مع توسّع الحراك العربي والدولي في محاولة للحؤول دون حرب إقليمية واسعة بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، أجرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، اتصالين مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، شدد خلالهما على دعم إيران للفلسطينيين في «دفاعهم المشروع» عن أنفسهم.

وقال رئيسي إن «المعادلة تغيرت وإشعال الكيان الصهيوني للحرب سيعود عليه بالضرر»، متهماً داعمي إسرائيل بـ «تعريض أمن المنطقة للخطر»، وداعياً الحكومات المسلمة إلى دعم الفلسطنيين.

Ad

جاء ذلك، في حين طمأن الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأن دعمه له «صلب وراسخ كالصخر»، وأجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سلسلة اتصالات هاتفية مكوكية مع أكثر من 20 وزير خارجية ورئيس دولة، في محاولة لـ «وقف الهجوم على إسرائيل».

وفي حين طلب بايدن من فرق العمل الأميركية أن تكون على «اتصال دائم» مع مختلف المنظمات والدول خصوصاً مصر وتركيا وقطر والسعودية وعُمان والإمارات والاتحاد الأوروبي والفلسطينيين، أجرى بلينكن اتصالات هاتفية مع نظرائه من السعودية الأمير فيصل بن فرحان، والأردن أيمن الصفدي، ومصر سامح شكري، وقطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن، وتركيا حقان فيدان، كما أجرى محادثات مع وزراء خارجية أوروبيين.

وكان بلينكن دعا قبل ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصال بينهما إلى «إدانة الهجمات على إسرائيل»، وحث على «مواصلة وتعزيز الخطوات الرامية إلى استعادة الهدوء بالضفة الغربية».

وفي تصريحات أمس، اعتبر بلينكن أن عرقلة التطبيع المحتمل بين إسرائيل والسعودية قد يكون أحد دوافع هجوم حركة حماس، مشدداً على أنه لا يرى أي دليل على وقوف إيران وراءه رغم العلاقات الوثيقة بينها وبين الحركة الفلسطينية.

ووصف بلينكن توغل «حماس» بأنه أسوأ هجوم على إسرائيل منذ عام 1973، مشيراً إلى أن واشنطن تبذل كل ما في وسعها لضمان عدم نشوء جبهة أخرى في هذا الصراع بما في ذلك مع «حزب الله» في لبنان، وعلى إسرائيل اتخاذ خطوات للتأكد من عدم حدوث هذه الهجمات مرة أخرى.

عربياً دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في اتصالين مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى وقف التصعيد وتجنيب المنطقة الخطر.

وشدد وزير الخارجية السعودي في عدة اتصالات هاتفية مع مسؤولين دوليين على رفض استهداف المدنيين بأي شكل، وضرورة احترام القانون الدولي الإنساني من جميع الأطراف، داعياً إلى تكثيف الجهود لتهدئة الأوضاع وتجنب مزيد من العنف.

وبينما أكد نتنياهو حصوله على دعم زعماء ألمانيا وأوكرانيا وإيطاليا وبريطانيا، دعت المغرب وفلسطين أمس، إلى عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية العرب، «للتشاور والتنسيق وبحث سبل إيقاف التصعيد الخطير».

من جهتها، أعربت الصين عن «قلقها العميق» جراء تصعيد العنف، وحثت جميع الأطراف على ممارسة «ضبط النفس» ووقف إطلاق النار، مشددة على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما أثار حفيظة السفارة الإسرائيلية في بكين التي رأت أنها غير مناسبة «فيما تموت الناس على الطرقات».

وأشارت المعلومات إلى أن إسرائيل رحبت بعرض تركي للوساطة، إلا أنها شددت على أن الوقت لا يزال مبكراً لذلك، فيما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، بأن السلطات المصرية قامت باتصالات مع الجانب الإسرائيلي وحركة حماس عبر قنوات مختلفة حول تبادل محتمل للأسرى، لم تكلل بالنجاح حتى الآن.