أكدت غرفة تجارة وصناعة الكويت أن قضية فلسطين ونصرة شعبها وحماية مقدساتها التزام وجداني تاريخي راسخ للكويتيين، وأن الغرفة - كما المجتمع المدني - متمسكة بنصرة فلسطين وملتزمة بموقفها دعماً وفكراً وجهداً.

وأعلنت «الغرفة»، في بيان لها أمس، تضامنا مع غزة وفلسطين حيال ما تتعرض له من عدوان إسرائيلي غاشم، دعم الكويت للشعب الفلسطيني لأنه شقيق وعلى حق، والوقوف ضد النظام الاسرائيلي لأنه محتل عنصري مستبد، مضيفة أن فلسطين فيها «الأقصى» و«القيامة» وثقتنا بأن كل كويتي لن يدخر جهداً لكي يدعم أشقاءه الفلسطينيين.

Ad

وفي مقاربة لنتائج ثورة غزة التي «أذهلت العالم كله، وحطمت أسطورة إسرائيل التي لا تهزم»، اعتبرت الغرفة أن جهاد الشعب الفلسطيني بعد «طوفان الأقصى» لن يعود أبداً الى ظروف ما قبله، كما يجب ألّا يظنّ أي بلد عربي أنه في منأى عن تداعيات «طوفان الأقصى»، ورأت أن «الحد الأدنى من وحدة الصف والتنسيق هو الشرط الأساسي لئلا يجرفنا «الطوفان».

وفيما اعتبرت «الغرفة»، في بيانها، أن «الظلم الإسرائيلي المهين والمدعوم بتأييد غربي ممعن في تجاهل الحقيقة هو سبب «الطوفان»، أكدت أن «أي تأجيل جديد لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يعني مزيداً من المخاطر على جهود التنمية في المنطقة والسلم والأمن الدوليين».

وحذّرت «الغرفة» من أن «استقرار أوروبا سيكون عرضة لخطر حقيقي إذا تحوّل العالم العربي الى منطقة غليان واضطراب»، منتقدة ما يشهده العالم اليوم من دكتاتورية إعلام تزوّر الوقائع وتجعل الجهاد للحرية إرهاباً والمحتل الغاشم ضحية.

وفيما يلي نص البيان:

التزام راسخ

بسم الله الرحمن الرحيم

«أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ».

في الكويت، دولة ومجتمعاً، تمثل قضية فلسطين ونصرة شعبها، وحماية مقدساتها، التزاماً وجدانياً تاريخياً راسخاً، يستند إلى العقيدة الإسلامية والانتماء العربي، ويستمد قوته وثباته من مفهوم أخلاقي عميق للكرامة الوطنية، وللعدالة الإنسانية.

وغرفة تجارة وصناعة الكويت، كممثلة للقطاع الخاص الوطني، مثلها مثل كل منظمات المجتمع المدني الكويتي وأطيافه – متمسكة بهذا الالتزام، وناشطة في تفعيله دعماً وفكراً وجهداً على الصعيدين الإقليمي والدولي، طوال أكثر من ستين عاماً، دون أن تنال الأزمات من صدقه، ودون أن تؤثر الأحداث في حماسته.

وهذه الحقيقة، التي نملك عليها ألف شاهد وشاهد، تجعل من قبيل لزوم ما لا يلزم أن نؤكد وقفة القطاع الخاص الكويتي مع أشقائه في فلسطين الذين فاض بهم القهر والغضب من ظلم وجبروت المحتل الصهيوني من جهة، ومن نفاق وتعامي وازدواجية معايير المجتمع الدولي من جهة أخرى، فانفجرت ثورتهم لتذهل العالم كله، محطمة أسطورة اسرائيل التي لا تهزم، ومنهية إلى الأبد التكرار المأساوي للنكبة المستمرة على مدى 75 عاماً من المجازر والإذلال والتهجير.

كما أن هذه الحقيقة، التي نملك عليها ألف شاهد وشاهد، تحرر بياننا هذا من طقوس الإدانة والشجب على صحتها، ومن عبارات الاستنكار والتنديد على صدقها، على اعتبار أن جهاد الشعب الفلسطيني بعد «طوفان الأقصى» لن يعود أبداً إلى ظروف وشروط ما قبل الطوفان، خاصة بعد أن أعادت نيران الغضب الساطع إلى الذاكرة العربية والدولية حقائق عديدة في طليعتها:

وحدة الصف والتنسيق

أولاً- منذ السطر الأول في سفر النكبة والتهجير عام 1948 وحتى اليوم، كانت القضية الفلسطينية بالذات هي المحرك الأول والسبب الرئيس في كل ما شهدته المنطقة العربية من كوارث ونكبات، وما عاشته الأمة من خلافات واختلافات وتخلف، وما عانته شعوبها من ظلم واضطهاد ذاتي أو دولي. وبالتالي، يجب ألا يحسب أي بلد عربي أنه في منأى عن تداعيات «فيضان الأقصى»، ويجب ألا يشك أي بلد عربي، في أن الحد الأدنى من وحدة الصف والتنسيق هو الشرط الأساسي لئلا يجرفنا «الفيضان» فيما يجرف وفيمن يجرف.

ثانياً- إن الظلم الإسرائيلي المهين والمدعوم بتأييد غربي ممعن في تجاهل الحقيقة، ومستمر في التناقض مع مبادئه المعلنة في الحرية والديموقراطية، هو سبب «الفيضان». وإن أي تأجيل جديد لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، سيعنى مزيداً من المخاطر والانعكاسات على تنمية المنطقة كلها، وعلى السلم والأمن الدوليين. وقد أثبتت السنوات الأخيرة بشكل قاطع أن استقرار أوروبا عرضة لخطر حقيقي إذا تحول العالم العربي بمجمله إلى منطقة غليان واضطراب، وأن استقرار العالم العربي – بالمقابل – مهدد بقوة إذا استمرت أوروبا في التخلي عن استقلالية قرارها.

ثالثاً- أصبح العالم كله يعيش ديكتاتورية الإعلام الذي يصادر الحقيقة ويزوّر الوقائع، ويضلل المجتمعات، فإذا بالجهاد في سبيل الحرية والعدل يصبح إرهاباً واعتداء، وإذا بقتل وتهجير أصحاب الأرض والتاريخ والحق يغدو دفاعاً عن النفس، وإذا بالمحتل الغاشم يصبح لأول مرة في التاريخ ضحية، وإذا بالضحية يعتبر إرهابياً. وهذه الحقيقة يجب أن يتعامل معها العرب والمسلمون بسرعة، وبأسلوب طويل النفس، يضعف هذا الاحتكار الإعلامي العالمي المريب ويتصدى له.

إن الكويت، دولة ومجتمعاً، مع الشعب الفلسطيني لأنه شقيق وعلى حق، وهي ضد النظام الإسرائيلي لأنه نظام محتل عنصري مستبد، وهي ضد التهجير لأن التهجير ضد كل مبادئ الإنسان وشروط كرامته، وهي مع فلسطين لأن فيها «الأقصى» و»القيامة». والكويت مع الصمود ومع «الفيضان» لأنها تعرف معنى الحرية، كما تعرف معنى الاحتلال ومعنى المقاومة.

وإننا على ثقة أن كل كويتي لن يدخر جهداً لكي يشعر شقيقه الفلسطيني في أرضه المحتلة أننا نقف إلى جانبه رغم الأميال الطويلة، والجدران العازلة... فهكذا علمتنا الكويت».