النفط يرتفع مع تصاعد مخاوف الإمدادات
ارتفعت أسعار النفط أكثر من 3 بالمئة صباح اليوم، إذ أثارت الاشتباكات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وارتفع خام برنت 2.70 دولار أو 2.2 بالمئة إلى 87.28 دولارا للبرميل، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 85.57 دولارا للبرميل، مرتفعا 2.78 دولار أو 3.4 بالمئة.
وارتفع الخامان القياسيان أكثر من 4 دولارات للبرميل في وقت سابق من الجلسة.
وجاء الارتفاع في أسعار النفط ليعكس مسار الاتجاه النزولي الأسبوع الماضي، والذي شهد أكبر انخفاض أسبوعي منذ مارس، حيث تراجع برنت 11 بالمئة وهبط خام غرب تكساس أكثر من 8 بالمئة، وسط مخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة وتأثيرها على الطلب العالمي.
وشنّت «حماس»، السبت، أكبر هجوم عسكري على إسرائيل منذ عقود، مما أسفر عن مقتل مئات الإسرائيليين. وردا على ذلك نفّذت إسرائيل موجة من الضربات الجوية الانتقامية على غزة أسقطت مئات القتلى.
وقال محللون من بنك إيه. إن. زد، في مذكرة للعملاء «المخاطر الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط من شأنها أن تدعم أسعار النفط... ويمكن توقّع المزيد من التقلبات».
وتحوّل اهتمام السوق إلى احتمال ضلوع إيران في الهجمات، وهو ما زعمته السلطات الإسرائيلية بالفعل.
وقال المحلل في بنك الكومنولث الأسترالي، فيفيك دهار، في مذكرة: «لكي يكون لهذا الصراع تأثير دائم وهادف على أسواق النفط، يجب أن يكون هناك انخفاض مستمر في إمدادات النفط أو نقله».
وأضاف: «إذا ربطت الدول الغربية رسميا المخابرات الإيرانية بهجوم حماس، فإن إمدادات وصادرات النفط الإيرانية ستواجه مخاطر سلبية وشيكة».
زيادة الطلب
ورغم الجهود المبذولة في العالم للحد من التغيّر المناخي، رأت منظمة الدول المصدرة للنفط، اليوم، أن الطلب على النفط سيستمر في الارتفاع خلال العقدين المقبلين.
وتوقعت منظمة أوبك في تقريرها السنوي لعام 2023 الصادر اليوم أن يصل الطلب على النفط إلى 116 مليون برميل في اليوم بحلول 2045، ما يزيد بنسبة 16.5 بالمئة عن مستواه عام 2022 (109.8 ملايين برميل في اليوم).
وبذلك تكون المنظمة رفعت بمقدار حوالى 6 ملايين برميل في اليوم توقعاتها السابقة العام الماضي البالغة 99.4 مليون برميل في اليوم.
وقبل أقل من 8 أسابيع من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 28» في دبي، حيث ستسعى عشرات الدول لوضع هدف للتخلي عن مصادر الطاقة الأحفورية (نفط وغاز وفحم)، شدد الأمين العام لمنظمة أوبك، هيثم الغيص، في مقدمة التقرير المؤلف من 298 صفحة على أنه «من الواضح أن العالم سيبقى بحاجة إلى المزيد من الطاقة خلال العقود المقبلة».
في المقابل، توقعت «أوبك» تراجع الطلب في دول منظمة التعاون والتنمية اعتبارا من 2025.
واعتبرت المنظمة أنه من أجل تلبية هذا الطلب يتحتم رصد استثمارات جديدة في إنتاج الوقود الأحفوري بقيمة 14 تريليون دولار بحلول 2045، أي بمعدل حوالي 610 مليارات دولار في السنة.
وأكد الغيص أنه «من الحيوي القيام بذلك، هذا يعود بالفائدة على المنتجين والمستهلكين في آن».
وحذّر من أن «الدعوات إلى وقف الاستثمارات في مشاريع نفطية جديدة مخطئة، وقد تؤدي إلى فوضى في مجالَي الطاقة والاقتصاد»، وذلك في انتقاد موجّه إلى الوكالة الدولية للطاقة.