العظم الموجود آخر العمود الفقري، يطلق عليه الكويتيون «العصعص» أو الذنب، وأحياناً يطلقون عليه «العزيزو» الذي يستخدمه السحرة في إثارة الفتنة بين الناس عندما يخلطونه ويدهنونه ببعض المواد كالبهارات، ويلفونه ببعض الكتابات والرموز والطلاسم السحرية، ثم يلقونه في أحد البيوت أو بين مجموعة من الأصدقاء لإحداث الفتنة والشقاق بينهم، معتقدين أن مثل هذه الأمور هي التي تحقق رغباتهم الشريرة، ولهذا عندما يرى الكويتيون أن عداوة قد استفحلت بين اثنين دون معرفة الأسباب وأصل المشكلة يقال «گاطين بينهم عزيزو»، وهذا ما يحصل في كثير من الدول العربية التي تتنازع شعوبها على أمور مبهمة دون معرفة الأسباب.
في بداية ثمانينيات القرن الماضي زار الكويت الداعية الأميركي القس جسي جاكسون، وألقى محاضرة في جمعية الخريجين الكويتية، حيث سألته عن صحة ما كان يتداول من أحاديث حول احتمالات غزو إسرائيلي لقطاع غزة في تلك الفترة، فرد بقوله إن الإدارات الأميركية المتعاقبة تعودت على طرح مواضيع بصيغة خبر أو مقترح بغية التعرف على رد فعل المعنيين بالأمر، فإن تقبله الناس بصدر رحب أكدت الإدارة الأميركية صحة الخبر أو مصداقية المقترح، وإن لفظه الناس ادعى ناشروه أنه مجرد إشاعة لا صحة لها في الواقع، ومن يتابع الأفلام السينمائية التي تنتجها هوليوود، وخصوصاً الأفلام الحربية والسياسية والمغامرات أو الأكشن فإنه سيعرف كيف تفكر الإدارات الأميركية وكيف تخطط لمستقبلها الداخلي أو الخارجي.
فقد شاهدنا أفلاماً كثيرة من هذا النوع، وكثيراً ما قيل عنها إنها من نسج الخيال، ثم فجأة ودون مقدمات نرى ونسمع تفاصيل أحداث هذه الأفلام الخيالية تقع بيننا على أرض الواقع، وفيلم أفضل دفاع (Best Defense) الذي أنتج في عام 1982، أي قبل الغزو العراقي لبلادنا بتسع سنوات خير دليل، والفيلم من بطولة النجم الأميركي الكوميدي إدي ميرفي الذي ظهر في الفيلم وهو يقود دبابة أثناء عرض عسكري في الكويت لأسلحة أميركية بدت وكأنها صفقة فاسدة، إذ لا يستطيع أن يتحكم بالدبابة التي تنحرف نحو المنصة الرئيسة للعرض العسكري، في الوقت الذي تظهر فيه طائرات عسكرية تقصف المكان وكأنه غزو عسكري عراقي، ليردد إدي ميرفي جملة «أنا أحب صدام حسين... أنا أحب صدام حسين» من شدة الخوف الذي انتابه في تلك اللحظة.
وهناك فيلم (OUTBREAK) أو التفشي، الذي أنتج في عام 1995، من بطولة النجم الأميركي داستن هوفمان، وهو فيلم يحكي عن ظاهرة تفشي فيروس إيبولا القاتل المتسبب بما أطلق عليه علمياً (الحمى النزفية)، ويصور الفيلم انتشار هذا المرض على ضفاف نهر إيبولا في الكونغو، وكيف تنتقل العدوى إلى الإنسان، ولا نريد أن نملأ عقل القارئ بالمزيد من قائمة الأفلام المرعبة التي تتنبأ بمستقبل العالم وما ينتظر الإنسان من مصائب، قد يفسرها البعض أنها مجرد من وحي خيال المنجمين، في حين الحقيقة تؤكد أنها من صنع المتحكمين بمصير هذا العالم، فهناك قائمة طويلة من الأفلام التي يدعي منتجوها أنها من وحي الخيال العلمي أو العسكري أو السياسي، في حين هي في واقع الأمر انعكاس لتعاون سياسي– فني بين المتحكمين بالسياسة الأميركية من جهة والقائمين على صناعة الأفلام العالمية في مدينة لوس أنجلس أو هوليوود تحديداً.
وللحديث بقية إن شاء الله.