في وقت تتصاعد الضغوط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه على قطاع غزة والعقاب الجماعي الذي يفرضه على سكانه، ألمح الجيش الإسرائيلي، أمس، إلى إمكانية التخلي عن العمل البري بالقطاع، في إطار الرد الذي تعهدت به تل أبيب على الهجوم المباغت الذي شنته «حماس» 7 الجاري وأدى إلى مقتل نحو 1400 إسرائيلي بينهم 300 جندي على الأقل، إضافة إلى أسر 250 بينهم أجانب.

ووسط حالة الغموض السلبي المفتوحة على كل الاحتمالات والتي تسيطر على «جبهة لبنان» حيث تتواصل جولات القصف المتبادل بين إسرائيل من جهة و«حزب الله» ومقاتلين فلسطينيين من الجهة الأخرى، تشهد المنطقة اليوم تحركاً دبلوماسياً قد يرسم بعض الخطوط الحمراء ويحدد بعض الشروط المطلوبة لمنع حريق إقليمي يأتي على «الأخضر واليابس».

Ad

ويستقبل ملك الأردن عبدالله الثاني، رؤساء الولايات المتحدة جو بايدن، ومصر عبدالفتاح السيسي، وفلسطين محمود عباس، لبحث سبل وقف حرب غزة ومنع تمددها إلى جبهات أخرى، وضمان إدخال المساعدات للمدنيين، قبل قمة إقليمية طارئة تستضيفها مصر السبت دُعيت إليها الكويت.

وفي برلين، قال العاهل الأردني في مؤتمر صحافي مع المستشار أولاف شولتز، إن الأردن ومصر لا يمكنهما استقبال اللاجئين الفلسطينيين، مؤكداً أن هذا الأمر خط أحمر للبلدين. وقال منسق الاتصالات في مجلس الأمن الأميركي جون كيربي، أمس، إن بايدن سيركز، في رحلته، التي ستتم على مدار يوم واحد، على عدة نقاط بينها إدخال المساعدات للمدنيين في غزة، وإظهار مواصلة الدعم لإسرائيل، والحيلولة دون توسع نطاق الصراع، مشدداً على أن الولايات المتحدة لديها «مصالح أمنية مهمة في المنطقة نعتزم الدفاع عنها وحمايتها».

وبانتظار حلحلة على مستوى إدخال المساعدات للقطاع، في ظل إصرار إسرائيل على عدم الالتزام بأي وقف لإطلاق النار، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن وضع غزة بعد الرد الإسرائيلي على عملية «طوفان الأقصى» سيكون «قضية عالمية» مطروحة للنقاش الدولي، في إشارة إلى احتمال سعي إسرائيل إلى نشر قوات دولية في القطاع في حال نجاحها في إسقاط حكم «حماس» والقضاء على بنية الحركة العسكرية والسياسية كما تتوعد.

وفي حين أعلنت الولايات المتحدة إرسال 2000 جندي إلى الشرق الأوسط، وتمديد انتشار حاملة الطائرات «جيرالد فورد» في المنطقة، حذر نائب القائد العام لـ«لحرس الثوري» الإيراني العميد علي فدوي من «صدمة أخرى» ستتلقاها إسرائيل، في ظل تأكيد المرشد الإيراني علي خامنئي أنه «إذا استمرت جرائم الكيان الصهيوني فلن يستطيع أحد أن يوقف المسلمين وقوات المقاومة»، وذلك عشية تصريحات ملتبسة لوزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان تحدث فيها عن ضربات استباقية «لمحور المقاومة»، في إشارة إلى الفصائل الموالية لطهران في العراق ولبنان وسورية واليمن والأراضي الفلسطينية.

وعلى الجبهة الشمالية، قُتل 4 مسحلين وعنصران من «حزب الله» أمس، في حين سقط عدد من الجنود الإسرائيليين في تبادل للقصف عبر الحدود. وهدد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي بإعادة لبنان إلى العصر الحجري «إذا هاجمنا حزب الله»، في وقت دعا المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي دولة لبنان إلى أن «تسأل نفسها إن كانت تريد المخاطرة بلبنان من أجل حماس في غزة».

