استشاطت إيران غضباً من لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عددا من شخصيات المعارضة الإيرانية في الخارج، ووصفه لتظاهرات «الحراك الشعبي» المتواصل منذ منتصف سبتمبر الماضي، بأنه «ثورة»، فيما اعتبرت أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المستشار الألماني أولاف شولتس وتساءل فيها عن «نوع النظام الذي يطلق النار على مواطنيه؟»، تدخلاً استفزازياً وغير دبلوماسي، وذلك عشية استحقاقات أممية تتنظرها في مجلس حقوق الإنسان الذي سيناقش ملفها للمرة الأولى وفي اجتماع حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس، تعليقا على خطوة ماكرون: «من المثير للاستغراب أن يقوم رئيس جمهورية بلد يتشدق بالحرية، بخفض مستواه إلى درجة أن يلتقي شخصيات منبوذة جعلت نفسها ألعوبة بيد الآخرين، وسعت خلال الشهور الأخيرة إلى نشر الكراهیة والتحريض على أعمال العنف وممارسة الأعمال الإرهابیة داخل إیران وضد الدبلوماسيين والمقار الدبلوماسية الإيرانية في الخارج».
ووصف کنعاني تصريحات ماكرون بشأن «دعم الثورة في إيران» بأنها «مدعاة للأسف والعار»، معرباً عن احتجاجه الشديد.
ورأى أن لقاء ماكرون بالشخصيات المعادية لإيران يعتبر «انتهاكا لمسؤوليات باريس الدولية في مكافحة الإرهاب وأعمال العنف، وترويجا للظواهر المشؤومة».
وأکد أن الأعمال المعادية «ستطبع دون شك في ذاكرة الشعب الإيراني العظيم الذي هو على معرفة جيدة بالنهج الانتقائي والمناوئ لحقوق الإنسان الذي يتبعه بعض القادة الأوروبيين».
وقال كنعاني، رداً على الموقف الأخير للمستشار الألماني: «لسوء الحظ، نسي بعض المدافعين عن حقوق الإنسان سجلهم المظلم ضد الشعب الإيراني خلال الدعم الأعمى واللا إنساني لنظام الدكتاتور العراقي الراحل صدام حسين، إلى جانب العقوبات القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة، وكذلك الصمت ضد الأعمال الإرهابية لتنظيم داعش، وآخرها الهجوم الإرهابي على مرقد شاهجراغ»، مؤكداً أنه يجري «استخدام حقوق الإنسان كأداة للألاعيب السياسية».
واتهم كنعاني برلين بـ «توفير المأوى للجماعات الإرهابية والانفصالية الإيرانية والاعتماد على النهج الانتقائي والمزدوج» مع جرائم إسرائيل.
وحذّر المتحدث من أن تدمير العلاقات التاريخية بين طهران وبرلين «له عواقب بعيدة المدى»، داعياً سلطات ألمانيا إلى إعادة العقلانية لأجواء العلاقات ومنع المزيد من تدهورها.
طريق خطأ
في المقابل، جددت باريس انتقادها لطهران أمس، وقالت «الخارجية» الفرنسية، إن اعتقال المزيد من مواطنينا في إيران «عمل استفزازي»، معتبرة أن طهران اختارت الطريق الخطأ وستحاسب على أفعالها.
وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، قد قالت، أمس الأول، إن مواطنَين فرنسيَين آخرين اعتُقلا في إيران، ليصبح مجموع عدد المعتقلين الفرنسيين في سجون إيران 7.
وأضافت: «من المهم أكثر من أي وقت مضى تذكير إيران بالتزاماتها الدولية. إذا كان هدفها هو الابتزاز، فلن تنجح في ذلك. إنها طريقة خاطئة للتعامل معنا».
ويأتي تصاعد حدة التوتر بين طهران والمسؤولين الألماني والفرنسي بعد يومين فقط من تصريحات لدبلوماسيين أوروبيين، قالوا فيها إن دول الاتحاد الأوروبي تؤيد فرض عقوبات جديدة على إيران، على خلفية تعاطي السلطات الإيرانية مع الاحتجاجات الشعبية التي تفجّرت في البلاد بعد وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها من شرطة الآداب، بسبب مخالفتها قواعد الحجاب الإلزامي.
تعاون روسي
وفي وقت تواصل العلاقات الإيرانية - الغربية التدهور بشدة، على خلفية الجمود بمفاوضات طهران النووية والانتقادات بشأن ملف حقوق الإنسان، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفياً بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، حثّه خلاله على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري. ولفت الرئيس الروسي إلى أن الموقع الجغرافي الخاص لإيران يمثّل فرصة لتطوير ممر «شمال - جنوب» الذي سيصبح مؤثراً في تقليل وقت وتكاليف نقل البضائع على مستوى العالم.
وأشار بوتين إلى زيارة وفد أعمال روسي مؤلف من 100 عضو إلى طهران، أخيراً، كثالث أكبر وفد اقتصادي روسي يزور الجمهورية الإسلامية، معتبراً أن إيران وروسيا لديهما الكثير من الطاقات والمجالات لتوسيع التعاون مع بعضهما البعض.
