السنعوسي: «حكايات نوافذ النور» يعبِّر عن الهوية الكويتية
أحيت الأديبة د. هيفاء السنعوسي أمسية في رابطة الأدباء الكويتيين على مسرح د. سعاد الصباح، بعنوان «عبدالعزيز... الرحلة الأخيرة»، من خلال السفر عبر الزمن بطريقة الحكواتية، وذلك ضمن الاحتفال بكتابها الذي صدر حديثاً بعنوان «حكايات نوافذ النور»، بمشاركة النهام الحملي، وفرقة القرين للعرضة والسامري، بحضور السفير المغربي علي بن عيسى، وجمع من الأدباء والمثقفين.
بدأت الأمسية بصوت النهام، الذي يضاهي التراث الكويتي، ثم بدأت د. هيفاء السنعوسي في سرد حكاية حقيقية حدثت في قديم الكويت تخص جدها عبدالعزيز، الذي فُقد خلال رحلته في البحر. وألقت الحكاية بأسلوب قصصي شيق، مستحضرة الماضي بحكاياته الحقيقية، وبأداء حكواتي يعبِّر عن تواتر الأحداث، وتطورها.
وقالت السنعوسي: «الأمسية تتعلق بإصدار كتابي (حكايات نوافذ النور... شخصيات حقيقية وحكايات خلف الأبواب المغلقة)، وهو يتعلق بماضي وعراقة أهل الكويت قديماً، فالشخصيات التي يتضمنها الكتاب كلها حقيقية، وتعبِّر عن الهوية الكويتية القديمة بكل تفاصيلها، من عادات وتقاليد ولهجة قديمة وأخلاق راقية تحلَّى بها الكويتيون في ذاك الزمن، أي أننا نرجع إلى 50 - 100 سنة من ماضي الكويت، بكل عبقه وجماله».
وأضافت: «إنها احتفالية أردت أن تتضمَّن قصة حقيقية موجودة عن جدي عبدالعزيز محمد العامر السنعوسي، الذي توفي، يرحمه الله، في البحر شاباً في الثلاثين من عُمره. والكتاب يتعلق به، لأنه يحتوي على قصة له، فأردت أن أعرضها بطريقة مسرح الحكواتية، وأصررت أن يشارك في العرض النهام، الذي اعتبرته صوت البحر، بأداء عبدالعزيز الحملي، وفرقة شعبية».
وتابعت السنعوسي: «إنها احتفالية بكتاب، وبالتراث الكويتي، والشخصيات الكويتية القديمة، التي تحفل بكل ألوان القصص التي في أذهاننا، وتتضمَّن القيم والأخلاق العالية. و(الذي ليس له أول ليس له تالي)، فلا تستطيع أن تعيش الحاضر ولا المستقبل، من دون الماضي، الذي يعني العراقة، لذا يجب الاتصال به».
وأردفت: «الكويت قديماً تمثل بطولة، فقد غامر أهلها قديماً من خلال رحلاتهم في البحر، خصوصاً الغاصة، الذين كانوا يغوصون من دون أكسجين، كما كانوا يواجهون أهوال البحر، ورحلات طويلة فيها شوق وحنين ومشقة وغربة وألم ومعاناة، فكم تعرَّض بعضهم للموت والمرض، ومهاجمة أسماك القرش، ما تسبَّب لبعضهم في إعاقة دائمة. هؤلاء أبطال، وسجل حافل بكل البطولات الكويتية، وبهذه الهوية الكويتية العريقة لا يمكن أن ننسى. لقد لاحظت أن هذه الهوية بدأت تتهاوى، لذا فإنني أريد تأصيلها في النفوس واسترجاعها، من خلال هذا العمل بتفاصيله، من خلال العلم الكويتي القديم، كي تكون الهوية الكويتية القديمة حاضرة».
وقالت السنعوسي في تقديمها لكتابها: «لقد اجتهدت في إخراج هذا الكتاب، الذي يتضمَّن توثيقاً مهماً وكنزاً معلوماتياً فيه حكايات وأحداث ومواقف تهم الأسر المذكورة في الكتاب بصفة خاصة، وتهم الناس عامة، ممن يعشقون الحكايات الحقيقية، للمتعة والعظة والعِبرة وأخذ الدروس، وممن يعشقون الماضي الأصيل».
وتابعت: «كانت الرحلة شاقة جداً في مسارات التوثيق والجمع والإعداد لهذا الكتاب، فهو ليس مجموعة قصصية استقيها من خيالي، وتديرها ملفات الإبداع لدي، وإنما هو حقائق تستوجب استحضار الذاكرة وروايات الشخصيات التي ماتت، إنها حقائق لا يمكن تزييفها وتحريفها».
وأضافت: «ارتحلت مع أمي الحبيبة، يرحمها الله، إلى زمن لم أعشه، ودخلت مع حكاياتها الجميلة إلى عوالم جميلة، وتجولت في بيوت قديمة لم أزرها، وقد اختفت تلك البيوت، بيوت حي قبلة (جبلة)، حيث منزل والدها الملا علي بن حِمْد بن درع، وهو الملا علي بن حِمْد مؤسس مسجد علي بن حِمْد في جبلة، وهو من أسرة الدرع، وأخوه عبدالمحسن مؤسس أول مكتبة تجارية بالكويت، ولا أنسى حكايات عمتي مريم أحمد العميم، أخت أبي الحبيب من أمه، يرحمهم الله جميعاً، حيث كنت أستمتع جداً بحكاياتها».