غارات إسرائيلية وحشية على غزة وصواريخ «حماس» تصل إلى القدس
• نتنياهو ينفي تلقي تحذيرات مصرية ويتعهد برد يغيّر وجه المنطقة
• قتيلان لـ «حزب الله» في قصف إسرائيلي بعد تسلل «فلسطيني» من لبنان
شنت إسرائيل، أمس، سلسلة غارات وحشية على غزة أدت إلى مقتل عشرات الفلسطينيين، وفرضت حظراً على دخول الوقود والماء والكهرباء والغذاء إلى القطاع، تمهيداً لعملية عسكرية برية، في حين توقعت مصادر أميركية أن تتم خلال الساعات القليلة المقبلة، رداً على الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، وأدى إلى مقتل ما يقرب من ألف إسرائيلي، وأسر نحو 150، بينهم أجانب نقلوا إلى داخل القطاع.
وفي حين لم يتضح الموقف الميداني الكامل في بلدات غلاف غزة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استعاد البلدات التي تسلل إليها مقاتلو «حماس»، ردت الفصائل الفلسطينية على القصف الإسرائيلي بجولات من القصف الصاروخي أصابت إحداها منطقة قريبة من القدس المحتلة، وأخرى مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت استدعاء 300 ألف جندي من الاحتياط، خلال 48 ساعة، في أكبر عملية تعبئة عسكرية من نوعها في تاريخ الدولة العبرية، في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الرد الذي ستقوم به إسرائيل على الهجوم القاسي الذي تعرضت له «سيغيّر وجه الشرق الأوسط».
ووسط توقعات بأن تلامس حصيلة القتلى الإسرائيليين في الهجوم الخاطف لـ «حماس» الألف، أفادت سلطات غزة بأن القصف الإسرائيلي أوقع أكثر من 578 شخصاً، في وقت أعلنت وزارة الخارجية الأميركية مقتل 9 أميركيين على الأقل، وقالت بريطانيا إن أكثر من عشرة من مواطنيها في عداد المفقودين.
إلى ذلك، شهدت الجبهة الشمالية تحركاً قوياً أمس، إذ تسلل أربعة مقاتلين من «الجهاد الإسلامي» إلى الداخل الإسرائيلي واشتبكوا مع جنود إسرائيليين وأوقعوا بهم إصابات قبل أن تتمكن مروحيات إسرائيلية من قتل اثنين منهم، في حين تمكن ثالث من العودة إلى الأراضي اللبنانية، واعتُبر الرابع في عداد المفقودين وسط ترجيحات بإصابته.
وقُتل مسلح لـ «حزب الله» في قصف إسرائيلي على موقع للحزب شنته مروحيات إسرائيلية، كما قُتل مدني لبناني من أنصار الحزب في تطور قد يؤدي إلى دخول الحزب المعركة.
وغداة إعلان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إرسال حاملة طائرات وبارجات حربية تتبعها وعلى متنها 5 آلاف جندي إلى شرق البحر المتوسط لإظهار الدعم لإسرائيل ولزيادة الردع الإقليمي بهدف منع أطراف جديدة من الانخراط في التصعيد الحالي خصوصاً «حزب الله»، حذرت موسكو من تدويل الصراع ومشاركة أطراف ثالثة فيه، في حين نفت إيران تقريراً لـ «وول ستريت جورنال» كشف عن تورط إيراني على المستوى الحكومي ومن قبل الحرس الثوري في التخطيط والتنفيذ وإعطاء الضوء الأخضر لـ «حماس» لشن هجومها.
وعلى وقع الأحداث، أعلنت الجامعة العربية عن اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث التطورات، في حين نفى مكتب نتنياهو تقريراً صحافياً نقل عن مصدر في المخابرات المصرية يفيد بأن القاهرة أرسلت تحذيرات متكررة إلى تل أبيب من أن شيئاً كبيراً سيحدث في غزة.