من جهته، رحّب رئيسي خلال الاتصال بتوسيع روابط البنية التحتية، بما في ذلك تعزيز وتطوير خطوط النقل في منطقة أوراسيا، ما من شأنه أن يؤدي إلى ازدهار العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي بين البلدين الخاضعين لعقوبات غربية مكثفة.
احتجاجات ودعم
في غضون ذلك، دعت مجموعة «شباب أحياء طهران» في بيان، للخروج في مظاهرت غدا، لـ «تحويل الشوارع إلى جحيم للمغتصبين»، فيما تجمّع إيرانيون في برلين عند بوابة براندنبورغ للاحتجاج على مقتل مواطنين في بلوشستان. وفيما يتواصل اعتصام أعضاء الجماعة النسوية احتجاجا على قمع انتفاضة الشعب الإيراني أمام مكتب حزب الخضر الألماني، تعرّض اثنان من المعتصمين لهجوم، ليل السبت ـ الأحد. في السياق، نظّم ناشطون وإيرانيون مقيمون في لندن تجمعاً احتجاجياً أمام سفارة إيران، وساروا في تظاهرة نحو البرلمان البريطاني للمطالبة بالضغط على النظام الإيراني.
إلى ذلك، أفادت تقارير إيرانية، أمس، باندلاع حريق في مصنع لزيوت المحركات في مدينة مباركة الصناعية في أصفهان بوسط البلاد، مما أثار مخاوف من احتمال امتداد الحريق للمنطقة الصناعية. وصرح مسؤول إدارة الأزمات في إصفهان بأن الحريق الغامض لم يؤد إلى سقوط قتلى، مضيفا أن 20 فرقة إنقاذ وإطفاء أُرسلت لمنع امتداده إلى مصنع وخزانات مليئة بالكيماويات. وجاء الحريق الغامض الذي تسبب في إصابة نحو 15، في وقت تجدد الحديث عن «حرب الظل»، بين إسرائيل وإيران، بعد قصف الأولى قافلة شاحنات إيرانية عقب عبورها حدود العراق ودخولها الأراضي السورية، تمهيداً لنقل حمولتها إلى «حزب الله» في لبنان الأسبوع الماضي.
وفي شأن ذي صلة، أكد مصدر مسؤول في محافظة ديالى العراقية، أمس، قيام الجانب الإيراني بإكمال أولى خطوات تدشين منفذ حدودي مع العراق شرق ديالى، وهو منفذ ثالث للمحافظة مع الجانب الإيراني بعد منفذَي المنذرية ومندلي، رغم رفض حكومة بغداد تدشين المنفذ والبدء بإجراءاته حتى الآن.
بوتين يطالب رئيسي بتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي وممر «شمال - جنوب»
وقال المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس، تعليقا على خطوة ماكرون: «من المثير للاستغراب أن يقوم رئيس جمهورية بلد يتشدق بالحرية، بخفض مستواه إلى درجة أن يلتقي شخصيات منبوذة جعلت نفسها ألعوبة بيد الآخرين، وسعت خلال الشهور الأخيرة إلى نشر الكراهیة والتحريض على أعمال العنف وممارسة الأعمال الإرهابیة داخل إیران وضد الدبلوماسيين والمقار الدبلوماسية الإيرانية في الخارج».
ووصف کنعاني تصريحات ماكرون بشأن «دعم الثورة في إيران» بأنها «مدعاة للأسف والعار»، معرباً عن احتجاجه الشديد.
ورأى أن لقاء ماكرون بالشخصيات المعادية لإيران يعتبر «انتهاكا لمسؤوليات باريس الدولية في مكافحة الإرهاب وأعمال العنف، وترويجا للظواهر المشؤومة».
وأکد أن الأعمال المعادية «ستطبع دون شك في ذاكرة الشعب الإيراني العظيم الذي هو على معرفة جيدة بالنهج الانتقائي والمناوئ لحقوق الإنسان الذي يتبعه بعض القادة الأوروبيين».
وقال كنعاني، رداً على الموقف الأخير للمستشار الألماني: «لسوء الحظ، نسي بعض المدافعين عن حقوق الإنسان سجلهم المظلم ضد الشعب الإيراني خلال الدعم الأعمى واللا إنساني لنظام الدكتاتور العراقي الراحل صدام حسين، إلى جانب العقوبات القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة، وكذلك الصمت ضد الأعمال الإرهابية لتنظيم داعش، وآخرها الهجوم الإرهابي على مرقد شاهجراغ»، مؤكداً أنه يجري «استخدام حقوق الإنسان كأداة للألاعيب السياسية».
واتهم كنعاني برلين بـ «توفير المأوى للجماعات الإرهابية والانفصالية الإيرانية والاعتماد على النهج الانتقائي والمزدوج» مع جرائم إسرائيل.
