نتنياهو يتعهد برد يغير الشرق الأوسط وإيران تنفي الضلوع في «هجوم حماس»
• المخابرات المصرية: تل أبيب تجاهلت تحذيراتنا حول «حدث كبير»
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم، إن رد إسرائيل على الهجوم غير المسبوق، الذي نفذه مسلحو حركة حماس الفلسطينية، من قطاع غزة، «سيغير الشرق الأوسط»، في وقت تتصاعد المخاوف من توسع الصراع الى مستوى إقليمي.
وحذر الكرملين من خطر «مرتفع» لانخراط أطراف أخرى في التصعيد بين إسرائيل وحماس، تعليقاً على إعلان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إرسال حاملة الطائرات الأميركية جيرالد فورد إلى شرق البحر المتوسط، لإظهار الدعم لإسرائيل. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، خلال لقائهما في موسكو، أن روسيا والجامعة ستعملان على «وقف إراقة الدماء» في إسرائيل
وغزة، وجددا تشديدهما على ضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس إقامة دولة للفلسطينيين.
في المقابل، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ إن بلاده والولايات المتحدة بحاجة إلى التنسيق والتعاون لدى التعامل مع القضايا العالمية والإقليمية الساخنة. وكان زعيم الأغلبية الديموقراطية بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور تشاك شومر قال لوزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال لقائهما في بكين، إنه يشعر «بخيبة الأمل» من بيان الخارجية الصينية «الذي لم يظهر أي تعاطف أو دعم لإسرائيل خلال هذه الأوقات الصعبة».
وفي طهران، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم، إن اتهام طهران بالضلوع في الهجوم «يستند إلى دوافع سياسية، ويهدف إلى تبرير الهزيمة الفادحة التي تكبّدها النظام الصهيوني»، مؤكداً أن إيران لا تتدخل «في قرارات الدول الأخرى، بما فيها فلسطين».
وحذر كنعاني من أن «أي أحد يهدد إيران يجب أن يعلم أن كل تحرك غبي سيؤدي إلى رد مدمر»، وأكدت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليل الأحد - الاثنين، أن طهران «ليس لها دور في الرد الفلسطيني»، تعقيباً على تقارير نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
وكانت الصحيفة الأميركية قالت إن الحكومة الإيرانية والحرس الثوري متورطان في التخطيط للهجوم، وإن طهران هي التي أعطت الضوء الأخضر لتنفيذه، في اجتماع عقد في بيروت الاثنين الماضي، بحضور قائد فيلق القدس إسماعيل قآني، ولفتت الصحيفة إلى أن اجتماعات عدة عقدت حول العملية، حضر بعضها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وقائد الجهاد الإسلامي زياد نخالة، ونائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، كذلك شارك وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في اجتماعين على الأقل.
ووفق مصادر الصحيفة، فإن الخطة الأوسع للحرس الثوري تتمثل في خلق تهديد متعدد الجبهات، يمكنه خنق إسرائيل من جميع الجوانب، وأنه إلى جانب هدف ضرب إسرائيل المشتتة بسبب الانقسامات الداخلية حول حكومة بنيامين نتنياهو، كانت هناك نية تعطيل المحادثات المتسارعة بقيادة الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
ونقلت «وول ستريت» عن مسؤول إيراني أنه إذا تعرضت إيران لهجوم فإنها سترد بضربات صاروخية على إسرائيل من لبنان واليمن وإيران، وسترسل مقاتلين إيرانيين إلى إسرائيل من سورية، لمهاجمة مدن في شمال وشرق إسرائيل.
ورغم تأكيد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عدم وجود دليل أو معلومات عن دور إيران في «طوفان الأقصى»، قدم مسؤول أوروبي ومستشار للحكومة السورية نفس الرواية حول تورط إيران في الفترة التي سبقت الهجوم. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إنه «من المبكر جداً القول» إذا كانت طهران «متورطة مباشرة» في الهجوم، وانه ليس لدى الولايات المتحدة بعد «أي مؤشر» على ذلك. لكنه أضاف «ليس هناك شك» في أن حماس «ممولة ومجهزة ومسلحة» من طهران.
المخابرات المصرية
وفيما يتصاعد الحديث عن فشل استخباري إسرائيلي، كشف مسؤول في المخابرات المصرية لوكالة اسوشيتد برس أن إسرائيل تجاهلت تحذيرات مصرية استخبارية متكررة بشأن «شيء كبير سيحدث في غزة»، مضيفاً أن «إسرائيل ركزت على الضفة الغربية بدلاً من غزة». وقال المسؤول: «بالنسبة للفلسطينيين في غزة، فإن أعين إسرائيل لا تبتعد كثيرا أبداً. طائرات المراقبة بدون طيار تحلق باستمرار في السماء. والحدود شديدة التأمين مليئة بالكاميرات الأمنية والجنود الذين يحرسونها. وتعمل وكالات الاستخبارات على مصادر وإمكانات سيبرانية لاستخلاص المعلومات. لكن يبدو أن عيون إسرائيل كانت مغمضة في الفترة التي سبقت الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس».
يأتي ذلك فيما ضاعف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اتصالاته العربية والدولية من أجل وقف التصعيد، إذ تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، غداة إجرائه اتصالاً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وفيما دعت إيران والعراق إلى اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث التطورات، أعلن مسؤول في الجامعة العربية عن اجتماع طارئ الأحد على مستوى وزراء الخارجية لبحث «العدوان الإسرائيلي على غزة».
أوروبا توقف مساعدات
وغداة اجتماع طارئ لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لبحث الوضع في فلسطين والمنطقة، أعلن مسؤول أوروبي أن الاتحاد قرر وقف مساعدات التنمية المخصصة للفلسطينيين. وفي وقت سابق أعلنت ألمانيا (131 مليون دولار) والنمسا (20 مليون دولار) تعليق مساعداتهما التنموية للفلسطينيين في إطار مراجعة شاملة بعد هجوم حماس.
وبعد إعلان واشنطن أنها أرسلت مساعدات عسكرية عاجلة لإسرائيل، بما في ذلك ذخائر، كما أرسلت حاملة طائرات إلى شرق المتوسط لإظهار الدعم لتل أبيب، قالت كندا إنها مستعدة لمنح إسرائيل أي دعم تحتاجه، كما عقد رئيس وزراء بريطانيا ريتشي سوناك اجتماعا لخلية كوبرا الأمنية لبحث التطورات.
الى ذلك، وفيما قال نتنياهو إنه لن يتفاوض على الأسرى في غزة، وجّه وسطاء قطريون دعوات عاجلة لمحاولة التفاوض على إطلاق سراح النساء والأطفال الإسرائيليين الذين تحتجزهم «حماس» في غزة مقابل إطلاق سراح 36 امرأة وطفلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، وفق مصدر مطلع على المحادثات لـ «رويترز». وأكدت وزارة الخارجية القطرية لـ «رويترز» مشاركتها في محادثات وساطة مع «حماس» ومسؤولين إسرائيليين، بما في ذلك بشأن تبادل محتمل للأسرى، وقال المصدر الذي اطلع على تفاصيلها إن المفاوضات الجارية، التي تجريها قطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة منذ مساء السبت، «تسير بشكل إيجابي»؛ الا أن مسؤولاً في «الجهاد» قال إن الوضع الميداني الحالي لا يسمح بالحديث عن تبادل أسرى.