في اليوم الخامس من المواجهة المفتوحة على كل الاحتمالات بين حركة حماس وإسرائيل، عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً في القاهرة، أمس، لمناقشة التطورات، في ظل تهديد تل أبيب باجتياح برّي لقطاع غزة، ردّا على العملية غير المسبوقة التي شنّتها «حماس» السبت الماضي، وأدت إلى مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي.

وقال الامين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط: «ندعو إسرائيل إلى إيقاف الحرب فوراً.. وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».

Ad

وقبيل الاجتماع، حذّر وزير الخارجية المصري سامح شكري من مغبة التوسع في «تنفيذ سياسات العقاب الجماعي والحصار والتجويع في غزة، بالمخالفة لأحكام القانون الدولي الإنساني وآثاره الوخيمة على تدهور الأوضاع الإنسانية للمدنيين».

وأكد شكري، خلال مباحثات مع منسق الأمم المتحدة تور وينسلاند ومفوض «الأونروا» فيليب لازاريني، أن مصر سبق أن حذّرت من مخاطر غياب أفق الحل وتزايد حدة الاحتقان لدى الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن حل القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين هو الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام.

وكانت مصر قد أكدت أنها لن تسمح بتهجير سكان غزة الفلسطينيين أو توطينهم في شبه جزيرة سيناء، وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن القاهرة ترفض تصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف ثالثة. وفي الأردن، شدد الملك عبدالله الثاني على أن التصعيد الخطير بالأراضي الفلسطينية والعدوان دليل جديد على أن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار دون تحقيق السلام على أساس حل الدولتين على خطوط الرابع من يونيو 1967.

وقال العاهل الأردني، في «خطاب العرش»: «ستبقى بوصلتنا فلسطين والقدس الشريف، ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد شعبها حقوقه كاملة»، مضيفاً: سيظل الأردن ثابتاً مهما بلغت التحديات في الدفاع عن المقدسات، وسيبقى في خندق العروبة، يبذل كل ما بوسعه في سبيل أشقائه».

وجاء الخطاب غداة مشاركة آلاف الأردنيين، مساء أمس الأول، في تظاهرة ضخمة دعما للفلسطينيين. وكان رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، قد دعا جميع العرب والمسلمين إلى اعتبار يوم الجمعة المقبل، يوم نفير من أجل فلسطين، وخصّ «العشائر الأردنية» بالدعوة قائلاً: «هبوا لنصرة أهل فلسطين، فالحدود قريبة منكم». ورغم توقيعها على البيان الخماسي المؤيد لإسرائيل، فقد دعا المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، أوليفييه فيران، إسرائيل وحركة حماس إلى تجنّب التصعيد، مؤكداً أن باريس تريد «حلاً سياسياً للنزاع سعياً لتحقيق سلام دائم».

وقال فيران: «إلى جانب دعم إسرائيل، يجب بذل كل شيء لحماية المدنيين وتجنّب استفحال الوضع»، مطالباً بعدم جلب تداعيات النزاع إلى فرنسا، حيث توجد مجتمعات يهودية ومسلمة كبيرة.

وفي الصين، التي واجهت انتقادات في الأيام الماضية من قبل واشنطن وتل أبيب لعدم توجيه إدانات قاسية لـ «حماس»، كشف المبعوث الصيني الى الشرق الأوسط تشاي جون عن تنسيق مع مصر للمساعدة في تخفيف حدّة القتال بغزة، وحثّ على وقف إطلاق النار.

وقال جون، في اتصال مع مساعد وزير الخارجية المصري: «نرغب في الحفاظ على الاتصالات والتنسيق، ودفع طرفَي النزاع إلى وقف النار والعنف بأقرب وقت».

وإذ حثّ «المجتمع الدولي على تشكيل قوة مشتركة وتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني»، اعتبر جون أن «الحل الأساسي يكمن في حلّ الدولتين»، داعياً اللاعبين الرئيسيين إلى «بذل جهود عملية» لتحقيق هذه الغاية «بأقصى قدر من الإلحاح».

وفي تركيا، التي واجهت في الأيام الماضية انتقادات من أطراف موالية لإيران بسبب انتقاداتها لاستهداف المدنيين من طل الأطراف، نبّه الرئيس رجب طيب أردوغان إسرائيل إلى أنها «إذا لم تتصرف كدولة في غزة وتصرفت مثل منظمة فستُعامل كذلك»، واصفاً «قطع الماء والكهرباء والطرق وتدمير البنية التحتية ودور العبادة والمدارس، بالمجازر».

ورأى أن «تحميل حماس المسؤولية وحدها عمّا يحدث مقاربة غير صحيحة، لكن ذلك نتيجة لسنوات طويلة من غياب العدل»، مضيفا أنه «على الكل تجنّب القرارات الفورية التي تهدف إلى معاقبة جماعية للشعب الفلسطيني»، وجدد استعداد تركيا للقيام بكل ما يقع على عاتقها بما في ذلك الوساطة والتحكيم العادل.

وتساءل أردوغان: «لماذا أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات؟ وماذا ستفعل؟ وأنا أقول لكم إنها ستبدأ بضرب غزة وتنفّذ مجازر». وفي روسيا، ردد الرئيس فلاديمير بوتين تساؤل نظيره التركي عن «أسباب إرسال أميركا حاملة الطائرات إلى إسرائيل»، مشدداً على أن «القضية الفلسطينية في قلب كل مسلم»، وأعلن المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، التمسك بنهج متوازن تجاه النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، والوقوف على مسافة متساوية مع الجانبين لإبقاء الاتصال والحفاظ على الدور التاريخي بعملية السلام.

وقال: «لدينا علاقات طويلة الأمد مع الفلسطينيين والإسرائيليين، ونواصل الحوار مع الجانبين».