وبعد فشل مجلس الأمن في تمرير مشروع قرار روسي لهدنة إنسانية، دعت موسكو إسرائيل إلى تجنب العمل البري في القطاع، في وقت حثت بكين على وقف لإطلاق النار مطالبة تل أبيب بوقف عقابها الجماعي وإدخال مساعدات إلى قطاع غزة.

من ناحيته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه سيزور الشرق الأوسط عندما تكون هناك «أجندة مفيدة وإجراءات ملموسة جداً ينبغي اتخاذها».

وأشار ماكرون، خلال مؤتمر صحافي في تيرانا، إلى «مناقشات مكثفة تتقدم» من أجل الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى «حماس».

وأفادت المعلومات بأن كلاً من قطر وروسيا وتركيا وكذلك مصر تتابع ملف الرهائن في محاولة لتحقيق اختراق، خصوصاً بعد أن قالت «حماس» إنها مستعدة لإطلاق سراح مدنيين وأجانب إذا سمحت الظروف الميدانية بذلك.

وكشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في لبنان، الذي زاره أمس، عن اقتراح حل تركي يقوم على تأسيس «نظام ضامنين»، لافتاً إلى أن «الصيغة تقوم على طرفين؛ الأول دول ضامنة للجانب الفلسطيني من بينها تركيا، والآخر تمثله دول ضامنة لإسرائيل، وبعد التوصل إلى اتفاق ينبغي على هذه الدول تحمل مسؤولية تنفيذ المتطلبات، والعمل بشكل مستمر لعدم انتهاك الاتفاقات».

وفي تفاصيل الخبر:

فيما تعد خطوة قد تسهم في صياغة شروط الحل الدبلوماسي للحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني، ردا على الهجوم الذي شنته ضده حركة حماس في 7 أكتوبر، وأدى إلى مقتل نحو 1400 إسرائيلي، يستقبل ملك الأردن عبدالله الثاني، اليوم، رؤساء الولايات المتحدة جو بايدن، ومصر عبدالفتاح السيسي، وفلسطين محمود عباس، لبحث سبل وقف حرب غزة ومنع تمددها الى جبهات أخرى، وضمان إدخال المساعدات إلى المدنيين، قبل قمة إقليمية تستضيفها مصر السبت.

وأوضح الديوان الملكي أن عبدالله الثاني سيعقد لقاءات منفصلة مع بايدن والسيسي وعباس، بعدها سيستضيف قمة ثلاثية تضم الرئيسين المصري والفلسطيني، على أن يختتم اللقاء بقمة رباعية تتناول التطورات الخطيرة في غزة وتداعياتها على المنطقة، والعمل من أجل إيجاد أفق سياسي يعيد إحياء عملية السلام.

وغداة تأكيد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بايدن سيزور إسرائيل اليوم لإظهار الدعم لها في حربها مع حركة حماس، أعلن منسق الاتصالات في مجلس الأمن الأميركي جون كيربي، أمس، أنه سيسافر إلى الأردن في اليوم نفسه لعقد اجتماعات مع مجموعة مهمة من زعماء الشرق الأوسط، مثل العاهل الأردني والرئيسين المصري والفلسطيني.

حقوق والتزامات

ووفق كيربي، فإن بايدن سيركز، في رحلته، التي ستتم على مدار يوم واحد، على المساعدات للمدنيين في غزة، وسيؤكد أن «حماس لا تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في الكرامة وتقرير المصير»، وأيضا سيوضح أنه يريد مواصلة العمل مع جميع الشركاء في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، للحصول على المساعدات الإنسانية ومرة أخرى لتوفير ممر آمن لخروج المدنيين.

