تحركات أسعار الخام مستقبلاً رهينة قرارات «أوبك»
• خبراء: استحقاقات في 2024 قد تؤثر على سعر الطاقة... أبزرها الانتخابات الأميركية
شهدت أسواق النفط تقلبات كبيرة خلال الأسبوع الأخير على وقع حرب إسرائيل مع غزة، الأمر الذي دفع أسعار برنت لتتجاوز 90 دولاراً للبرميل مجدداً، وذلك كرد فعل على الأحداث.
وتتسم الأوضاع الاقتصادية بالغموض في الأسواق العالمية، وسط نسب فائدة مرتفعة ومستويات تضخم لا تزال عالية، وبيانات اقتصادية ترسم صورة متباينة، مما يؤثر على أسواق النفط.
وقال الخبراء في إفادات منفصلة لـ «العربية»، إن المحركات الرئيسية للأسعار مستقبلا ستكون قرارات «أوبك» من ناحية المعروض، وأي تخفيضات إضافية قد يتم إعلانها، وأما من ناحية الطلب فيراقب السوق البيانات الاقتصادية من حول العالم وأي تخفيضات في توقعات النمو.
ويشير المحللون أيضاً إلى عدة استحقاقات خلال 2024 قد يكون لها وقع على أسعار الطاقة، منها الانتخابات الرئاسية الأميركية، وإمكانية لجوء الرئيس الأميركي بايدن للسحب من الاحتياطات الاستراتيجية لتخفيف أسعار البنزين للمستهلكين.
وقال محلل نفطي في «إينرجي أسبكتس» كريستوفر هاينز في مقابلة مع «العربية»: «نشهد تقلبات في أسواق السندات حالياً، وهذا يؤثر على أسعار النفط وهناك عوامل متضاربة... وأعتقد أنه بالنسبة لنا دائما ننظر إلى أساسيات السوق لنرى المحرك للأسعار، ومع اقتراب نهاية السنة نتوقع أن نرى ارتفاعا في الأسعار مقارنة بالمستويات الحالية».
وتوقع هاينز أن يكون الطلب السنة المقبلة أقل من السنة الجارية، مضيفا: «لن نرى زيادة الطلب من الصين التي شهدناها هذه السنة، إذن سيكون هناك تباطؤ في الطلب خلال 2024، ولكن في نفس الوقت لن يكون هناك زيادة كبيرة في معدلات الإنتاج، لذلك نتوقع أن يكون متوسط الأسعار عند الـ100 دولار للبرميل خلال 2024».
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي في مجال الطاقة بجامعة «أكسفورد»، دانييل كرال: «هناك عوامل متضاربة من ناحية تخفيضات المعروض من (أوبك) وبشكل خاص السعودية وروسيا، ومن ناحية أخرى الرؤية الاقتصادية التي جاءت أفضل من المتوقع، خصوصا فيما يخص الطلب الصيني، كما أن الولايات المتحدة تبدو كأنها تجنبت الركود الذي تنبأ به بعض المحللين».
وأضاف كرال: «في تقديراتنا الأساسية نرى متوسط سعر البرميل عند 85 دولارا السنة المقبلة، ثم تتراجع الأسعار بعض الشيء خلالها، لتنتهي السنة القادمة عند 80 دولارا، وهذا التوقع مبني على ما قد تفعله (أوبك)، وأيضا بعض المراجعات للنمو الاقتصادي التي قد نراها».
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «CMarkits» لندن يوسف الشمري، إن أسعار النفط تتداول حاليا عند مستويات 90 دولارا للبرميل، ولكن مرشحة لمزيد من الصعود مع ارتفاع علاوة المخاطر الجيوسياسية.
وأشار الشمري في مقابلة مع «العربية» إلى أن الأسعار كانت عند 97 دولارا ثم تراجعت، مضيفا أن الارتفاع الحالي فيها لا يوحي بأن هناك مخاطر جيوسياسية على إنتاج النفط.
وأوضح أن القلق في الأسواق قبل أسبوعين من نقص الإمدادات أدى إلى وصول برنت إلى أسعار قريبة من 100 دولار للبرميل.
وذكر ان «مخاوف ارتفاع الإمدادات والقلق من الدخول في ركود اقتصادي بسبب سياسات البنوك المركزية قد تستمر في عام 2024، بالإضافة إلى ارتفاع علاوة المخاطر الجيوسياسية التي من غير المعلوم إذا كانت سيستمر تأثيرها مستقبلا أم لا».
إلى ذلك، قال بنك سيتي غروب، إن المستويات الحالية للأسعار ليست مستدامة، ويتوقع وصول متوسط برنت السنة المقبلة إلى 74 دولارا، علما بأنه قد يرتفع إلى 82 دولارا للبرميل في الفصل الأخير من العام المقبل.
وأوضح «سيتي بنك»، أن التفسير وراء هذه المستويات للأسعار هو زيادة الإنتاج من خارج «أوبك» مثل الولايات المتحدة والبرازيل وكندا. ولكن في المقابل، يتنبأ بنك «غولدمان ساكس» بأن تصل الأسعار إلى 100 دولار للبرميل خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، كما يرى بنك «أر بي سي» كابيتال أن مستوى الـ100 دولار احتمال وارد.