اجتمع علماء من أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا متخصصون في نشر الفيروسات والأورام الخبيثة والأمراض المعدية، للقيام بدراسة جسم إنسان خال من الأمراض، وبعيد كل البعد عن الأعراض المؤدية إلى السقم، فكان يعيش حياة طبيعية دون الحاجة لزيارة علماء الفيروسات الذين اعتمدوا عليه في دخلهم وإيراداتهم، فأثار انقطاعه عنهم مخاوف توقف إمداداته إليهم، فقرروا أن يطوروا فيروساً قاتلاً لحقنه في جسده السليم ليشلّوا أعضاءه حتى لا يقوى على القيام والحركة إلا بإذنهم وإرادتهم، وألا يشفى من دائهم إلا بدوائهم الذي لا يستطيع الاستغناء عنه في السراء والضراء، حتى تحول فيروس الصهيونية بعد أكثر من قرن (منذ عام 1917) إلى غدة سرطانية يصعب تحملها، ويستحيل استئصالها حتى شلّت الجهاز المناعي داخل الجسم، واشتكى كل أعضائه من التنمل والتصدع والتشتت والتخاذل، فبات الشفاء بعيد المنال إلا بالتطبيع السرطاني المتصل بالعلاج الخارجي (علماء الفيروسات)!!
وبين وخزة وغزة، وجهاد واجتهاد، وهمة وسداد، انتفضت أعضاء الجسم لبرهة، ليستشهد منهم ثلّة بعد ثلّة، ليثيروا رعب علماء الدول المرتزقة من أصحاب الفيروسيات المستعمرة، المستنزفة للموارد والمستحكمة بقرارات المصائر، فتمرد أعضاء الجسم في حين انصاعوا هم لإملاءات الفيروس الصهيوني المسرطن، وائتمروا بأوامره، وانقادوا لإرادته التي لا تقهر عقوداً طويلة، وخاضوا معه حروباً دامية لا تتخطى معظمها أياماً ثمانية!! تطايرت فيها الرؤوس، وتبعثرت بسببها الأموال، وتضررت منها بلدان الأعضاء.
حتى قصفتهم فجأةً أمواج فيروس مضاد يقضي على السرطان الصهيوني، يحمل اسم «الطوفان» أصابهم بالدهشة، وتخطت تداعياته القبة الأمنية الهشة، وقصمت ظهورهم القشة، فشُحنت الهمم وأشعلت القمم وأبرئت الذمم أمام هيئة الأمم، فهل سيستأصل «الطوفان» بأمواجه الغدة السرطانية الجاثمة على جسم الأمة، ويكشف عنها غشاوة الغمة، ويعلو بها إلى القمة؟