وقال إن «بايدن سيؤكد خلال زيارته للمنطقة على دعمه لإسرائيل وقدرتها على مواصلة عملياتها ضد حماس»، مضيفاً: «لن نملي على إسرائيل كيفية شن عملياتها، وتحدثنا معها بشأن أهمية احترام حياة المدنيين»، وأفاد بأن الرئيس الأميركي سيؤكد كذلك على ضرورة تدفق المساعدات الإنسانية، وشدد على أن واشنطن «لا تريد أن يتصاعد الصراع أو يتسع نطاقه، ولدينا مصالح أمنية مهمة في المنطقة نعتزم الدفاع عنها وحمايتها».

وأفادت صحيفة واشنطن بوست بأن بلينكن انتظر ساعات حتى تلقى التزامات من نتنياهو بتقديم حزمة مساعدات إنسانية لغزة لكي يعلن عن سفر بايدن إلى إسرائيل، ‏وبمجرد حصوله على التأكيدات في تل أبيب صدر بيان الرحلة، وأعلن الموافقة على إعداد خطة لتوصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.

وقال بلينكن إن بايدن «سيسمع أيضاً من إسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن شعبها، بينما نواصل العمل مع الكونغرس لتلبية تلك الاحتياجات، وكيف ستدير عملياتها بطريقة تقلل من الخسائر في صفوف المدنيين، وتساعد في تدفق المساعدات بطريقة لا تستفيد منها حماس».

وعشية الزيارة، اتفق بايدن والسيسي على خطورة الموقف الحالي وأهمية احتواء التصعيد في غزة بما لا يسمح باتساع دائرة الصراع وتهديد الأمن والاستقرار الإقليميين، إضافة إلى أولوية حماية المدنيين وإيصال المساعدات بالتنسيق مع الأمم المتحدة وإحياء مسيرة السلام.

وفي اتصال مماثل، بحث بايدن مع رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني تطورات الأوضاع واحتواء الصراع والعمل على عدم اتساع دائرة الحرب.

وفي اتصال مع رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز، طالب السيسي المجتمع الدولي بضمان وصول الخدمات والمساعدات لغزة وانتهاج مسار التهدئة، وشدد على التعامل مع الأسباب الجذرية للتصعيد بالحل الشامل للقضية الفلسطينية، ومنع امتداد التبعات الأمنية للصراع إلى المنطقة برمتها.

الأردن والسعودية

وفي برلين، شدد عبدالله الثاني، خلال لقائه المستشار الألماني أولاف شولتس، على أنه لا يمكن للأردن أو مصر استقبال لاجئين، مشيرا إلى أن هذا «خط أحمر».

واعتبر عاهل الأردن أن ذلك توجه من عدد من الجهات لخلق واقع جديد على الأرض، موضحا أن هذا الوضع له أبعاد إنسانية يجب التعامل معها داخل غزة والضفة الغربية، ولا يمكن محاولة الدفع بهذا الوضع المرتبط بمستقبل الفلسطينيين على دول أخرى.

وأضاف: «المجتمع الدولي يدرك أهمية خفض التصعيد بأسرع وقت لحماية المدنيين الأبرياء من الجانبين»، محذراً من أن «خطر توسع الحرب على غزة حقيقي، وستكون عواقب ذلك وخيمة على الجميع».

وفي السعودية، طالب مجلس الوزراء، برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ورفع الحصار، رافضا بشكل قاطع دعوات التهجير القسري للفلسطينيين.

تدخل بري ونظام ضامنين

ومن بكين، حيث يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة نادرة لمدة يومين، حذر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس إسرائيل من شن هجوم بري في غزة، مشيراً إلى أن هناك تهديداً بتوسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، مما يخلف تداعيات مروعة على المنطقة كلها.

واشار بيسكوف إلى أن موسكو تؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة مع إيجاد ضمانات أمنية لإسرائيل ليعيش شعبها في سلام، لكنه أشار إلى أن الاولوية الآن هي إنهاء الحرب في الشرق الأوسط.

