استضافت دار الآثار الإسلامية، أمس الأول، في مركز اليرموك الثقافي، ضمن فعاليات برنامج موسيقى الأربعاء، أمسية موسيقية بمشاركة 30 طفلا في أعمار سنية مختلفة، جمعتهم الموهية وحب الموسيقى والإتقان في الأداء، وصولا إلى مستوى احترافي يرتقي لتقديم عرض موسيقي متكامل أمام الجمهور.
وانطلقت الأمسية بكلمات ترحيبية من رئيس ديوانية الموسيقى بدار الآثار الإسلامية صباح الريس، الذي رحب بالحضور الذي اكتظ به المسرح، معربا عن سعادته بهذا الإقبال الكبير الذي يعتبر تشجيعا كبيرا لفعاليات المركز ودعما ملحوظا للأطفال المبدعين من أبناء الكويت وجميع الجنسيات التي تحتضنها أرض الكويت في محبة وتسامح.
وأضاف الريس: «تحرص دار الآثار الإسلامية على تقديم برامج فنية وثقافية متنوعة عبر مواسمها الثقافية المتتالية، وآخرها الموسم الجاري الـ28، والذي يقدم على مدى الأسبوع فعاليات ثقافية وفنية محلية وعالمية وبمشاركة الفنانين المحترفين والشباب، واليوم الأطفال، وهذا هو دور دار الآثار الإسلامية ورسالتها في دعم الفنون والثقافة بالكويت على كل المستويات».
وقال رئيس فرقة الأحمدي الموسيقي وقائد الأوركسترا ريتشارد بوشمان، لـ«الجريدة»، «كل الشكر لدار الآثار الإسلامية ومركز اليرموك الثقافي لدعمهم المستمر لأنشطة وموسيقى فرقة الأحمدي، والتي تحرص هي الأخرى على تقديم جيل موسيقي جديد موهوب ولديه مساحة كبيرة من الإبداع والحب للموسيقى والفنون، لذلك أنا فخور اليوم بمشاركة 30 طفلا من أبنائي وتلامذتي الذين تعلموا الموسيقى على يدي، واكتشفت فيهم الموهبة والإبداع، وهم اليوم يقدمون معزوفات صعبة من أعمال الموسيقى العالمية والكلاسيكية باحترافية شديدة».
وأفاد عضو ديوانية الموسيقى بدار الآثار الإسلامية أسامة البلهان بأن مركز اليرموك الثقافي يهتم بدعم الموسيقى والفنون منذ مراحل الطفولة، ومن هنا جاءت فكرة تدريب الأطفال المحبين للموسيقى، وتقديم الدعم الكافي لهم، من خلال برنامج تدريبي مكثف واحترافي، حتى يستطيع الأطفال المشاركة في تقديم عروض عالمية في مواجهة الجمهور مع تقديم جيل موسيقي وفني جديد بالكويت.
وأشار إلى أن مجموعة الأحمدي الموسيقية تمتلك أسلوبا فنيا فريدا، يعتبر مزيجا من مجموعة فنون أوروبية وبريطانية، كما أنها تتميز بأسلوبها الموسيقي الريفي، وتحديدا موسيقى الجاز العالمية، إذ قدمت الفرقة العديد من العروض المحلية التي هي محط اهتمام وإعجاب الجمهور، ومن هنا كانت تجربة مشاركة الأطفال في عروض الفرقة مفيدة وممتعة على كل النواحي.
واستمتع الحضور الذي اكتظ به المسرح قبل انطلاق الأمسية بساعة من موعدها، حيث حرص عدد كبير من الجمهور على حضور البروفا النهائية التي قام بها قائد الفرقة وأوركسترا الأطفال ريتشارد بوشمان في السادسة مساء أمس الأول، بينما انطلق الحفل في السابعة، واستمر حتى الثامنة، وانقسم الحفل إلى جزأين، الأول بمشاركة أوركسترا الأطفال الذين أبدعوا في عزف مقطوعات موسيقية للمؤلف الألماني الشهير يوهان كريستيان باخ، على طريقة سوزوكي.
وتستخدم هذه الطريقة لتعليم الأطفال عزف آلات موسيقية معينة في سن مبكرة، وذلك لتعليم العزف على آلة الكمان التشيللو (آلة كمان كبيرة) والناي، والبيانو، وتعتمد على فلسفة تعليمية تعرف بتعليم الموهوبين، وحسب هذه الفلسفة فإن معظم الأطفال ولدوا موهوبين، ولديهم استعداد لعزف الموسيقى، كما هو الحال عندما يولدون ولديهم الاستعداد لتعلم اللغة، حيث يتعلمون الكلام بمحاكاة والديهم والآخرين، وبنفس الطريقة يستمع تلاميذ طريقة سوزوكي إلى الموسيقى المسجلة أثناء تعلمهم العزف على آلاتهم.
ويوجه معلم طريقة سوزوكي التلاميذ منفردين أو في مجموعات، ويؤدي الآباء دورا مهما بحضورهم هذه الدروس مع أطفالهم، أو بالإشراف على ممارسة أدائهم للواجبات بالمنزل، ويعمل الآباء مع المعلم لإيجاد جو يشجع الطفل على الاستمتاع بالموسيقى.
وفي الجزء الثاني من الأمسية قدم ريتشار بوشمان وفرقة الأحمدي الموسيقية، بمشاركة 4 عازفين محترفين، كونشيرتو البيانو موزارت رقم 12، حيث قدموا معا 3 مقاطع من موسيقى الجاز، وفي نهاية الحفل التقط الحضور الصور مع الفرقة الموسيقية وأوركسترا الأطفال بمشاركة أهاليهم الذين حرصوا على حضور الحفل تشجيعا لأبنائهم المشاركين في الأمسية.