اتهم مرصد حقوقي دولي، اليوم الإثنين، إسرائيل بتعمد الانتقام من الفصائل المسلحة الفلسطينية بارتكاب «جرائم قتل جماعي» لمدنيين في قطاع غزة.

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» نسخة منه، إن طائرات حربية إسرائيلية دمرت 22 مبنى سكنياً فوق رؤوس ساكنيه حتى صباح اليوم.

وذكر المرصد أن القوات الإسرائيلية «تنتهك بشكل واضح القانون الدولي الإنساني من خلال استخدام أسلحة ذات قوة تدميرية هائلة ضد مبانٍ سكنية دُمرت بأكملها فوق رؤوس ساكنيها، الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع كبير في أعداد الضحايا بين المدنيين والأطفال».

وأوضح المرصد أنه في ليلة واحدة وخلال ساعات قليلة، قتلت القوات الإسرائيلية ما يقرب من 70 طفلاً داخل بيوتهم.

وكان مجلس الوزراء السياسي الأمني الإسرائيلي وافق مساء أول أمس السبت على إعلان حالة الحرب، وبالتالي القيام بعمليات عسكرية واسعة، رداً على هجوم حماس هجوم المسلح على إسرائيل الذي أسمته بـ «طوفان الأقصى»، وترتب عنه قتل نحو 700 إسرائيلي وأسر المئات.

ونفّذ الجيش الإسرائيلي مساء أمس الأحد وخلال الساعات الأولى من صباح اليوم مئات الضربات الجوية التي استهدفت أحياء سكنية ومبانٍ متعددة الطوابق مأهولة بالسكان.

وقال المرصد الأورومتوسطي إن الهجمات الإسرائيلية «تسببت بالقتل الجماعي لنحو 18 عائلة في قطاع غزة قُتل جميع أو معظم أفرادها»، مقدراً عدد الوحدات السكنية التي دمرت بالكامل منذ أول أمس بنحو 500 وحدة سكنية، فيما دُمرت 2400 أخرى بشكل جزئي.

وقال فريق المرصد في غزة إنه «يبدو أن إسرائيل تستخدم خلال هجماتها قنابل ارتجاجية يشعر السكان بتأثيرها بشكل واضح، وهي قنابل ذات قوة تدميرية كبيرة، لديها القدرة على تدمير مبان كبيرة مكونة من عدة طوابق».

Ad

وأضاف أنه جمع شهادات من شهود عيان «لم يتمكن من التحقق منها بعد» تشير إلى استخدام الجيش الإسرائيلي قنابل فسفور أبيض على مناطق في جنوب قطاع غزة.

وتُشير التقديرات الأولية إلى أن أكثر من 40 ألف عائلة نزحت من مناطق مختلفة من قطاع غزة هرباً من الهجمات العنيفة، فيما قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» إن نحو 74 ألف فرد نزحوا إلى 64 مدرسة ومأوى تابعين لها في قطاع غزة.

واستهدفت إسرائيل بقصف جوي مباشر مدرسة تابعة لأونروا تأوي أكثر من 225 شخصاً، بذريعة وجود نفق تحتها.

وبحسب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أسقط سلاح الجو الإسرائيلي منذ بداية الهجوم أكثر من ألف طن من القنابل على غزة.

وإلى جانب سلاح الجو، تُشارك القوات البحرية الإسرائيلية في قصف مناطق متفرقة محاذية لشاطئ غزة.

وقال المرصد الأورومتوسطي إن قيام قوات الجيش الإسرائيلي بتوجيه «إنذارات» عن طريق مكالمات هاتفية أو رسائل نصية أو عن طريق «نقر السطح» باستخدام قنابل ذات قوة تدميرية محدودة ليس كافياً لتوفير الحماية للمدنيين، ولا يعفي إسرائيل من مسؤولياتها تجاه العدد الكبير من الضحايا المدنيين.

وأضاف أن «حوادث القتل الجماعي وتدمير المباني السكنية فوق رؤوس ساكنيها تعد نموذجاً لسياسة القصف الإسرائيلية التي لا تُراعي مبدأ الضرورة والتناسب، وتستهدف الأعيان المدنية وتخالف القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف 1949، كما يرقى لجرائم حرب طبقاً لميثاق روما الناظم للمحكمة الجنائية الدولية».