وكشف وزير الخارجية هاكان فيدان في لبنان، الذي زاره أمس، عن اقتراح حل تركي يقوم على تأسيس «نظام ضامنين»، لافتا إلى أن «الصيغة تقوم على طرفين، الأول دول ضامنة للجانب الفلسطيني من بينها تركيا، والآخر تمثله دول ضامنة لإسرائيل، وبعد التوصل إلى اتفاق ينبغي على هذه الدول تحمل مسؤولية تنفيذ المتطلبات، والعمل بشكل مستمر لعدم انتهاك الاتفاقات».

في وقت كشفت أوساط عبرية أن إسرائيل أجّلت الاجتياح البري لغزة، الذي كان يتوقع أن ينطلق منذ 4 أيام، بعد تصاعد التوتر والقلق من أن ينتهز «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران، فرصة الانشغال جنوباً لشن هجوم في الشمال، ألمح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ريتشارد هيشت، أمس، لاحتمال عدم بدء التوغل البري الانتقامي قريباً، لافتاً إلى أن قواته تعد لمرحلة جديدة «قد تخالف التوقعات» من الحرب التي أطلقتها بقصف جوي وبحري وبري ضد الفصائل الفلسطينية في القطاع المحاصر.

وقال هيشت: «لا وقف إطلاق نار إنساني في غزة في هذه المرحلة».

وأضاف: «نستعد للمراحل التالية من الحرب. لم نذكر ما ستكون عليه. الجميع يتحدث عن الهجوم البري. قد يكون شيئاً مختلفاً».

وتابع: «نستخدم الأسلحة وفقاً للقانون الدولي، وقواعد الاشتباك في الشمال، على الحدود مع لبنان، شديدة الوضوح، وسيتم إطلاق النار على أي شخص يقترب من الحدود».

ووصف نشر حركة «حماس»، ليل الاثنين ـ الثلاثاء، لفيديو يظهر رهينة فرنسية بغزة ضمن العشرات ممن تم أسرهم خلال هجومها المباغت الذي شنته على قواعد عسكرية وبلدات إسرائيلية في الـ7 من أكتوبر الحالي بـ«جزء من الحرب النفسية». وشدد على أن قواته تبذل كل ما في وسعها لـ«تقليل وقوع أضرار جانبية» بعد إعلان الحركة الإسلامية المسيطرة على القطاع أن الغارات الإسرائيلية قتلت نحو 26 أسيراً.

وفي وقت تبدي السلطات الإسرائيلية تردداً بشن الهجوم البري الذي تقول إنه يهدف للقضاء على «حماس» لكنه يهدد حياة نحو 200 أسير لديها، أشار هيشت إلى أن وضع قطاع غزة بعد الهجوم البري المزمع عليه سيكون «قضية عالمية» مطروحة للنقاش الدولي.

وفي تصريحات منفصلة، اعتبر المتحدث باسم الجيش أنه سيكون علينا العيش حياة روتينية مع الحرب لأسابيع.

ويشير حديث هيشت عن طرح «قضية عالمية» إلى سعي بلده للضغط على دول إقليمية في مقدمتها مصر لإقناعها باستقبال السكان المدنيين، في مناطق آمنة بسيناء المجاورة، لإفساح المجال أمامها لتدمير بنية «حماس» العسكرية، وإنهاء حكمها لغزة، ثم إعادة إعمار القطاع.

ووسط حديث عن عدم وضوح رؤية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن أهداف الحملة البرية المحتملة، أشار المتحدث العسكري إلى أن «الهدف الأساسي للجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة هو مهاجمة إرهابيي حماس، خصوصا أولئك الذين شاركوا في المجزرة في البلدات المحيطة بغزة».

من جانب آخر، ذكر أن الجيش الإسرائيلي ضرب خلال الليل 200 هدف عسكري تابع لحركتي «حماس» و«الجهاد»، مشيراً إلى أن طائراته استهدفت مقراً لـ«حماس» وقتلت مسؤولاً عسكرياً في الحركة.

