حضرت قبل أيام إحدى مباريات دوري السلة الأميركية (إن بي أي) في أبوظبي أقيمت في صالة الاتحاد أرينا بين فريقي دالاس مافريكس ومنيسوتا تمبرولفز بكامل نجومهم في هذه الرياضة، واللافت للنظر ليس المباراة وكثرة النجوم والمشاهير الذين حضروها فقط، بل احترافية التنظيم داخل صالة الاتحاد أرينا وخارجها، بحيث جعلت من هذه المباراة ذكرى رياضية وسياحية لا تنسى من الجماهير، سواء من داخل الإمارات أو القادمين من خارجها.
تنظيم مثل هذه المباريات بالتعاون مع اتحاد كرة السلة الأميركية، وبدعم من إحدى شركات القطاع الخاص يجذب فئة الشباب ويحفزهم ويستقطب السياح إلى البلد المنظم الذي لديه جاهزية لاستقبالهم بحفاوة في فنادقها ومطاراتها وموانئها وتسهيل دخولهم عبر منافذها البرية والبحرية والجوية بكل سعادة ويسر، وتنقلهم خلال شبكة مواصلات حديثة تشمل قطارات وباصات وخدمات مميزة من سيارات النقل والأجرة على أفضل الشوارع المرصوفة، وطرق خاصة وآمنة لهواة المشي والدراجات الهوائية والنارية.
فإذا تخيلنا تنظيم حدث بهذا الحجم في الكويت، فسنصطدم كالعادة بعوائق كثيرة، منها:
1- إجراءات دخول السائحين الراغبين في الحضور.
2- عدم توافر موقع سياحي متكامل الخدمات والمرافق من فنادق ومولات ومساحات خضراء وصالات متعددة الأغراض.
3- عدد الحفر بالشوارع والحصيات المتطايرة.
4- اختناقات الحركة المرورية من المنافذ الحدودية باتجاه المواقع السياحية.
5- اعتراضات نيابية على ظواهرها السلبية!!
فبالرغم من كثرة العوائق والصعوبات والتحديات المتكررة والطاردة لأي مشروع تنموي وسياحي ورياضي، فإننا نستطيع أن نبدأ العمل (متى ما توافرت الإرادة والقرار) على تهيئة الظروف وتذليل الصعاب أمام إنشاء مشروع مدينة «كويت أرينا» في إحدى الجزر أو في المواقع الشمالية بشرط أن تحظى بالخدمات الفندقية والسياحية والرياضية واللوجستية كافة، وتدار بكل احترافية من كفاءات متخصصة، وطاقات متجددة، وأنظمة ذكية، وبالشراكة بين القطاعين العام والخاص.
إننا بحاجة لمثل هذه المشاريع السياحية والمناسبات الرياضية والمبادرات الشبابية للاستفادة من طاقاتهم وتشجيع إبداعاتهم حتى يسهموا في تنمية بلدهم الكويت التي لها السبق في كل شيء، وعندها الكثير من المتابعين لإنجازاتها ومواهبها ويتطلعون للمزيد، حتى بات لسان حالهم يقول: «أرينا إبداعاتك يا كويت أرينا».