وفي تفاصيل الخبر:
مع دخول الحرب غير المسبوقة التي اندلعت بين فصائل غزة وإسرائيل السبت الماضي يومها الثالث أمس، كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت، عن استدعاء 300 ألف جندي من الاحتياط، خلال 48 ساعة، في أكبر عملية تعبئة عسكرية من نوعها في تاريخ الدولة العبرية، في حين أفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن بأن إسرائيل مضطرة للدخول برياً إلى القطاع، المكتظ بالسكان، لضرب بنية الحركة الإسلامية.
وبينما أفادت تقارير بوقوع عمليات تسلل جديدة لعناصر فلسطينية من القطاع إلى مستوطنة صوفا وخوضها اشتباكات مع قوات إسرائيلية، ذكر المتحدث أن قوات الجيش استعادت السيطرة على كل التجمعات السكانية الإسرائيلية في غلاف غزة.
وأشار إلى أن بعض المسلحين «ما زالوا في الأراضي الإسرائيلية»، مما يؤدي إلى اشتباكات متفرقة.
وقال إنه «لا تزال هناك ثغرات في السياج الأمني الحدودي»، مشيراً إلى وجود آليات عسكرية ودبابات إسرائيلية في المنطقة التي شهدت تسلل نحو 1000 مسلح من «حماس»، السبت الماضي.
وتحدث عن إرسال تعزيزات عسكرية تشمل دبابات ومدرعات إلى محيط القطاع، في حين يواصل عشرات الآلاف من الجنود تمشيط المنطقة بحثاً عن مسلحين يتحصنون في منازل أو حقول بمحيط 22 مستوطنة شملها الهجوم الفلسطيني المباغت.
وقبل الإعلان عن السيطرة على البلدات والمستوطنات التعاونية، تحدث هيخت أن القوات الإسرائيلية تقاتل مسلحين من «حماس» في 7 أو 8 مواقع خارج القطاع، بعد 48 ساعة من إطلاق الحركة الفلسطينية الإسلامية، لأكبر هجوم تتعرض له إسرائيل منذ حرب 1973.
وأضاف أن «الأمر يستغرق وقتاً أطول مما توقعنا لإعادة الأمور، فيما يتعلق بالوضع الدفاعي والأمني. وبعض عناصر حماس لا تزال قادرة على التسلل إلى إسرائيل».
موجات قصف
ولفت المتحدث إلى تنفيذ المقاتلات الحربية الإسرائيلية خلال العشرين ساعة الماضية، أربع موجات من الغارات الجوية على مختلف أنحاء القطاع، تم خلالها مهاجمة أكثر من 800 هدف، وشاركت ما بين 50 و60 طائرة مقاتلة في كل موجة هجوم.
وألقت طائرات سلاح الجو، في المجمل، منذ بداية الحرب، 2000 قذيفة وأكثر من 1000 طن من القنابل على غزة.
ووسط حديث عن قصف إسرائيلي هستيري، تسببت غارة على سوق في مخيم جباليا إلى مقتل 50 شخصاً أمس، في حين تعرضت 10 مساجد للتدمير الجزئي أو الكلي كان آخرها مسجد السوسي.
إغلاق وخسائر
في هذه الأثناء، توقع مسؤولون أميركيون أن يبدأ التوغل البري الإسرائيلي في قطاع غزة خلال 48 ساعة، في حين ظل استمرار إطلاق فصائل غزة لصواريخ باتجاه مدن وبلدات بجنوب ووسط الدولة العبرية. وتسبب صاروخ سقط وسط مدينة القدس في إصابة 9 بجروح.
وتوقفت حركة الطيران في مطار «بن غوريون» قرابة نصف ساعة إثر سقوط صاروخ قرب المطار. وأظهرت مقاطع فيديو إسرائيليين يتشاجرون على تذاكر مغادرة البلاد داخل المطار الواقع بتل أبيب، في وقت ألغت العديد من شركات الطيران الدولية رحلاتها من وإلى إسرائيل. وهوت عملتها «الشيكل» إلى أدنى مستوى لها أمام الدولار منذ 8 سنوات رغم قيامها ببيع نحو 30 مليار دولار لاحتواء هبوطها أمس، وأصيب 3 بجروح خطيرة جراء سقوط صاروخ على مدينة عسقلان.
