نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن خمسة مسؤولين مطلعين على التقارير السرية، أن الولايات المتحدة شاركت معلومات سرية في اجتماعات مغلقة مع المشرعين الأميركيين، تضمنت معلومات استخباراتية تشير إلى أن بعض القادة الإيرانيين فوجئوا عندما وقع هجوم «حماس» غير المسبوق على جنوب إسرائيل يوم السبت الماضي.
وأفادت الصحيفة بأن المسؤولين لم يكشفوا تفاصيل عن نوع المعلومات الاستخبارية أو يحددوا القادة الذين فوجئوا بالهجوم، مضيفة أن تقييماً أولياً غير سرّي أجرته وكالات المخابرات الأميركية أشار إلى أنه من المحتمل أن طهران كانت تعلم بأن «حماس» كانت تخطط لعمليات ضد إسرائيل، لكنها لم تعرف التوقيت الدقيق أو نطاق الهجوم المفاجئ.
يمثل هذا الحكم الصادر عن مجتمع الاستخبارات الأميركي جهداً أولياً لتحديد الدور الذي ربما لعبته إيران في الهجوم الذي أرسل موجات من الصدمة عبر المنطقة.
ويشير التقييم أيضاً إلى أن وكالات الاستخبارات الأميركية لم تتوصل إلى نتيجة نهائية وستبحث في الأسابيع المقبلة ما إذا كان البعض في النظام الإٍيراني على علم بما تم التخطيط له أو ساعد في توجيه الهجمات.
وقال مسؤول أميركي شارك في التقييم: «لم نر حالياً أي شيء يشير إلى أن إيران دعمت الهجوم أو كانت وراءه» مضيفاً: «لكن تجربتنا تخبرنا بأنه من السابق لأوانه التوصل إلى أي نتيجة نهائية بشأن هذه القضية».
وكانت «وول ستريت جورنال» ذكرت قبل أيام أن مسؤولي الأمن الإيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجوم وأعطوا الضوء الأخضر له في اجتماع عقد في 2 أكتوبر، وفقاً لأعضاء كبار في حماس وحزب الله، وهي جماعة مسلحة أخرى مدعومة من إيران. وهذا التقييم الاستخباراتي غير السري لا يتناول اجتماع أكتوبر.
دور إيران في هجوم «حماس»، مهم لأن إسرائيل هددت بالانتقام من طهران إذا تبين تورطها المباشر، ولأن مثل هذا التورط من شأنه أن يضغط على الرئيس بايدن للتحرك واتخاذ موقف أكثر صرامة ضد إيران.
وقال مسؤولون أميركيون، إن طهران لم تتواصل مع واشنطن من خلال أطراف ثالثة أو قنوات دبلوماسية لتقول إنها لم تلعب أي دور في هجوم يوم السبت.
من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة بوليتيكو الأميركية، أن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» تشعر بالقلق إزاء احتمال وقوع هجمات جديدة على القوات الأميركية المتمركزة في الشرق الأوسط من إيران والقوات التابعة لها مع تصاعد الصراع بين إسرائيل ومسلحي «حماس» في منطقة مضطربة بالفعل، وفقاً لمسؤولي وزارة الدفاع.
ويشعر مسؤولو وزارة الدفاع بالقلق على وجه التحديد من أن الجماعات الوكيلة لإيران في العراق وسورية، أو القوات الإيرانية في الخليج، يمكن أن تستغل عدم الاستقرار في المنطقة لمهاجمة القوات الأميركية أو القوات الشريكة العاملة في هذين البلدين، كما فعلت في الماضي.
وقال أحد المسؤولين في البنتاغون، الذي طلب، مثل الآخرين الذين تمت مقابلتهم في هذه القصة، عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسائل العمليات الحساسة: «هذا يمثل فرصة».
وقال الرائد جيفري كارمايكل، المتحدث باسم العملية العسكرية الأميركية لمواجهة داعش في سورية والعراق، إن القوات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط «على دراية بالجهات الفاعلة الخبيثة التي قد تسعى للاستفادة من الصراعات وعدم الاستقرار في المنطقة».
وقال كارمايكل: «لن نسمح للجهات الفاعلة الشائنة بجرنا إلى ارتباطات تنتقص من مهمتنا» ولم يذكر إيران بالاسم، لكنه قال: «لا تخطئوا، نحن نحتفظ بحقنا الأصيل في الدفاع عن النفس عندما نواجه تهديدات تضع قواتنا في طريق الأذى».
احتمال التصعيد مرتفع بشكل خاص حيث تدرس إسرائيل شن غزو بري لغزة إضافة إلى غارات جوية على القطاع الفلسطيني، وبينما قال البيت الأبيض، إنه لا ينوي نشر قوات أميركية على الأرض، أدانت إدارة بايدن بشدة الهجمات، وقالت إنها سترسل مساعدات إضافية إلى إسرائيل.
ورفض مسؤولو البنتاغون تحديد ما إذا كان قد تم اتخاذ أي إجراءات إضافية لحماية القوات الأميركية في العراق وسورية، مستشهدين بأمن العمليات.
مع ذلك، أمر وزير الدفاع لويد أوستن بنشر مجموعة حاملة طائرات في شرق البحر الأبيض المتوسط وطائرات مقاتلة إضافية في الشرق الأوسط، رداً على الهجوم على إسرائيل، ويفكر في إرسال حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة، ويمكن استخدام هذه القوات للرد على أي هجمات إيرانية أو بالوكالة على القوات الأميركية.
والأسبوع الماضي، أسقطت طائرة مقاتلة أميركية من طراز F-16 طائرة تركية بدون طيار بعد أن وصلت إلى مسافة نصف كيلومتر من المواقع الأميركية في شمال شرق سورية، في إطار حملة جوية تشنها تركيا ضد الأكراد رداً على هجوم شنه حزب العمال الكردستاني في أنقرة.
وقال مسؤول دفاعي أميركي، إنه لم يتم اتخاذ قرارات بعد بإضافة أو سحب القوات الأميركية من سورية، لكن إسقاط الطائرة بدون طيار من المرجح أن يثير هذا النوع من المناقشات.
وفيما لفتت وكالة «بلومبرغ» إلى أن إدارة بايدن تبحث إمكانية إعادة تجميد الأرصدة الإيرانية الموجودة في قطر، والتي أفرج عنها بموجب صفقة تبادل سجناء بين واشنطن وطهران الشهر الماضي، قالت البعثة الدائمة لجمهورية إيران الإسلامية لدى الأمم المتحدة لـ «واشنطن بوست» أن «أعضاء مجلس الشيوخ المعنيين والحكومة الأميركية يدركون تماماً أنهم لا يستطيعون التراجع عن اتفاق التبادل، وهذه الأموال مملوكة بحق للشعب الإيراني، وهي مخصصة لحكومة جمهورية إيران الإسلامية لتسهيل الحصول على جميع المتطلبات الأساسية وغير الخاضعة للعقوبات للإيرانيين».