قصيدة: سيد دانه *

هو هاشمٌ عرف الجدودُ زمانَهْ

في الغوصِ حيثُ أتى بأكبرِ دانهْ

ظلتْ مُخبّأةً ببطنِ محارةٍ

وسطَ الخليجِ، فما ترى قيعانَهْ

حتى أتى ذاك الفتى فاصطادها

أكرمْ به من رازقٍ سبحانهْ

فتُلُقِّبَ الغواصُ (سيدَ دانةٍ)

واحتلَّ في التاريخِ خيرَ مكانهْ

تاريخُ غوصِ الأقدمينَ ببحرِنا

الخالدينَ، وقد أضاءَ أوانَهْ

بكويتِنا في أمسِنا بحَّارةٌ

جلبوا لنا من بحرنا مُرجانَهْ

ذا هاشمٌ، مَنْ كان ملءَ شبابِهِ

فأعالَ بيتًا واحتوى سُكَّانَهْ

قد صار في ضنَكٍ وضيقِ معيشةٍ

من بعد عيشَةِ مُترَفٍ ريَّانَهْ

من بعد موتِ كبيرِ أُسرتِهِ الذي

هو والدٌ أعطى له تحنانَهْ

فاختار أن يسعى ليجلبَ رزقَهُ

من جوفِ بحرٍ يرتجي أعنانَهْ

واللؤلؤُ المكنونُ في أصدافهِ

إذ كان يعرفُ حينذاك مكانَهْ

باعَ الجُمانَةَ للهلالِ وقدرُها

خمسون ألفًا ساعدتْ ميزانَهْ

من بعدُ سافرَ كاتبًا لحكومةِ الـ

ـعبد العزيزِ ملازمًا ديوانَهْ

فهو المُهذَّبُ وابنُ جارٍ سابقًا

وهو المثقَّفُ، علمهُ قد زانَهْ

لبثَ (الرفاعي) عاملًا بوظيفةٍ

من بعدُ فرَّغَ للكتابةِ شانَهْ

فهو المؤلفُ وهو كاتبُ عصرهِ

أمضى برفقةِ ريشةٍ أزمانَهْ

عشِقَ الصحافةَ باحثًا متبحِّرًا

متفوِّقًا مُتجاوزًا أقرانَهْ

كم كان نجمًا لامعًا متألقًا

وهب النجابةَ والحِجى أوطانَهْ

صلى الإلهُ على النبيِّ المصطفى

أدَّى رسالةَ ربهِ بأمانَهْ

والآلِ والصحبِ الكرامِ ومَن أتى

من بعده مُتتبِّعًا إحسانهْ

* شعر: ندى السيد يوسف الرفاعي