قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا اليوم الاثنين إن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة يُعد «خرقاً للقانون الدولي والإنساني»، داعية إلى فتح «معبر رفح» مع مصر لعبور المساعدات الإنسانية وإتاحة الفرصة لخروج الرعايا الأجانب.
وأوضحت كولونا في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها المصري سامح شكري أن الوضع في الأراضي الفلسطينية «خطر» وأنه أمام دوامة يمكن أن تؤدي إلى «اشتعال وزعزعة استقرار المنطقة ولا بد من التحكم وضبط النفس».
وأكدت ضرورة دخول المساعدات إلى قطاع غزة وإيصالها إلى المتضررين من أبناء الشعب الفلسطيني، كاشفة عن تخصيص فرنسا عشر ملايين يورو لمصلحة أهالي غزة لتمويل أنشطة «أونروا» والصليب الأحمر وبرنامج الأغذية العالمي.
ودعت إلى ضرورة فتح «معبر رفح» لوجود رعايا فرنسيين ومن جميع الدول يريدون الخروج من الأراضي الفلسطينية التي تئن تحت الحصار.
ورداً على سؤال حول إلى أي مدى تسير مباحثات تمرير المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، قالت الوزيرة الفرنسية «إن الأمم المتحدة تبذل جهداً بجانب كل الدول التي تسعى لإيجاد حل ومنها مصر والولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى».
وأشارت إلى إجرائها محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيروش في هذا الشأن، مضيفة «نطالب بفتح معبر رفح والسماح بمرور المساعدات الإنسانية التي يجب أن تصل إلى المدنيين من أهالي قطاع غزة».
وأكدت كولونا «أن الوضع ملح وطارئ في جنوب قطاع غزة وشماله وهناك احتياجات ضرورية يجب تقديمها قبل تدهور وضع السكان في قطاع غزة ومن بينهم أجانب»، مبينة «طلبنا تسهيل خروج الأجانب الموجودين في قطاع غزة» في إشارة إلى وجود فرنسيين بالقطاع يعملون في منظمات غير حكومية.
وأعربت عن ترحيب فرنسا بمبادرة مصر لعقد قمة اقليمية دولية لبحث التطورات ومستقبل القضية الفلسطينية لمعالجة المسائل الإنسانية وتفادي التصعيد، مشيرة إلى إجرائها مشاورات عديدة خلال جولتها الحالية في المنطقة.
وقالت الوزيرة الفرنسية إن جولتها الحالية وزيارتها لمصر تأتي من منطلق مكانتها ودورها، موضحة أن «مصر دولة مهمة ودورها كبير في المنطقة وفرنسا جزء من الدول التي تدعم الدور المصري».
من جانبه، أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري عن الأسف لعدم اتخاذ حكومة الاحتلال حتى الآن موقفاً يؤتي بإمكانية فتح المعبر من ناحية غزة للسماح بدخول المساعدات أو خروج المواطنين من دول أخرى.
وأشار إلى سعي مصر منذ بداية اندلاع الأزمة في قطاع غزة لاتاحة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر فتح «معبر رفح»، مضيفاً أن مصر تعمل بالتنسيق الكامل مع منظمات الأمم المتحدة والصليب الأحمر لإدخال المساعدات لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في غزة.
وأكد شكري أن الوضع في القطاع «خطر» نظراً لما يتعرض له الفلسطينيون من نقص في الاحتياجات الضرورية في ظل انعدام المياه والمواد الطبية والغذاء بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة ممن أجبروا على النزوح من شمال غزة وهم دون مأوى وكل هذه أمور إنسانية متصلة بالقانون الدولي الإنساني ويجب مراعاتها.
واستبقت كولونا لقاءها بشكري بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أكد رفض مصر تعريض المدنيين الفلسطينيين لسياسات العقاب الجماعي من «حصار وتجويع أو تهجير»، مشدداً على ضرورة خفض التصعيد العسكري في قطاع غزة.