رئيسي لـ بن سلمان: ندعم أي مبادرة إسلامية لحل القضية الفلسطينية
• «لم نكن على علم بموعد طوفان الأقصى... وقرار الهجوم كان فلسطينياً بحتاً»
• الاحتلال الإسرائيلي يتردد إزاء إطلاق عملية برية ويربط إعادة إمدادات القطاع بإطلاق الرهائن
• عباس يدين قتل المدنيين من الجانبين
• قصف إسرائيلي يعطل مطارَي دمشق وحلب
في تطور نوعي بموقف إيران، كشف مصدر في مكتب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، لـ «الجريدة»، أن الأخير أكد لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال اتصال بادر إليه الجانب الإيراني أمس الأول، أن طهران تدعم أي مبادرة إسلامية لحل القضية الفلسطينية، دون تحديد ما إذا كانت بلاده تدعم حل الدولتين وفق المبادرة العربية التي أطلقتها السعودية عام 2002.
وبحسب المصدر، قال رئيسي لمحمد بن سلمان، إنه على الرغم من مساعدة إيران لحركة حماس مالياً وعسكرياً ولوجيستياً، لكنها لم تكن تعلم بالعملية الأخيرة التي نفذتها الحركة السبت الماضي وأسفرت عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي، مؤكداً أن قرار تنفيذ الهجوم كان فلسطينياً بحتاً.
وقال إن المرشد الإيراني علي خامنئي طلب إيصال رسالة إلى واشنطن عبر السفير الإيراني في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني بأن طهران لا تريد الحرب مع الولايات المتحدة.
وبحسب بيان سعودي، أكد بن سلمان لرئيسي أنّ «المملكة تبذل الجهود الممكنة بالتواصل مع كل الأطراف الدولية والإقليمية لوقف أعمال التصعيد الجاري»، مشدداً على «موقفها الرافض لاستهداف المدنيين ومناصرة القضية الفلسطينية ودعم الجهود الرامية لتحقيق السلام الشامل الذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة».
واعتبر مسؤول أميركي أن استخدام «القنوات الدبلوماسية بين السعودية وإيران في أوقات الاضطرابات أمر طبيعي ومفيد بصراحة»، مطالباً «جميع الشركاء بالعمل مع حماس وحزب الله وإيران للقيام بأي شيء في خضم الوضع الحالي».
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، عن 5 مسؤولين مطلعين على التقارير السرية، أن الولايات المتحدة شاركت معلومات سرية في اجتماعات مغلقة مع المشرعين الأميركيين، تضمنت معلومات استخباراتية تشير إلى أن بعض القادة الإيرانيين فوجئوا عندما وقع هجوم «حماس» غير المسبوق على جنوب إسرائيل يوم السبت الماضي.
وأفادت الصحيفة بأن تقييماً أولياً غير سري أجرته وكالات المخابرات الأميركية أشار إلى أنه من المحتمل أن طهران كانت تعلم بأن «حماس» كانت تخطط لعمليات ضد إسرائيل، لكنها لم تكن تعرف التوقيت الدقيق أو نطاق الهجوم المفاجئ.
وكانت «وول ستريت جورنال» ذكرت قبل أيام أن مسؤولي الأمن الإيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجوم وأعطوا الضوء الأخضر له في اجتماع عقد في 2 أكتوبر، وفقاً لأعضاء كبار في «حماس» و«حزب الله»، وهي جماعة مسلحة أخرى مدعومة من إيران.
يأتي ذلك، في حين تعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي زار إسرائيل أمس، بحماية ظهر إسرائيل، وذلك قبل إجرائه زيارة للأردن وقطر، وربما تشمل القاهرة.
وقال بلينكن، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «قد تكونون أقوياء بما يكفي للدفاع عن أنفسكم، لكن مادامت أميركا موجودة فلن تضطروا إلى ذلك أبداً، سنكون دائماً إلى جانبكم».
وبينما يزور وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إسرائيل اليوم، قال نتنياهو، الذي أعرب عن تقديره للدعم الأميركي: «اليوم وغداً وفي كل الأوقات»، إن «حماس» يجب أن تُعامَل مثل تنظيم «داعش»، مضيفاً: «مثلما تم سحق داعش، فسيتم سحق حماس».
إلى ذلك، أنهت الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي و«حماس» يومها السادس، أمس، حيث واصل الطيران الحربي الإسرائيلي حملة القصف المدمرة والدامية على مناطق مأهولة في قطاع غزة، في حين بدا أن تل أبيب تتردد في إطلاق عملية برية قد تكون مكلفة.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه يستعد للمرحلة المقبلة من الحرب «وقتما تقرر الحكومة»، لكنّه كشف أنه «لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن التوغل برياً في القطاع»، وقال المتحدث باسم الجيش، ريتشادر هيخت، إن الهجوم الحالي يركّز على القضاء على «قوة النخبة» في «حماس»، بما في ذلك أفراد حكومتها ورئيسها يحيى السنوار. أما رئيس الأركان هرتسي هاليفي، فقال إن بلاده تستعد لحرب طويلة وهي مَن «ستحدد مَن يقود غزة».
في المقابل، شدد وزير الطاقة الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على أنه لن يتم تقديم أي مساعدات إنسانية أو موارد إلى القطاع المحاصر إلى أن تطلق «حماس» الأشخاص الذين احتجزتهم في هجومها الذي شمل 11 قاعدة عسكرية و20 بلدة ومستوطنة.
ورفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس «الممارسات التي تتعلق بقتل المدنيين أو التنكيل بهم من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لأنها تخالف الأخلاق والدين والقانون الدولي».
ودعا عباس، بعد لقائه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في عمان، إلى «الوقف الفوري للعدوان الشامل على أبناء شعبنا في غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية الطبية والإغاثية، وتوفير المياه والكهرباء، وفتح ممرات إنسانية عاجلة»، مشدداً على ضرورة الانتقال إلى العمل السياسي لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام.
وبينما شهدت الجبهة الشمالية الإسرائيلية من ناحية لبنان هدوءاً نسبياً أمس، شنت إسرائيل غارتين عطّلت خلالهما مطاري دمشق وحلب، في حين كانت طائرة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان تقلع من العراق أمس، في إطار جولة إقليمية تشمل أيضاً سورية ولبنان لبحث تطور الأوضاع في قطاع غزة.