بعد حِيل استمرت عامين شملت إبقاء خططها العسكرية طي الكتمان لإقناع أقوى جيش في الشرق الأوسط بأنها لا تريد القتال، قامت حركة حماس بحملة خداع دقيقة أدت إلى مفاجأة إسرائيل بأسوأ اختراق لدفاعاتها منذ أن شنت الجيوش العربية الحرب عام 1973. ووفق مصدر مقرب من «حماس»، فإن «الحركة أعطت إسرائيل انطباعاً بأنها غير مستعدة للقتال واستخدمت تكتيكاً استخباراتياً غير مسبوق لتضليلها أثناء التحضير للعملية الضخمة خلال الأشهر الماضية»، معتبراً أن أحد استعداداتها الأكثر لفتاً للانتباه كان بناء مستوطنة وهمية لتدريب عناصرها على الإنزال العسكري واقتحامها.
وقال المصدر: «إسرائيل رأتهم، لكنها كانت مقتنعة بأن حماس لا تريد المواجهة وتهتم أكثر بحصول عمال غزة على فرص العمل، وتمكنت من بناء صورة كاملة بأنها غير مستعدة لمغامرة عسكرية».
وكجزء من حيلتها في العامين الماضيين، امتنعت «حماس» عن القيام بعمليات عسكرية، وأبدت ضبط النفس عندما شنت حركة الجهاد سلسلة من الهجمات مما أثار انتقادات علنية من حلفائها وكذلك من حركة فتح لخلق انطباع بأن لديها مخاوف اقتصادية وليست الحرب في ذهنها.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «اعتقدنا أن حقيقة مجيئهم للعمل وجلب الأموال ستخلق مستوى معيناً من الهدوء ولكننا كنا مخطئين».
واعترف مصدر إسرائيلي بأن «حماس خدعت الأجهزة وجعلتها تعتقد أنها تريد المال، وطوال الوقت كانت تتدرب».
وقال مصدر ثان إنه كانت هناك فترة اعتقدت فيها إسرائيل أن زعيم الحركة يحيى السنوار كان منشغلاً بإدارة القطاع «بدلاً من قتل اليهود»، مضيفاً أنه في الوقت نفسه، حولت إسرائيل تركيزها بعيداً عن «حماس» للتوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية.
ووفق المصدر فإن جزءاً حاسماً من الخطة هو تجنب التسريبات، وأن العديد من قادة حماس لم يكونوا على علم بالخطط، وأثناء التدريب، لم يكن لدى المقاتلين الألف المنتشرين في الهجوم أي فكرة عن الغرض الدقيق.