وشاركت أحدث سفن الجيش الإسرائيلي من طراز «ساعر 6» في قصف مناطق بالقطاع الساحلي أمس. وقتل مدير المعابر بغزة اللواء فؤاد أبوبطيحان في غارة على منزله.

إقرار واعتقال

في غضون ذلك، قال رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي «الشاباك» رونين بار في أول رد له على «هجوم حماس» غير المسبوق: «رغم سلسلة من الأنشطة التي قمنا بها، للأسف في يوم السبت لم ننجح بخلق تخذير كاف قادر على إحباط الهجوم». وأضاف: «كمن يقف على رأس المنظمة، المسؤولية عن هذا علي، سيكون هناك وقت للتحقيقات، لكننا الآن نحارب».

وجاء ذلك في وقت ذكرت «القناة 12» الإسرائيلية أن 4 آلاف عامل فلسطيني معتقلون للتحقيق معهم بشبهة مساعدة «حماس» في هجوم 7 أكتوبر.

قصف وأضرار

في المقابل، واصلت الفصائل الفلسطينية إطلاق رشقات صاروخية على عدة مدن في مقدمتها تل أبيب، والقدس، وعسقلان، وأسدود، وبئر السبع، ونتيفوت، وبلدات أخرى بغلاف غزة.

وتسبب القصف في توقف مطار بن غوريون وسط تل أبيب.

في السياق، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن إحصائية خسائر العدوان في يومه الحادي عشر فاقت كلّ أضرار وخسائر الشعب الفلسطيني في كل الحروب التي شنها الاحتلال على غزة، واستمرت قرابة 100 يوم.

ولفت إلى أن حصر الأضرار يشمل أعداد الشهداء والجرحى، والدمار في الوحدات السكنية، والمنشآت، والمرافق العامة، والخسائر الاقتصادية، فضلاً عن الواقع الإنساني الذي لم يسبق له مثيل خلال أي عدوان سابق، بمنع كل الإمدادات الحياتية الأساسية والمعيشية الضرورية والطبية.

ودعت الحكومة التابعة لـ»حماس» المجتمع الدولي ومنظماته إلى التدخل من أجل وقف جريمة التطهير العرقي التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وسرعة الاستجابة لنداءات الاستغاثة.

وأوضحت أن أكثر من 50 شهيداً، معظمهم من النساء والأطفال، ومئات الجرحى سقطوا في الغارات الإسرائيلية ليل الاثنين - الثلاثاء.

وأتى ذلك في وقت اقترب عدد قتلى الغارات الإسرائيلية من 3 آلاف، بالإضافة إلى إصابة نحو 9 آلاف، وفقد 1200 شخص تحت أنقاض المنازل والمباني التي هدمت على رؤوس ساكنيها.

«حزب الله»

وفي وقت يخيّم التوتر على الحدود الشمالية للدولة العبرية، شنّت المدفعية الإسرائيلية ضربات على عدة نقاط بجنوب لبنان، رداً على إطلاق صاروخ مضاد للدروع من هناك على هدف للجيش الإسرائيلي قرب بلدة مرغاليوت.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه قتل 4 مسلحين كانوا يحملون عبوة ناسفة خلال محاولتهم التسلل من لبنان إلى منطقة الحدود.

ولاحقاً، استهدف «حزب الله» أحد الأهداف العسكرية في مستوطنة المطلة قبالة بلدة راميا اللبنانية بصواريخ موجهة، مؤكدا أنه أوقع فيه عدداً مؤكداً بين قتيلٍ وجريح».

وتحدث الجيش الإسرائيلي عن إصابة 2 من جنوده، فيما حذر المتحدث باسم الجيش افخاي أدرعي من أنه «يجب على دولة لبنان أن تسأل نفسها إن كانت تريد المخاطرة بلبنان من أجل حماس في غزة». وهدد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، بإعادة لبنان إلى العصر الحجري «إذا هاجمنا حزب الله».

