استمر التوتر على حاله عند الحدود اللبنانية- الإسرائيلية اليوم، مع تصاعد المخاطر، وسط مؤشرات على اقتراب موعد الهجوم الإسرائيلي البري المحتمل على قطاع غزة، والذي كانت معلومات أشارت إلى أنه سيكون سببا في دخول «حزب الله» الحرب، وبعد تلميحات سياسية من قبل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بأن طهران وحلفاءها عازمون على توسيع المواجهة مع إسرائيل في حال لم يتم وقف الهجوم الإسرائيلي على غزة.
واستهدف قصف شنّه «حزب الله» اللبناني اليوم 5 مواقع إسرائيلية عسكرية في خراج بلدة كفرشوبا، ومزارع شبعا جنوب شرق لبنان. وردت المدفعية الإسرائيلية بقصف مناطق مفتوحة في محيط كفرشوبا ومزرعة بسطرة. وكان الجيش الإسرائيلي قال في وقت مبكر اليوم ، إنه قصف هدفا تابعا للحزب في جنوب لبنان رداً على «اختراق أجسام جوية مجهولة إسرائيل» وإطلاق النار على طائرة مسيّرة إسرائيلية.
وكانت القوات الإسرائيلية أطلقت بعد منتصف ليل الجمعة ـ السبت القنابل المضيئة فوق المناطق الحدودية، وسط تحليق للطائرات المروحية والاستطلاعية على طول الخط الحدودي، كما استهدفت بعدد من القذائف الحارقة الأحراج المحيطة بقرى القطاع الغربي، خصوصا في بلدة علما الشعب.
ووسط حالة من الحزن والغضب شيع أهالي وأصدقاء الصحافي اللبناني عصام عبدالله جثمانه اليوم. وقُتل عبدالله وأصيب 6 صحافيين آخرين في علما الشعب جنوب لبنان، عندما أصابتهم صواريخ أطلقت من اتجاه إسرائيل، وفقاً لمصور من «رويترز» كان في مكان الحادث.
وقدمت بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي عن «قتل إسرائيل المتعمد» لعبدالله، وهو مصور صحافي مع «رويترز».
وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أن قذيفة صاروخية إسرائيلية قتلت عبدالله وأصابت صحافيين آخرين بجروح بينهم مصوران لوكالة فرانس برس، وصحافيون عاملون مع قناة الجزيرة في بلدة علما الشعب.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه على علم بالحادث، مضيفا أن التحقيق جار في الواقعة التي وصفها بأنها «مأساوية».
وأشارت قوات اليونيفيل الأممية العاملة في المنطقة إلى ضربة إسرائيلية لموقع قرب علما الشعب، لكن لا يمكنها حاليًا تأكيد اذا كانت الضربة قد أصابت الصحافيين.
وامتنعت «رويترز» في بيان النعي عن ذكر الجهة التي قتلت عبدالله. ومنذ هجوم 7 الجاري الذي شنته «حماس» على مناطق إسرائيلية في غلاف غزة، نزح عشرات الآلاف من اللبنانيين سكان القرى الحدودية المحاذية للخط الأزرق إلى مناطق أكثر أمناً جنوب لبنان، أو إلى العاصمة بيروت.