نظمت نقابة الفنانين والإعلاميين، في إطار أنشطتها الثقافية والفنية، برعاية سفير سلطنة عمان لدى الكويت د. صالح الخروصي، معرضاً تشكيلياً بعنوان «عمان في قلب الكويت»، في مقرها بمنطقة شرق، بحضور نخبة من الفنانين التشكيليين والجمهور المتابع للحركة التشكيلية.
في البداية، قال السفير الخروصي: «أنا سعيد بالحضور وتنظيم معرض (عمان في قلب الكويت) من نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين، وهو ما يبين العلاقة الوطيدة بين البلدين الشقيقين».
وذكر أن الفعالية متعددة الجوانب، منها مشاركة مجموعة من الفنانين في مجالات مختلفة من فن تشكيلي وشعر، مؤكداً أن الفعاليات المشتركة تنتج نشاطاً ثقافياً وفنياً جميلاً وتفاعلاً إيجابياً.
ولفت إلى أن التواصل بين المؤسسات الثقافية، في القطاع الرسمي أو الخاص، سيصب في إثراء الساحة الثقافية والفنية بالكويت وعُمان، متابعاً: «نحن نتطلع إلى المزيد من الفعاليات التي تؤكد عمق هذه العلاقات».
دعم وتشجيع
من جهته، قال رئيس نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين د. نبيل الفيلكاوي: «تحرص النقابة على إقامة مجموعة من الأنشطة والفعاليات، وتدعم وتشجع الفنانين على الصعيدين المحلي والخارجي».
وأشار إلى أن النقابة تهدف إلى توثيق أواصر العلاقات بين الفنانين في الدول العربية، وتماشياً مع ذلك، وقعت عدة بروتوكولات، منها بروتوكول تعاون مشترك مع النقابة والفنانين التشكيليين المصريين.
وعن معرض «عُمان في قلب الكويت»، قال: «تشرفنا باحتضان المعرض، الذي يهدف إلى بناء الجسور بين الفنانين الخليجيين، وانخراطهم مع بعضهم البعض، ونشر الثقافات، وتبادل الخبرات. المعرض يتضمن فعاليات مصاحبة يشترك فيها شعراء وفنانون وإعلاميون عمانيون».
وحول الفعاليات المستقبلية، ذكر أن النقابة تخطط لإقامة نفس الفعالية بكل دول الخليج.
وفي ختام كلمته، شكر الفيلكاوي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على دعمهم المستمر، كذلك شكر السفير العماني د. الخروصي على رعاية المعرض وحضوره.
بدورها، أوضحت المدير الداخلي لنقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين ومسؤولة الأنشطة والفعاليات ابتهال العوضي، أن المعرض بمشاركة وفد عماني من الفنانين، عددهم حوالي 77 فناناً وفنانة، وأيضاً بمشاركة إعلاميين، حضروا بمناسبة الافتتاح، الذي تضمن ندوة ثقافية.
من ناحيتها، قالت عضو قطاع الفنون التشكيلية بنقابة الفنانين والإعلاميين دلال ملك إن النقابة تحتفل بعرس خليجي بأنامل فنانين من سلطة عمان، بلوحات وأعمال فنية متنوعة ومبهرة تحاكي حُب الأشقاء العمانيين لبيتهم الثاني الكويت.
«الجريدة» جالت في المعرض، والتقت مجموعة من التشكيليين العمانيين المشاركين، وكانت البداية مع الفنان والمهتم والباحث في مجال الأخشاب الطبيعية ماجد الرواحي، الذي قال إنه شارك بأربعة أعمال من الخشب الطبيعي المحلي في عمان، لافتاً أن العمل الأول عن السلاسل الجبلية العمانية، والثاني عن الحيوانات الموجودة في الجبال مثل الغزال، والثالث تجريدي بحت، وأخيراً العمل الرابع عبارة عن تناغم موسيقي.
وقد أعرب الفنان خلفان السوطي عن تشرفه بالمشاركة في المعرض، لافتاً إلى أن عمله عبارة عن منظر طبيعي من سلطنة عمان يبين الحياة في القرى بشكل عام، وأيضاً احتضان الطبيعة من نخيل وأشجار، إضافة إلى البيوت البسيطة.
من جهتها، قالت الفنانة زكية البطاشي إنها رسمت عملاً بالألوان الزيتية يمثل أجواء الطبيعة في عمان، وبالتحديد شاطئ قريات. في حين ذكرت الفنانة سارة سعيد أنها شاركت بعمل رسمته بالفحم عبارة عن رجل كبير في العُمر يبين ثقافته وخبرته في الحياة.
تنوع الأفكار
واحتوت أعمال الفنانين التشكيليين العمانيين على لوحات فنية اتسمت بالتنوع والأفكار التي تسير وفق منظومة لونية متجددة، إضافة إلى ما احتواه المعرض من أساليب فنية مختلفة، لنشاهد أعمالاً استخدم فيها الفنانون الواقعية، إضافة إلى الرمزية والتجريد، وأساليب أخرى، مثل التأثيرية.
كما تضمن المعرض منحوتات فنية ذات طابع رمزي يحكي عن الواقع الكويتي والخليجي في أبهى صوره، تلك التي استخلصها الفنانون العمانيون من الخيال.
والمتابع للمعرض سيشاهد البيئة الصحراوية، بكل جمالياتها ومحتوياتها، من خيام وإبل ورمال، وبالتالي أظهرت اللوحات المعروضة معالم الكويت، مثل: الأبراج، والبيوت القديمة، ومظاهر التراث فيها، كما كان للمرأة دور بارز في عناصر اللوحات، من خلال رصد حالاتها وأزيائها واهتماماتها.
واحتوت أعمال أخرى على سمات تؤكد تلاحم الشعبين الشقيقين الكويتي والعماني، وعمق العلاقة بينهما عبر العصور القديمة، وكذلك في الوقت الحالي.