فصائل عراقية تهدد باستهداف مصالح أميركية
في المقابل، كشفت «كتائب القسام» الجناح العسكري لـ «حماس»، عن استهداف مقاتلات «إف-16» في سماء بحر غزة على بعد 35 كم بصاروخي أرض ـ جو من طراز «متبّر 3»، وقالت إنه محلي الصنع. وذكرت أن الغارات الإسرائيلية المكثفة على غزة أدت إلى «مقتل 4 أسرى إسرائيليين مع آسريهم من الكتائب».
وأعلنت «القسام»، أمس، أسرها مجموعة جديدة من الجنود الإسرائيليين، فيما رجحت تقديرات إسرائيلية أن عدد المخطوفين يتراوح من 150 إلى 200 فرد بينهم جنود ومدنيون.
ووسط توقعات بحصيلة قاتمة للخسائر البشرية على الجانبين، ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 800، وذكرت مصادر أن العدد قد يصل إلى ألف، فضلاً عن 2400 مصاب، في حين أفادت سلطات غزة بأن القصف الإسرائيلي أوقع أكثر من 530 شهيداً و2750 مصاباً، إضافة إلى دمار كبير في المنازل والبنايات السكنية والبنية التحتية.
وقالت إن القصف الإسرائيلي أدى إلى تدمير 11 مسجداً كان آخرها مسجد السوسي في مخيم الشاطئ.
ووسط مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية، أكدت الأمم المتحدة أن عدد النازحين بسبب الغارات الإسرائيلية داخل القطاع يبلغ حوالي 123 ألف شخص.
في سياق آخر، أفادت تقارير بمقتل 9 أميركيين و12 تايلندياً خلال الهجوم، في حين ثارت مخاوف من أن أكثر من عشرة بريطانيين قتلوا أو فقدوا أيضاً.
وأكدت الخارجية التايلندية، إصابة 8 من رعاياها واختطاف 11 من مواطنيها في هجوم «حماس»، في حين أعلنت ألمانيا وقف مساعداتها للفلسطينيين مؤقتاً وأنها «تراجع الموقف».
جبهات متعددة
وعلى الجبهة الشمالية، أعلنت إسرائيل أنها قتلت «عدداً من المسلحين المشتبه فيهم» الذين تسللوا من لبنان.
وأشارت المعلومات إلى أن 4 مسلحين ينتمون إلى حركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، عبروا السياج الحدودي بين بلدتي الضهيرة ومروحين، قرب الناقورة، واشتبكوا مع جنود إسرائيليين ما أدى إلى إصابة 3 منهم، قبل أن تتمكن مروحيات إسرائيلية من قتل اثنين منهم، في حين تمكن ثالث من العودة إلى الأراضي اللبنانية، واعتُبر الرابع في عداد المفقودين وسط ترجيحات بإصابته.
ورغم نفي «حزب الله» أي مسؤولية له عن حادث التسلل، قصفت اسرائيل برج مراقبة للحزب في الضهيرة، كما قامت بقصف مدفعي لأطراف بلدتي الضهيرة ومروحين.
وسجلت تحركات للجيش الإسرائيلي مقابل بلدة الخيام اللبنانية، بعد ورود تقارير عن إصابة آليات إسرائيلية. ودعا الجيش اللبناني المواطنين إلى الابتعاد عن الحدود للحفاظ على سلامتهم.
وجاءت الواقعة بعد يوم من تبادل «حزب الله» والجيش الإسرائيلي القصف وفق قواعد الاشتباك المعمول بها بينهما.
وغداة تحريك وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن حاملة طائرات وبارجات حربية تتبعها وعلى متنها 5 آلاف جندي إلى شرق البحر المتوسط لإظهار الدعم لإسرائيل ولزيادة الردع الإقليمي بهدف منع أطراف جديدة من الانخراط في التصعيد الحالي خاصة «حزب الله»، حذرت فصائل عراقية شيعية من ضرب مصالح أميركية في العراق والمنطقة في حال تدخلت واشنطن مباشرة في أحداث غزة.