دعم ومخاوف

وفي وقت يخشى المجتمع الدولي من اتساع المواجهة التي تهدد استقرار المنطقة، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية إرسال 2000 جندي إلى الشرق الأوسط، وتمديد انتشار حاملة الطائرات «جيرالد فورد» في المنطقة قبالة ميناء حيفا، بهدف ردع إيران والفصائل المتحالفة معها عن الانضمام للحرب بغزة.

وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بالاستعداد لنشر 2000 جندي أميركي، بهدف «الاستجابة للأوضاع المتوترة في الشرق الأوسط».

وأشارت إلى أوستين أكد في اتصالين هاتفيين بالعاهل الأردني عبدالله الثاني ووزير الدفاع الإسرائيلي يوفي غالانت، على أهمية حماية المدنيين في غزة، وحصولهم على المساعدات الإنسانية.

وأضاف البيان أن أوستين «أدان أعمال حماس لمنع إجلاء السكان المدنيين من غزة، وشدد على أهمية ضمان أمنهم».

وفي المكالمتين تحدث وزير الدفاع الأميركي عن الجهود المبذولة لمنع اتساع رقعة التصعيد الحالي للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.

وتزامن ذلك مع بدء قائد القيادة الوسطى الأميركية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، زيارة غير معلنة إلى تل أبيب، للتأكد من حصول إسرائيل على ما تحتاجه.

تهديدات إيران

في المقابل، حذر نائب القائد العام لـ «الحرس الثوري» العميد علي فدوي من أنه إذا استمرت الاعتداءات على غزة، «فربما يدخل المسلمون في الدول الأخرى إلى الميدان ضد الصهاينة وتأتي صدمة أخرى».

جاء ذلك في وقت أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أنه «اذا استمرت جرائم الكيان الصهيوني فلن يستطيع أحد أن يوقف المسلمين وقوات المقاومة، ولا يتمكن الكيان من أن يعوض فشله الذریع في عملية طوفان الأقصى بالجرائم التي يرتكبها».

وأمس الأول، قال وزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان، رداً على سؤال حول احتمال دخول إيران الحرب، إن جميع الاحتمالات يمكن تصورها، ولا يمكن لأي طرف أن يقف موقف المتفرج فقط على استمرار المجازر.

وتحدث عن احتمال شن خطوات استباقية خلال الساعات المقبلة، مؤكدا أن الأمر يخص كل «فصائل المقاومة» وليس «حزب الله» فقط.

إغاثة مصر

وفي وقت تواصل القاهرة إطلاق تحذيراتها من وقوع «كارثة إنسانية» بالقطاع تفضي إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين باتجاه سيناء، ذكر «الهلال الأحمر» المصري أن قوافل إغاثة تحركت من مدينة العريش باتجاه «معبر رفح» البري لإدخالها إلى غزة في حال نجحت الجهود الدولية في الضغط على سلطات الاحتلال من أجل فتحه أمامها.

هل تحقق الصين نجاحاً دبلوماسياً جديداً في الشرق الأوسط؟

ترمي الصين بثقلها هذا الأسبوع في محاولة لتهدئة الحرب بين إسرائيل وغزة عبر إيفاد مبعوثها الخاص إلى الشرق الأوسط تشاي جون، الى المنطقة.

وأكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، أن هدف المبعوث الصيني سيكون «حشد التوافق الدولي وحض الأطراف المعنية على وقف الأعمال العدائية، وتهدئة الوضع وخلق الظروف التي تتطلبها التسوية السياسية».

وفيما لم تُعلن أي تفاصيل بعد عن جدول أعمال تشاي أو التوقيت الدقيق لزيارته، دعا المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون، أمس الأول، خلال اجتماع مجلس الأمن حول الأوضاع في قطاع غزة الفلسطيني، إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل حماية المدنيين.

ونقلت وكالة «شينخوا» عنه قوله إن الصين قلقة من تأثير التداعيات غير المباشرة للصراع على السلام والاستقرار الإقليميين.

