تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو، اليوم، بالسعي لتحقيق توافق وطني بعد الانتخابات التي شهدت صعود اليمين المتطرف والعنصري، مما أثار القلق في الداخل والخارج.

وأشار الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، لدى تكليفه نتنياهو، أمس، رسمياً بتشكيل حكومة، إلى أن زعيم حزب ليكود اليميني حصل على دعم كافٍ من الأحزاب، التي لها الفكر نفسه، ليضمن 64 مقعدا من مقاعد البرلمان الـ 120.

وتطرّق هرتسوغ، في مراسم بُثت على التلفزيون، إلى محاكمة نتنياهو في اتهامات بالفساد، وأكد أنه لا يستهين بها، لكنّها لا تشكّل عقبة قانونية أمام توليه المنصب من جديد.
Ad


ويضع هذا نتنياهو على طريق تشكيل إحدى أكثر الحكومات استقرارا منذ سنوات، بعد غياب دام 18 شهرا حل محله خلالها تحالف نادر، لكنّه هش، من السياسيين الوسطيين والليبراليين والقوميين والعرب.

وفور تسلّمه كتاب التكليف، تعهّد نتنياهو، الذي قضى أطول فترة في المنصب، بخدمة الجميع، وبتوحيد البلاد وتشكيل حكومة مستقرة ومسؤولة تمثّل جميع سكان إسرائيل «دون استثناء».

وفي رسالة واضحة إلى الأقلية العربية وكذلك العلمانيين اليهود المتخوفين من فوز الأحزاب العنصرية والدينية، شدد على أن هناك اتفاقاً كبيراً بالفعل على الهوية اليهودية لإسرائيل، لكن يجب الحفاظ أيضا على الحريات الفردية.

وفي إشارة الى «اتفاقات ابراهام» مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، قال نتنياهو إنه سيعمل الآن على إبرام «المزيد من اتفاقيات السلام، السلام من خلال القوة، السلام مقابل السلام، مع دول عربية أخرى، وبالتالي، إنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي إلى حد بعيد».

وأضاف: «لم أقل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، لكنني أعتقد بأن هذه هي المرحلة التمهيدية التي ستؤدي أيضا لهذه النتيجة».

ورفض نتنياهو المخاوف بأن نتيجة الانتخابات وصعود اليمين المتطرف نذير سوء لـ «ديموقراطية إسرائيل»، مشددا على أن هناك توافقاً واسعاً في إسرائيل على ضرورة مواجهة إيران، وأكد أنه سيعمل «بحزم ضد محاولتها الحصول على السلاح النووي».

وتصدّر نتنياهو نتائج الانتخابات التي أظهرت حصول حزب ليكود برئاسته على 32 مقعدا، فيما حصل الحزبان المتدينان المتشددان «يهودوت هتوراه» لليهود الأشكناز الغربيين، وحزب شاس لليهود الشرقيين السفرديم على 18 مقعدًا، وتحالف اليمين المتطرف «الصهيونية الدينية» على 14 مقعدا.

ويتطلّع حزب شاس اليهودي الشرقي برئاسة ارييه درعي، الذي حصل على 11 مقعدا، إلى تولي حقيبة الداخلية أو المالية. وكان درعي قد دين بالتهرب الضريبي عام 2021، وسُجن في السابق بتهمة الفساد.

أما بتسلئيل سموتريتش من تحالف الصهيونية الدينية، فيطالب علنا بوزارة الدفاع، فيما يطالب الزعيم اليميني المناهض للعرب إيتمار بن غفير، وهو الذي لطالما طالب بضمّ كامل الضفة الغربية بتولي حقيبة الأمن العام.

وخلال لقائه، الخميس، ممثلين عن اليمين المتطرف، قال هرتسوغ في بث مباشر إنه تلقّى «من الإسرائيليين وزعماء العالم أسئلة حساسة للغاية حول حقوق الإنسان». وتوجّه الى بن غفير قائلا «هناك صورة معيّنة لك ولحزبك، وأنا أقول ذلك بكل أمانة، تبدو مثيرة للقلق من نواحٍ كثيرة».

وبعد الانتخابات الأخيرة التي شهدت انقساما سياسيا، دعت دول غربية عدة بينها الولايات المتحدة إلى «التسامح والاحترام للجميع في مجتمع مدني، لا سيما الأقليات». ووجهت «الخارجية» الأميركية

انتقادات نادرة إلى بن غفير، بسبب مشاركته في إحياء ذكرى منظمة متطرفة. وكانت تقارير قد أشارت الى أن واشنطن ودول عربية أبلغت نتنياهو أنها لن تتعامل مع بن غفير في حال توزيره.