روسيا والسعودية تقيّمان سوق النفط وسط تطورات غزة
• البرميل الكويتي يرتفع 1.42 دولار ليبلغ 91.55
قال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي أمس، إن السعودية وروسيا ستناقشان الوضع في سوق النفط وأسعار الخام، وسط الصراع الآخذ في التصاعد بين إسرائيل وحركة «حماس».
وشهدت أسعار النفط الخام ارتفاعاً كبيراً بعد هجوم مباغت وواسع شنته «حماس» من قطاع غزة على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وأظهر مقطع فيديو، نشره صحافيون روس عبر الإنترنت، نوفاك وهو يستقبل الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي في موسكو أمس، في ضوء مشاركتهما في مؤتمر للطاقة في العاصمة الروسية.
وقال نوفاك، إن روسيا والسعودية ستناقشان أثر الصراع في الشرق الأوسط على السوق. وحذر الكرملين من أن هذا الصراع قد يتحول سريعاً إلى صراع إقليمي.
وأضاف نوفاك، وفقاً لما نقلته وكالة «إنترفاكس للأنباء»: «سنناقش الأمر... مثل تلك الأحداث في العالم قد تؤثر بشكل أو بآخر على الموقف المتعلق باستهلاك موارد الطاقة».
وسيعقد البلدان أيضاً اجتماعاً للجنة الحكومية المشتركة.
وقال نوفاك، في بداية الاجتماع، إن روسيا مستعدة لتعزيز إمدادات المنتجات النفطية إلى السعودية. وعادة ما تقوم دول الخليج، التي تمتلك شركات تصدير كبرى، بإعادة تصدير الوقود الروسي.
وأضاف أن روسيا مستعدة للتعاون مع السعودية في مجالات الطاقة النووية والاستكشاف الجيولوجي والإمدادات الغذائية. واتفق الجانبان على مواصلة عمليات الخفض الطوعية لإنتاج النفط بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً في الإجمال بما يشكل ما نسبته واحد بالمئة من الطلب العالمي حتى نهاية العام.
وقالت السعودية الثلاثاء، إنها تبذل المزيد من الجهود بالتواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية لوقف التصعيد في غزة ومحيطها ومنع اتساعه في المنطقة، وأعادت التأكيد على دعمه للجهود الرامية إلى استقرار أسواق النفط وتوازنها.
ولا تنتج إسرائيل سوى القليل من النفط الخام لكن الأسواق تخشى من أن الصراع قد يتصاعد ويعرقل إمدادات النفط من الشرق الأوسط ويفاقم العجز المتوقع أصلاً في المعروض لبقية العام.
على صعيد الأسعار، ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 1.42 دولار ليبلغ 91.55 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الثلاثاء مقابل 90.13 دولاراً في تداولات يوم الاثنين الماضي وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
وفي الأسواق العالمية لم يطرأ تغير يذكر على أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة الأربعاء، مع انحسار المخاوف من احتمال انقطاع الإمدادات بسبب الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
وارتفع خام برنت 12 سنتاً إلى 87.77 دولاراً للبرميل. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ثلاثة سنتات إلى 86 دولاراً للبرميل.
وكان الخامان القياسيان قد ارتفعا أكثر من 3.50 دولارات يوم الاثنين، إذ أثارت الاشتباكات العسكرية مخاوف من أن الصراع قد يمتد إلى أبعد من قطاع غزة، ولكنهما أغلقا على انخفاض في جلسة الثلاثاء.
وأشار المسؤولون الأميركيون بأصابع الاتهام إلى إيران باعتبارها متواطئة في هجوم حماس على إسرائيل، لكن لم تظهر بعد أدلة ذات مصداقية على دور للجمهورية الإسلامية.
وحالت المخاطر السياسية دون مزيد من التراجع في أسعار النفط الخام.
وتقول إسرائيل إنها دمرت أجزاء من غزة انتقاماً من هجمات حماس.
في غضون ذلك، هددت جماعات مسلحة قوية في العراق واليمن متحالفة مع إيران باستهداف المصالح الأميركية بالصواريخ والطائرات المسيرة إذا تدخلت واشنطن لدعم إسرائيل.
وفي إشارة تبعث على التفاؤل إزاء وضع الإمدادات، أحرزت فنزويلا والولايات المتحدة تقدماً في المحادثات التي يمكن أن تفضي إلى تخفيف العقوبات على كاراكاس من خلال السماح لشركة نفط أجنبية إضافية واحدة على الأقل بالحصول على النفط الخام الفنزويلي في ظل بعض الشروط.
من جانب آخر، أظهرت وثيقة اطلعت عليها «رويترز» أن الهند ترغب في أن تشارك شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو في برنامج الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للبلاد الذي تخطط للوصول به إلى 6.5 ملايين طن متري وسط مساعي الدولة الواقعة في جنوب آسيا لتعزيز العلاقات مع المورد الرئيسي للنفط إليها.
وقالت الحكومة الهندية في وثيقة داخلية: «في إطار المرحلة الثانية من برنامج الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية، تمت الموافقة على إنشاء احتياطيين بتروليين تجاريين واستراتيجيين جديدين بحجم 6.5 ملايين طن متري»، وأضافت «يمكن دعوة شركة أرامكو السعودية للمشاركة في المرحلة الثانية».
وامتنعت أرامكو عن التعليق، بينما لم ترد الحكومة السعودية على رسائل بريد إلكتروني لطلب التعليق.
ولم يرد أيضاً مكتب رئيس الوزراء الهندي ولا وزارة النفط ولا وزارة المالية على طلبات للتعقيب.
وتستورد الهند، ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، أكثر من 80 بالمئة من احتياجاتها النفطية. وأنشأت مخزونا استراتيجيا في ثلاثة مواقع في جنوب البلاد لتخزين أكثر من خمسة ملايين طن من النفط للتحوط من انقطاع الإمدادات.