تحظى لوحات الفنان التشكيلي المصري الراحل زكريا الزيني باهتمام كبير، كونها تعبِّر عن حالات إنسانية متنوعة، فلم تكن أعماله تعكس بُعدًا إنسانيًا وفنيًا واحدًا، وكان أول فنان مصري يستلهم رمز القناع، وفي إطلالة على مجموعة من أبرز لوحاته، يقيم «غاليري سفرخان» بضاحية الزمالك في القاهرة، حاليًا، معرضًا استعاديًا للفنان الراحل زكريا الزيني، تحت عنوان «فلكلور»، ويستمر حتى 25 أكتوبر الجاري.
وبحسب الناقد الفني محمود بقشيش، فإن «لوحات زكريا الزيني جمعت في توازن دقيق بين ثنائيات متكاملة، فقد جمعت بين البناء والحس الشعري، والصراحة الساخنة في اللون والصراحة الباردة، وجمعت بين مصادمات الدرجات الظلية العريضة وفقاعات الضوء والاحتفاظ بالأساس التكويني للوحة، وشكلت بتنوعها خطابًا جماليًا وأخلاقيًا ينسج وجوده من الواقع الاجتماعي وربما كان زكريا الزيني هو أول من نبه من خلال فنه إلى الأشياء المهملة». وأضاف بقشيش: «الزيني كرسام يجيد الرسم، ومصوّر يجيد فن التلوين والتجسيم، وأول فنان مصري استلهم رمز القناع وأضاف إليه ما أعده جيدًا، فالأقنعة التي نشاهدها في الرسوم التعبيرية بالمدرسة الألمانية ونعرفها عن المسرح الإغريقي تعني ضمنًا وجود حقيقة خافية أو كامنة تتناقض معها، أما عند الزيني فقد توحد القناع، وإذا اكتفينا بالزهور قلنا إنه فنان متفائل، وإذا اكتفينا بالأقنعة قلنا إنه متشائم. إنه لم يكن فنانًا وإنسانًا ذا بعد واحد، فقد كان يشارك الناس أحزانهم وأفراحهم».
يشار إلى أن زكريا أحمد الزيني ولد بالقاهرة في 3 ديسمبر 1932، وحصل على دبلوم كلية الفنون الجميلة بالقاهرة - قسم التصوير عام 1960، ودبلوم أكاديمية الفنون الجميلة من فينيسيا - قسم التصوير (1964)، ودبلوم أكاديمية الفنون الجميلة من برافنا - قسم التصوير الجداري (1966)، وانتسب إلى جمعيات تشكيلية متنوعة في مصر، وأقام وشارك في العديد من المعارض الخاصة والجماعية محليًا ودوليًا، بجانب العديد من الزيارات الفنية للعديد من الدول الأجنبية والعربية، وتوفي في 15 يوليو 1993.