ودعت الولايات المتحدة الصين الى استخدام نفوذها في المنطقة لمنع اتساع رقعة النزاع، في إشارة من واشنطن إلى أنها تأمل أن تساهم الصداقة التي تربط الصين بإيران الداعمة لـ»حماس» في تهدئة النزاع، خصوصا بعدما رعت بكين اتفاقا لتحسين العلاقات بين طهران والرياض في وقت سابق هذا العام.

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، للصحافيين السبت الماضي، بعدما تحدّث وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، مع نظيره الصيني وانغ يي هاتفيا «رسالتنا هي أنه يعتقد بأن منع اتساع رقعة النزاع يصب ضمن مصلحتنا المشتركة». وأضاف: «اعتقد أن استخدام الصين لنفوذها سيكون أمراً مفيداً».

وأوضح رافايلو بانتوتشي من «كلية إس راجاراتنام للدراسات الدولية» في سنغافورة بأن مناشدة بلينكن للصين يمكن أن تكون مبنية على الآمال بأن «تقارب الصين المفترض مع مجموعة واسعة من الأطراف المؤثرة من الفلسطينيين إلى إيران والسعودية وغيرها هو أمر قد يكون من الممكن الاستفادة منه».

وأضاف أنه مع ذلك، فإن تأثير بكين على النزاع الجديد سيكون على الأرجح أضعف بكثير من دورها في الاتفاق بين السعودية وإيران. وتابع أنه في حالة السعودية وإيران، «قفز الصينيون على قطار كان في الأساس يتحرّك». لكن في حالة إسرائيل وحماس، فإن بكين «تحاول إطلاق ما واجه آخرون صعوبات في إطلاقه والمحافظة عليه لمدة طويلة... بين عدوين عالقين في معركة مميتة ضد بعضهما البعض».

وفشلت الصين على مدى سنوات في تحقيق تقدّم في الجمود المستمر منذ عقود بين إسرائيل والفلسطينيين، رغم دفعها قدما مرة تلو الأخرى بمقترح مبهم في الأمم المتحدة يدعو إلى حل الدولتين.

لطالما تعاطفت بكين مع الفلسطينيين على مر التاريخ، رغم أنها دعمت «منظمة التحرير الفلسطينية» لا «حماس».

وامتنعت عن إدانة «حماس» بشكل صريح على خلفية هجمات السابع من أكتوبر التي أشعلت النزاع الحالي.

لكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أفاد الأحد بأن ما تفعله إسرائيل حاليا «يتجاوز حدود الدفاع عن النفس»، ويجب على قادتها التوقف عن فرض «عقاب جماعي على سكان غزة».

وقال مانوج كيوالراماني من معهد تاكشاشيلا الهندي لـ «فرانس برس»: «كثّف وانغ يي في الواقع انتقاداته لأفعال إسرائيل... لذا بينما سترغب إسرائيل في أن تضغط بكين على الدول العربية وإيران لجلبها إلى طاولة المفاوضات، يستبعد بأن تنظر إلى الصين كوسيط محايد».

ويعد غياب التواصل المباشر مع «حماس» عقبة أكبر في طريق أي انخراط ذي معنى للصين، وهو ما سيجبرها على التوجّه لطهران لتضغط الأخيرة على الحركة، بحسب الباحث الكبير لدى مركز آسيا في باريس جان-بيار كابيستان. ويمكن أن يمثّل ذلك مشكلة، نظرا إلى أنه بينما أشادت إيران بهجوم «حماس»، إلا أنها نفت أن تكون لعبت أي دور فيه.

مع ذلك، ستحقق بكين مكاسب من أي محاولة للتوسط، فيما تسعى للعب دور أقوى على الساحة الدولية.

وقال كيوالراماني إن النزاع «فرصة هائلة للإشارة إلى ما لطالما أصرّت بكين على أنه نفاق غربي في ما يتعلق بالقانون الدولي وحقوق الإنسان».