وحذّر المتحدث من أن تدمير العلاقات التاريخية بين طهران وبرلين «له عواقب بعيدة المدى»، داعياً سلطات ألمانيا إلى إعادة العقلانية لأجواء العلاقات ومنع المزيد من تدهورها.
طريق خطأ
في المقابل، جددت باريس انتقادها لطهران أمس، وقالت «الخارجية» الفرنسية، إن اعتقال المزيد من مواطنينا في إيران «عمل استفزازي»، معتبرة أن طهران اختارت الطريق الخطأ وستحاسب على أفعالها.
وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، قد قالت، أمس الأول، إن مواطنَين فرنسيَين آخرين اعتُقلا في إيران، ليصبح مجموع عدد المعتقلين الفرنسيين في سجون إيران 7.
وأضافت: «من المهم أكثر من أي وقت مضى تذكير إيران بالتزاماتها الدولية. إذا كان هدفها هو الابتزاز، فلن تنجح في ذلك. إنها طريقة خاطئة للتعامل معنا».
ويأتي تصاعد حدة التوتر بين طهران والمسؤولين الألماني والفرنسي بعد يومين فقط من تصريحات لدبلوماسيين أوروبيين، قالوا فيها إن دول الاتحاد الأوروبي تؤيد فرض عقوبات جديدة على إيران، على خلفية تعاطي السلطات الإيرانية مع الاحتجاجات الشعبية التي تفجّرت في البلاد بعد وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها من شرطة الآداب، بسبب مخالفتها قواعد الحجاب الإلزامي.
تعاون روسي
وفي وقت تواصل العلاقات الإيرانية - الغربية التدهور بشدة، على خلفية الجمود بمفاوضات طهران النووية والانتقادات بشأن ملف حقوق الإنسان، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفياً بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، حثّه خلاله على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري. ولفت الرئيس الروسي إلى أن الموقع الجغرافي الخاص لإيران يمثّل فرصة لتطوير ممر «شمال - جنوب» الذي سيصبح مؤثراً في تقليل وقت وتكاليف نقل البضائع على مستوى العالم.
وأشار بوتين إلى زيارة وفد أعمال روسي مؤلف من 100 عضو إلى طهران، أخيراً، كثالث أكبر وفد اقتصادي روسي يزور الجمهورية الإسلامية، معتبراً أن إيران وروسيا لديهما الكثير من الطاقات والمجالات لتوسيع التعاون مع بعضهما البعض.
من جهته، رحّب رئيسي خلال الاتصال بتوسيع روابط البنية التحتية، بما في ذلك تعزيز وتطوير خطوط النقل في منطقة أوراسيا، ما من شأنه أن يؤدي إلى ازدهار العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي بين البلدين الخاضعين لعقوبات غربية مكثفة.
احتجاجات ودعم
في غضون ذلك، دعت مجموعة «شباب أحياء طهران» في بيان، للخروج في مظاهرت غدا، لـ «تحويل الشوارع إلى جحيم للمغتصبين»، فيما تجمّع إيرانيون في برلين عند بوابة براندنبورغ للاحتجاج على مقتل مواطنين في بلوشستان. وفيما يتواصل اعتصام أعضاء الجماعة النسوية احتجاجا على قمع انتفاضة الشعب الإيراني أمام مكتب حزب الخضر الألماني، تعرّض اثنان من المعتصمين لهجوم، ليل السبت ـ الأحد. في السياق، نظّم ناشطون وإيرانيون مقيمون في لندن تجمعاً احتجاجياً أمام سفارة إيران، وساروا في تظاهرة نحو البرلمان البريطاني للمطالبة بالضغط على النظام الإيراني.
إلى ذلك، أفادت تقارير إيرانية، أمس، باندلاع حريق في مصنع لزيوت المحركات في مدينة مباركة الصناعية في أصفهان بوسط البلاد، مما أثار مخاوف من احتمال امتداد الحريق للمنطقة الصناعية. وصرح مسؤول إدارة الأزمات في إصفهان بأن الحريق الغامض لم يؤد إلى سقوط قتلى، مضيفا أن 20 فرقة إنقاذ وإطفاء أُرسلت لمنع امتداده إلى مصنع وخزانات مليئة بالكيماويات. وجاء الحريق الغامض الذي تسبب في إصابة نحو 15، في وقت تجدد الحديث عن «حرب الظل»، بين إسرائيل وإيران، بعد قصف الأولى قافلة شاحنات إيرانية عقب عبورها حدود العراق ودخولها الأراضي السورية، تمهيداً لنقل حمولتها إلى «حزب الله» في لبنان الأسبوع الماضي.
وفي شأن ذي صلة، أكد مصدر مسؤول في محافظة ديالى العراقية، أمس، قيام الجانب الإيراني بإكمال أولى خطوات تدشين منفذ حدودي مع العراق شرق ديالى، وهو منفذ ثالث للمحافظة مع الجانب الإيراني بعد منفذَي المنذرية ومندلي، رغم رفض حكومة بغداد تدشين المنفذ والبدء بإجراءاته حتى الآن.
بوتين يطالب رئيسي بتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي وممر «شمال - جنوب»