«استشهد أبوك استشهد»، بكل بسالة تقولها طبيبة فلسطينية لابنتها وهي فرحة بهذا النبأ الذي تلقته بينما كانت تضمد جراح المصابين الذين أصيبوا بشظايا القصف الصهيوني البشع على غزة، أمام مرأى ومسمع العالم الذي وقف زعماؤه متفرجين بل كان بعضهم أشد تعاطفاً مع الصهاينة الذين يمارسون أفظع الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني الذي سُلب وطنه سنين طوالاً، بدعم من يناصرون الصهاينة، وينكسون الرؤوس لهم خنوعاً وجبناً وضعفاً من الآلة اليهودية التي انكشفت حقيقتها في «طوفان الأقصى» الذي بين حقيقة الصهاينة ورعبهم أمام الشعب الفلسطيني الذي ظل يحارب وحيداَ كعادته، بينما آلة البطش الصهيونية لم ترحم حتى سيارات الإسعاف ونفذت أبشع الجرائم بحق الأطفال دون أن يرف لها جفن لأنها تمتلك النفوذ والإمدادات من دول الطغيان.
لكن ما حدث في غزة وحقها في الرد على الاعتداءات الصهيونية المتكررة والجرائم الوحشية ما هو إلا مبعث للشعور بالفخر والاعتزاز، رغم وجود من يشجب ويرفض ذلك ويتعاطف مع الصهاينة.
إن الشعب الفلسطيني الذي يعاني الاضطهاد والقتل والتنكيل وغيرها من الأساليب الصهيونية القذرة وقف ببسالة أمام الآليات الصهيونية، وثار في «طوفان الأقصى» ليكشف حقيقة الصهيوني الذي لاذ بالفرار واختبأ في الحاويات، والذي عندما تنكشف حقيقة قدراته أمام بسالة المقاومة الفلسطينية يعمل جاهداً لحشد المؤيدين له من الدول التي تتخذ الإنسانية شعاراً مزيفاً، فمواقفها ظالمة بحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وتحرير أراضيه من استمرار هذا الاحتلال الذي عاث في الأرض فساداً.
قلوبنا مع الشعب الفلسطيني الحر والباسل الذي يحتاج دعم الشعوب الحرة في ظل وصمة العار التي تقلدها المتعاطفون مع الصهاينة، وحان الوقت لاجتثاث العدو الصهيوني من أرض القدس ورميه في مزبلة التاريخ، فما شهدناه من هروب الصهاينة أمام صمود الشعب الفلسطيني أمام قصف المحتل يؤكد هشاشة هذا العدو المستبد.
والآمال معلقة اليوم على الشعوب الحرة في التحرك لنصرة الشعب الفلسطيني ودعمه بمختلف الوسائل حتى لا يبقى وحيداً، أمام التمدد الصهيوني المستمر واعتداءاته المتكررة وهمجيته المعتادة وانتهاكاته ووحشيته في قتل الأبرياء.
إن «طوفان الأقصى» وانتفاضة الشعب الفلسطيني حرر العديد من قيودهم ليقفوا في وجه الوهم الصهيوني وقدراته الخادعة التي لجأت إلى الحاويات لتفادي انتفاضة أبناء القدس الأوفياء، فمهما عملت
الآلة الصهيونية ومن يدعمها ستتعطل أمام بسالة الشعب الفلسطيني لأن صاحب الأرض الحقيقي لا يهاب الموت.
آخر السطر:
لا عزاء لبعض أبناء الأمة... وشكراً يا كويت الأمة.