وأوضح: «حقيقة أن القادة الغربيين لا يتحدثون على ما يبدو بشأن إن كان الرد الإسرائيلي متناسبا... تشكّل فرصة لبكين للرد على المزاعم الغربية بشأن حماية النظام القائم على القواعد».

أوروبا تتخوف من «موجة إرهاب» جديدة

تتخوف دول أوروبية من موجة إرهابية جديدة تضرب دول الاتحاد الاوروبي، بعد الهجوم الذي وقع في بروكسل، أمس الأول، والذي لم تظهر أي مؤشرات على ارتباطه بالاحداث في الشرق الأوسط، على عكس الهجوم الذي وقع قبل ايام في شمال فرنسا عندما قتل مدرس فرنسي طعناً، قالت باريس انه مرتبط بالحرب الدائرة بين اسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة الفلسطيني.

وأكد مكتب المدعي العام الاتحادي في بلجيكا، أمس، مقتل المسلح الذي نفذ الهجوم في العاصمة البلجيكية وأسفر عن مقتل مواطنَين سويديين اثنين.

وذكرت وكالة الأنباء البلجيكية (بلجا)، أن الرجل الذي يبلغ من العمر 45 عاما، توفي متأثرا بإصابته في المستشفى، صباح أمس، بعد تبادل لإطلاق النار مع الشرطة البلجيكية في مقهى «الخيمة» ببلدية سكاربيك، في بروكسل حيث تم العثور على السلاح الآلي الذي استخدمه.

واستهدف المسلح، الذي كان على متن دراجة، مشجعين سويديين كانوا في بروكسل لحضور مباراة كرة بين السويد وبلجيكا في التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا 2024، والتي تم إلغاؤها بعد الشوط الأول.

وظهر المهاجم في فيديو وهو يتحدث العربية بلكنة مغاربية، قائلاً إن اسمه عبدالسلام الجيلاني، واصفاً نفسه بأنه «مجاهد في سبيل الله».

وأكد أنه نفذ عمليته «من أجل الدين»، في حين بدا أن دوافعه قد تكون مرتبطة بحوادث تدنيس القرآن في السويد.

وقال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، في مؤتمر صحافي أمس: «الإرهابيون لن يتمكنوا أبداً من إخضاع مجتمعاتنا الحرة».

بدوره، حذر رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون أمس، من ان السويد «مهددة أكثر من أي وقت مضى». وقال خلال مؤتمر صحافي: «كل شيء يشير إلى أن هذا هجوم إرهابي موجه ضد السويد والمواطنين السويديين لمجرد كونهم سويديين»، مؤكدا أن المهاجم «تصرف بمفرده»، وأن هناك معلومات تفيد بأنه كان يقيم أحيانا في السويد، لكنه لم يكن معروفا لدى الشرطة السويدية.

وندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ«هجوم إرهابي إسلامي»، وقال إن جميع الدول الأوروبية «معرضة» لخطر عودة «الإرهاب».

ودفع الهجوم الذي وصفه دي كرو بأنه «إرهابي وحشي»، بروكسل إلى رفع مستوى التهديد، في حين أمر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بتعزيز إجراءات المراقبة على الحدود مع بلجيكا.

وفرنسا منذ الجمعة الماضي في حال تأهب على خلفية مقتل المدرس دومينيك برنار طعنا بسكين أمام مدرسة ثانوية في أراس بشمال البلاد، على يد طالب سابق مدرج على قائمة الأجهزة الأمنية للتطرّف، في هجوم مرتبط بحرب إسرائيل و«حماس».

كذلك شهدت العاصمة الصينية بكين حادثة طعن دبلوماسي اسرائيلي قام بها أجنبي على خلفية الاحداث في غزة، في حين قتل مسن أميركي متطرف إرهابي بطريقة وحشية طفلاً فلسطينياً يبلغ من العمر 6 سنوات، مرددا عبارات مناهضة للمسلمين متذرعاً بهجوم «حماس» في 7 أكتوبر الذي أسفر عن قتل 1400 إسرائيلياً بينهم عدد كبير من المدنيين.