمالات كثيرة، من بينها أن يلجأ الإسرائيليون إلى تصعيد عسكري ضد لبنان من خارج قواعد الاشتباك، أو من خلال تنفيذ أي عملية اغتيال بحق قادة حماس، فهذه قد تؤدي إلى اشتعال الجبهة، لاسيما أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، كان تعهّد بردّ عنيف في حال نفّذ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تهديده باغتيال المسؤول العسكري لحركة حماس صالح العاروري الموجود في لبنان.
وعاد حزب الله خلال النهار وشنّ جولات أخرى من القصف باتجاه المواقع الإسرائيلية، كما أطلق مسيّرة باتجاه مدينة صفد بالجليل الأعلى أسقطتها منظومة الباتريوت الإسرائيلية.
في المقابل، قد يجد حزب الله فيما يجري فرصة تاريخية، ولا بدّ له أن ينقض عليها ولا يضيعها في إطار ترجمة معادلة وحدة الساحات، وإن كان ثمن ذلك على لبنان غالياً وقاسياً.
في السياق، قال رئيس المجلس التنفيذي بحزب الله هاشم صفي الدين في كلمة اليوم «لسنا على الحياد، ونقول للفلسطيينين، كل ما عندنا معكم»، مضيفاً: «نحن في عصر الشهادة والكرامة لا عصر التطبيع والخنوع، كما يظن البعض»، وأكد أن «روح قاسم سليماني حضرت في غزة مع كل المجاهدين الأبطال».
في المقابل، وبعد إشادته بالهجوم الفلسطيني بجنوب إسرائيل، شدد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على ضرورة «عدم توريط لبنان في أي اشتباك مع العدو الإسرائيلي، لأن طاقته على الاحتمال قد استنفدت».
وبالنسبة إلى حزب الله، فإن ما جرى في غزة مشابه للسيناريو الذي لطالما هدد به الحزب، وهو تسلل مقاتليه الى مستوطنات الجليل، لينقلوا المعركة الى قلب إسرائيل، والأهم أن عديد قوات حزب الله المهاجمة قد يكون أكبر بكثير من المقاتلين الفلسطينيين الذين عبروا من غزة، من هنا لا بدّ من استذكار المناورة العسكرية الكبرى التي أجراها الحزب قبل فترة في منطقة عرمتى، والتي كانت تحاكي خطوات العبور، ولا يمكن إسقاط معادلة «غرفة العمليات العسكرية المشتركة»، التي تم إنشاؤها منذ فترة على صعيد محور المقاومة. لكن توسيع إطار الجبهات وفتحها، يبقى مرتبطاً فبما سينتج عن مسار الحرب أو المعركة.